فيديو.. نشيد "موطني" يصدح بمختلف انحاء العالم

شارك مئات الآلاف من الفلسطينيين والعرب والمتضامنين، مساء السبت، في غناء نشيد "موطني" للشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان.

وتأتي هذه الفعالية استجابة لحملة أطلقها ناشطون فلسطينيون حملت شعار "لنغني موطني معا"، بهدف إيصال رسالة للعالم من خلال كلمات نشيد موطني، ليعبر الشعب الفلسطيني والمتضامنون معه والمؤمنون بعدالة قضيته من مختلف أنحاء دول العالم، بصوتهم عن رفضهم للظلم والقهر الذي يعيشه الفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ويطالبوا بحريته واستقلاله وحقوقه المشروعة.

ونفذت الفعالية، في وقت واحد، في أكثر من 50 دولة، منها العربية وأبرزها تونس والجزائر ومصر ولبنان، ومنها في قارتي أميركا وأوروبا، إضافة إلى 17 موقعا داخل فلسطين شملت الساحات الرئيسية في مراكز المدن، وكذلك داخل أراضي عام 1948، رفع خلالها العلم الفلسطيني.

وقال منسق الحملة في محافظة رام الله والبيرة سامر طاهر إن التفكير بالفعالية بدأ منذ الثالث والعشرين من تشرين الأول الماضي، حيث تم التنسيق بين المتطوعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أنه وبمجرد الإعلان عن الفعالية بادر العديد من الأشخاص للاتصال والاستفسار عنها للمشاركة فيها.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت الكثير من الفيديوهات لمجموعات تغني نشيد موطني، حتى قبل تنفيذ المبادرة، الأمر الذي يشير إلى حماس الناس لها.

وهذه الحركة الفنية تأتي بمبادرة أطلقها  إياد المسروجي (صاحب الفكرة) وشقيقتاه ربى وريم مع ناشطين فلسطينيين من مدينة رام الله باسم حملة "لنغني موطني معا" في إطار أسلوب "إيجابي" للمقاومة الفلسطينية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت منسقة الحملة ربى المسروجي "أحيانا لا يفهم العالم الصور التي تُظهر بطش الاحتلال, لذلك وجدنا أن اللغة الوحيدة التي توحدنا وتنقل رسالتنا هي الغناء". وتذكر ربى بأن إستونيا تحررت عبر الغناء الموحد, قائلة إن الشعب الإستوني غنى وغنى حتى وصل للتحرير والاستقلالية.

أما عن سبب وقوع الاختيار على نشيد "موطني" الشهير, تقول ربى إن كلمات النشيد تتكلم بلسان حال الفلسطينيين والعرب اليوم, فهي تعبر عن جمال الوطن وشوق فلسطين للحرية والمواطن العربي للوحدة.

كما تنطق كلمات النشيد -الذي لحنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل في الثلاثينيات من القرن الماضي- بحنين للوطن وتصميم على الانتصار والبناء.

ومع أن النشيد الوطني الفلسطيني هو "فدائي", فإن أغلب الفلسطينيين يتقنون نشيد "موطني" ويتم تعليمه بأغلبية المدارس الابتدائية والثانوية للطلاب، وفق ربى.

تشدد ربى المسروجي على أهمية انطلاق الفعالية من فلسطين إلى العالم، حيث وصلها عدد كبير من الطلبات بالتنسيق لأداء النشيد في عدد من العواصم العربية والعالمية في تجمعات شعبية.

وتقول إنها لا تستطيع تقدير حجم الفعالية حتى بعد انتهائها، لأن المبادرة أصبحت حراكا شعبيا تلقائيا غير نمطي وهو سهل التطبيق.

وتظهر صفحة الحملة العشرات من الفيديوهات المصورة التي سجلها أساتذة مدارس فلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة دون تنسيق, لصفوف طلابية من أطفال صغار وكبار يغنون النشيد خلال الأسبوع الماضي.

ويقول عيسى الجلدة -هو أستاذ الموسيقى في مدارس الفرندز والمشرف على تدريب طلابه لأداء النشيد- "إننا نعلم الأطفال نشيد "موطني" حتى قبل بدء الحملة كي يشعروا بالانتماء للوطن والمجتمع بأكمله".

وتظهر فيديوهات أخرى مشاركة جمعية الأمل للصم والبكم في الضفة الغربية, فيؤدون نشيد "موطني" بلغة الإشارة.

وتملأ صفحة الحملة فيديوهات كثيرة لأطفال ينشدون "موطني" من منازلهم مع أشقائهم وأصدقائهم من شتى أنحاء العالم.

أما في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، فاجتمع المشاركون بالحملة في الناصرة وعكا وحيفا ويافا، بعضهم يعزف النشيد وآخرون يغنون من على أسوار عكا وتحت عقارب ساعة الميدان التاريخية في يافا.

وفي القدس، شاركت شخصيات دينية مسيحية وإسلامية مع بعض الشخصيات السياسية المقدسية في أداء النشيد مع طلاب المعهد الوطني للموسيقى فرع القدس.

وتشارك الجاليات الفلسطينية بالشتات في الفعالية, حيث افتتحت عدة جاليات صفحات خاصة بها، كل في مدينته، لتعلن موعد وموقع أداء النشيد بشكل موحد, ومن أبرزها شيكاغو وواشنطن وفلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، كما يؤدي الفلسطينيون بأربع مدن في ألمانيا النشيد بتجمعات أيضا, وفي صربيا وروسيا وتركيا.

أما في الدول العربية, فشارك الفلسطينيون من مخيمي شاتيلا والنهر البارد للاجئين في لبنان, والجزائر وتونس والمغرب ومصر والأردن. 

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -