بينما يقف البرنامج السياسي الفلسطيني بل الوطني عاجزا على ان يلبي الحاجة لضرورة ان يواجه متغيرات ومستجدات في تطور الصراع مع الاحتلال وبرامجه المكثفة التي تتجاوز اوسلو بل تتجاوز كل القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي والذي اصبح تعريفه بعد انحسار التيار القومي وتراجعه الى " الصراع الفلسطيني الاسرائيلي " والذي افقد الشعب الفلسطيني حاضنته العميقة والاستراتيجية في الوطن العربي سواء على المستوى الشعبي او الرسمي .
اسرائيل تلعب ومنذ انشائها على مناطق الفراغ والمتغير سواء في الساحة الفلسطينية او العربية اما على صعيد المجتمع الدولي وقواه فهو مشارك مشاركة فعالة في تكريس نظرية الامن الاسرائيلي ولذلك ما زالت اسرائيل لم تحدد جغرافيتها السياسية قافزة على المشاريع الدولية وقافزة على اطروحة حل الدولتين التي لاقت توافقية شبه دولية على تلك الاطروحة ، ونعتقد ان مثل هذا الطرح الغير ملزم من قبل المجتمع الدولي كان يخدم عجلة الزمن ولتخدم الامكنة في البرنامج الاسرائيلي التي تتجاوز اطروحة حل الدولتين والقرار 242 التي بنت منظمة التحرير سياستها وبرنامجها واعترافها باسرائيل عام مؤتمرها الوطني في الجزائر عام 1988م
اسرائيل تحتقر وتستتفه كل القرارات الدولية وتستغلها في احالة الزمنية للصراع ولصالحها ولذلك كانت اوسلو وببنودها الامنية هي الثغرة الكبرى لتحطيم اي رؤيا استقلالية فلسطينية تسمح للاحتلال ممارسة اطماعه وتنفيذ خططه وقتما يشاء وعلى مستوجبات يفرضها هو من استيطان واقتحامات تقوض مفهوم وجود السلطة او التخيليات الرومانسية لقيادة منظمة التحرير بان نهاية الفترة الانتقالية ستنجب كيان فلسطيني مستقل وبصرف النظر عن ماهية الخريطة السياسية له.
انتفاضة القدس وانتفاضة الشباب وحرائر فلسطين كانت تمردا على الفشل الوطني في معالجة ازمة الاحتلال ووجوده هذا من ناحية وناحية اخرى انه التمرد بالسكين والدهس على مخططات ضم الضفة وليس القدس فاجراءات الضم تطال القدس والخليل وبيت لحم وطول كرم وجنين وكل بقعة في الضفة الغربية .
لا يفهم البعض وفي المعتقدات الاسرائيلية وكما يدعون ان يهودا والسامرة هي اهم من حيفا ويافا واللد وتل ابيب والرملة وهي مملكتي اسرائيل في الجنوب والشمال ويقصد بيهودا كل المنطقة الممتدة جنوب القدس بما فيها منطقة غوش عتصيون في محافظة بيت لحم وجبل الخليل ، اما السامرة فهي المنطقة التي تقع شمال القدس "" رام الله ونابلس"
اسرائيل في اتفاق اوسلو احتفظت بكامل سيطرتها على المنطقة C والتي تمثل 60% من اراضي الضفة التي جعلتها مرتعا للاستيطان والكتل الاستيطانية الكبرى التي توسعن في الحدود الجغرافية اللقدس ، لم تكن اسرائيل غافلة كما الفلسطينيين عن الاهداف التي يمكن ان تحققها باحتفاظها بالمنطقة c والتي تجعل من فكرة حل الدولتين مجرد خريطة للوقت والزمن تكيفه كما تشاء وتقوم وفي ظل المفاوضات والجمود والتحجر الفلسطيني ببناء مئات الوحدات الاستيطانية .
اطروحات الحلول الامنية الاقتصادية التي ابتدعها بلير ومن بعده كيري ورايس وغيره من القادة العسكريين الاسرائيليين وقرارات الانفراج الاقتصادي على سكان الضفة ليس لمشاعر انسانية تجاه الشعب الفلسطيني بل تكييف الواقع للزحف البطيء والغير مرصود لتهويد الضفة مثل تنشيط الحياة الاقتصادية والانتاجية واستيعاب الالاف العمال الفلسطينيين في داخلها ومشاركة العمال الفلسطينيين في البناء والانشاء والانتاج ، هو ذاك التلاحم العملي وتوحيد المصالح التي تقفز عن حالة الشعور الوطني ، وكذلك التسويق.
المدرسة السياسسية والعسكريةالاسرائيلية ما زالت تدرس خيارين بعد ان مضى قطار حل الدولتين اما الانسحاب من طرف واحد من التجمعات السكانية في ضم غير مباشر يحافظ على قواعد مؤسسات سلطة اوسلو بقياداتها الميدانية الامنية والمؤسساتية والشؤون المدنية وبخيارات امنية بين التوافقيات مع ما يمثل اهمية للاردن مع اسرائيل اوما الخيار الاخر هو الضم المباشر وكما قال بعض الكتاب الاسرائيليين هل نجد القائد العسكري للضفة هو من يحكم مستقبلا ...؟؟؟ او كما قال يعالون ترحيل الخطاب السياسي واخذ اجراءات عملية على الارض اقتصادية امنية .
ولكن ماذا عن المدرسة السياسية الفلسطينية المنقسمة على ذاتها والتي تراوح في مكانها منذ عشرات السنيين ما هي ردود افعالها وبرامجها الوطنية امام اجراءات الضم .. لاشيء يذكر .. بل هناك هروب للامام لتخيل انجاز مقنع بل فشل مقنع بالذهاب للمجتمع الدولي الذي هو شاهد بل يغمض عينيه على نشاطات الاحتلال وعدوانها منذ النكبةوما قبلها ، وعاجزة تلك القيادة عن وضع حلول في نطاق التجربة الفتحاوية المنقسمة وحلول لعجز البرنامج الوطني في احداث وتحديث يتناسب مع توجهات الاحتلا ل ومواجهتها او على صعيد الوحدة الوطنية وشلل مؤسسات حركة فتح ومؤسسات منظمة التحرير .
واخيرا : الضفة تهود ياسادة ..!!!