هل من تغير استراتيجي إقليمي من الصراع على سوريا وفق المبادرة الروسية

بقلم: علي ابوحبله

زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو يبدوا أنها مرتبطة بتغييرات استراتجيه إقليميه ترعاها روسيا ، هذا ما كشفت عنه التصريحات الروسية ،وتوجها لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ووزير الخارجية سيرغي لافروف مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم ،زيارة وزير الخارجية السوري إلى روسيا المفاجئة مرتبطة في انقلاب وشيك في التحالفات والمعادلات السياسية والعسكرية الاقليميه ، الخطر الذي يتهدد دول المنطقة وامن الإقليم بفعل تمدد ألدوله الاسلاميه والهجمات الانتحارية التي أصبحت تهدد امن الخليج العربي والمنطقة العربية والاسلاميه فتحت الطريق أمام مبادرة الكرملين لإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم ألدوله الاسلاميه يجمع السعودية ودمشق ، من معطيات ما هدفت روسيا لإيصاله إلى دمشق عبر الاجتماع الذي ضم وزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس الروسي بوتن أن روسيا بصدد وضع خطه استراتجيه ترمي إلى التنسيق بين الرياض ودمشق في تحالف إقليمي لمحاربة ألدوله الاسلاميه داعش وقد يشمل التحالف كلا من تركيا والأردن ، علما أن هناك خطر محدق يتهدد الحدود الشمالية التي تربط تركيا مع سوريا وان تركيا تتهدد وتتوعد سوريه بالتدخل العسكري تحت حجة إيجاد منطقه عازله ، وان هناك صراع دموي في جنوب سوريا تقوده وترعاه السعودية وقطر وأمريكا وأوروبا وإسرائيل ، التحرك الروسي مرتبط بخطورة الأوضاع التي تتهدد امن المنطقة ومرتبطة بنتائج زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اشرنا في حينه أن السعودية تبحث عن مخارج لأزماتها الاقليميه وان القيادة السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز بصدد تغيير نوعي في تحالفاتها الدولية والاقليميه ، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم رأى أن تحالف تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الاثنين: "إن الرئيس بوتين أكد ضرورة إيجاد تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن "الرئيس بوتين وعد بدعم سوريا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتساءل: "كيف تتحول تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة، التي تآمرت على سورية، وشجعت الإرهاب، ومولته وسلحته، وساهمت بنزف دم الشعب السوري، إلى حلف لمكافحة الإرهاب .ولفت المعلم قائلا: "نحن ممتنون لأصدقائنا في الاتحاد الروسي لعقدهم موسكو 1 وموسكو 2، وعزمهم على عقد موسكو 3، ونعتقد أن هذا هو الطريق الأسلم للتحضير لمؤتمر جنيف ناجح، ونيابة عن صديقي الوزير لافروف أدعو دي ميستورا إلى حضور موسكو 3. من ناحيته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "إنه لا بد لجميع الدول في المنطقة من التخلي عن الخلافات فيما بينها، والتركيز على مهمة تضافر الجهود من أجل محاربة التهديد العام، وهو الإرهاب"، مؤكدا أن "هذه المهمة ما تزال ملحة، لكن مع الأخذ في الاعتبار مدى توسع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وعدم الاكتفاء بالجهود السورية للتصدي ومحاربة الإرهاب ،قيام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة إلى موسكو على رأس وفد رفيع المستوى، مرتبطة بتغيرات استراتجيه ضمن محاولات درء المخاطر التي تتهدد امن المنطقة وبحسب وزارة الخارجية الروسية، فإن المعلم ناقش مع الطرف الروسي آخر مستجدات الأحداث بخصوص الأزمة السورية وإمكانية متابعة الحوارات بين الحكومة السورية والمعارضة ومسألة مواجهة الإرهاب ، والسؤال الأهم هل حمل الوفد السوري في جعبته ما لم يتم الإعلان عنه؟ وهل سيتطرق الوفد السوري مع الطرف الروسي إلى التطورات على الحدود التركية ومحاولات أردوغان إدخال البلدين في حرب لاهوادة فيها؟الرئيس الروسي بوتن أعرب عن دعم روسيا الثابت الى سوريه في كافة المجالات وان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم تلقى تطمينات من القيادة الروسية باستمرار الدعم الكامل والمتواصل لسوريه لتدعيم صمودها وموقفها في محاربة الإرهاب ، روسيا تسعى إلى تفعيل دبلوماسيتها في الشرق الأوسط مستفيدة من فشل السياسة الامريكيه في المنطقة وتورط السعودية في اليمن وتمدد داعش والنصرة في دول الخليج العربي ، وان روسيا تسعى لبلورة مبادرة تعيد التوازن الاستراتيجي للمنطقة من خلال تغير استراتيجي من ألازمه السورية يقود إلى موقف استراتيجي لمحاربة الإرهاب يجمع دول المنطقة وهي بموقفها تسعى إلى تحقيق مكاسب دبلوماسيه تعزز من التواجد الروسي في المنطقة وتدعم تحالفاتها الاقليميه وتفك عزلتها في أوروبا ، محاولة روسية لجمع المتحاربين الأعداء تحت مظلة واحده ووضع خلافاتهم جانبا ضمن سياسة إعادة الحسابات من الصراع على سوريا هدف تسعى روسيا لتحقيقه وهو بخلاف المراهنين على تغير في الموقف الروسي من سوريه ، إن الذي يحكم العلاقات بين الدول ليست المبادئ وإنما هي المصالح وليس من المستبعد تجمع خصوم الأمس ليصبحوا حلفاء اليوم ، فهل سنشهد تغير استراتيجي إقليمي من الصراع على سوريا تحكمه علاقات المصالح وليست المبادئ ضمن التغير الاستراتيجي في التحالفات الدولية والاقليميه الذي تشهده المنطقة

المحامي علي ابوحبله