سكينة المطبخ صناعة الرعب الفلسطينية

بقلم: وسيم وني

" إنها الأدوات التي ابتكرها الارهابيين الفلسطينين في وجه المستوطنين الضعفاء الذين لا حيلة لهم ولا قوة في مجابهة هذا الاجرام الفلسطيني الذي يحاولون دائما طمس معالم اسرائيل ومسح هويتها كون الفلسطينين جاؤو من دول اوربا وافريقيا وامريكا لاقتلاع المستوطنين الضعفاء من أرضهم المسماة اسرائيل " حسب رواية العدو الاسرائيلي .

اكتسب السكين سمات السلاح المقاوم الذي يشهد على شجاعة هؤلاء الأبطال من أبناء شعبنا الفلسطيني الممتلئين حماسة، المشبَعين بالإيمان بقداسة أرضهم، والمستعدّين لافتداء كرامتها بدمائهم.. وهاهي قوات الاحتلال تقوم " بمصادرة سكاكين المطابخ من عدة منازل جرى اقتحامها فجراً، في عدد من مدن وقرى الضفة الغربية في سابقة تعد الاولى من نوعها في ارضنا الفلسطينية حتى أصبحت سكاكين المطبخ تشكل رعبا للمستوطن وقوات الاحتلال .

وهذه ظاهرة فريدة في بابها، تدلّ على شجاعة هؤلاء الأبطال الذين يفتقرون إلى السلاح فيقتحمون “أهدافهم” مباشرة وهم يعرفون يقيناً أن خطر اعتقالهم مؤكد إذا ما نجوا من القتل برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي

إن هذا الأمر، يعبر عن مزاجية وعقلية الاحتلال السرائيلي حيث يبدون: مرتبكون، عصبيون، فقدوا اتزانهم النفسي، وهم ايضا فاقدون للأخلاق حتى منذ أن وطئت ودنست أرجلهم أرضنا الحبيبة فلسطين ! مع إنشاء الكيان، وهو حتما سيكون عابراً في تاريخ وطننا الفلسطيني ، فالحس الاجرامي لديهم متطور جداَ ، لذا من المنطقي أن هؤلاء يطلقون كلابهم من المستوطنين لنهش أجساد أطفالنا وأهلنا في فلسطين !.

بالرغم من دخولنا الشهر الثالث على التوالي للانتفاضة الثالثة الحالية، مازالت قوات الاحتلال تواصل اعتدائها على أهلنا وأطفالنا، ووإعطاء الضوء الأخضر لعشرات العصابات الاستيطانية الإرهابية لترتكب سلسلة اعتداءات دموية، من حرق للمنازل والممتلكات في عدة بلدات وقرى فلسطينية في الضفة المحتلة، وإغلاق للطرق ، في وجه حركة السير الفلسطينية فقد بلغ عدد الشهداء 126 شهيدا إلى تاريخ كتابة مقالي هذا ، والإصابات بين الفلسطينيين ما يفوق عن عشرة آلاف إصابة.. وعداك عن كل يوم لدينا موعد جديد مع رئيس سلطة الاحتلال الاسرائيلي ليطلق من خلاله سيلاً من التهديدات من القتل والعقاب الجماعي بحق شعبنا وأرضنا في الضفة والقطاع لدفعه للركوع والخنوع ولكن خسئو !!!!.

وكما تؤكد العديد من المصادر الفلسطينية بأن عشرات العصابات الإرهابية قد انتشرت في عدة مناطق في الضفة المحتلة، وكله يشير إلى أن الاعتداءات كان تتم تحت إشراف جنود جيش الاحتلال، الذين قدموا الحماية المباشرة لعصابات الإرهاب لتقتل وتحرق وتعيث فساداً في الأرض الفلسطينية بمحاولة يائسة لإخماد هذه الهبة المباركة .

فقد اعتاد العدو الصهيوني على تزوير الحقائق وتغطيتهاو تصوير مايجري في فلسطين مع شعبنا الفلسطيني بأنهم هم من يتعرضون للقتل والحرق والذبح و غير أن هذه التغطية ليست أكثر من غربال، فهي تُظهر أن تناقضاً ما يجري أحياناً بينها وبين المستوطنين، وهذا كذب وافتراء، فالتنسيق بين الطرفين يجري على قدم وساق، فبعد حملة "بذور الصيف" التي نظمها الجيش "الإسرائيلي"، لتدريب المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية على الأنواع الجديدة من الأسلحة لكيفية الفتك والقتل بشعبنا الفلسطيني تحت ذريعة الدفاع عن النفس وكما أن قياداتهم حريصة على مدهم بالسلاح المتطور لأداء الغرض ، إن هؤلاء المستوطنين أخذوا على عاتقهم منع قيام دولة فلسطينية تحت اي ظرف كان ، وذلك وفقاً لما يقوله قادتهم وحاخاماتهم في تصريحاتهم العلنية للصحف "العبرية " .

المستوطنون منذ زمن يقومون بمسيرات للرد على المسيرات الشعبية الفلسطينية التي تنطلق في الأراضي المحتلة، وأود التنويه بأن صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" في أواخر شهر آب/أغسطس الماضي نشرت "أن الجيش "الإسرائيلي" بدأ يدرب المستوطنين في الضفة الغربية على مواجهة تظاهرات عنيفة محتملة من قبل الفلسطينين ، وخصوصاً إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والقبض على المتظاهرين من خلال الإندساس بين صفوفهم .

ومن ناحية أخرى يرى أحد الزعماء الاسرائيليين في بعض المستوطنات في جنوب القدس في مستوطنة "غوش عتصيون" أن المستوطنين سيكونون مسؤولين عن الأمن في الضفة الغربية، من خلال مشاركتهم ودعمهم للجيش في هذه المهمة، حاملين عبارة يتغنون بها : "علينا أن نؤكد حقنا في هذه الأرض وعلى الفلسطينيين الكف عن التفكير في إقامة دولة لهم، لأننا سنمنع قيامها بالقوة" .

في الحديث ذاته جاء تصريح للعضو في الليكود زئيف ألكن الذي يعيش في مستوطنة "غوش عتصيون" بقوله: "إن المستوطنين يجب أن يضغطوا على السلطات "الإسرائيلية" من أجل توجيه رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم سيخسرون كثيراً إن استمروا في إرهابهم" طبعا متناسين جرائم قطعانهم بحرق الأطفال وتقديمهم لمحاكمات الاحتلال وتبرئتهم من التهم الموجهه إليهم بمسرحية هزلية تثير السخرية .

من جانب آخر، وبمبادرة من النائب مايكل بن ارى (من حزب الاتحاد الوطني وهو حزب من غلاة اليمين المتطرف) حيث قام بعقد منتدى في الكنيست تحت عنوان "تغيير قواعد اللعبة" حيث يخاطب بن آري المشاركين لينقلوا رسالة إلى العالم مفادها بأنه "لن يكون هناك أبداً كيان وطني آخر في "يهودا والسامرة" غير الشعب اليهودي". ومن المقترحات التي تم طرحها في المنتدى: "ضم الضفة الغربية رسميًّا إلى "إسرائيل"، والقيام بإضرابات واسعة في المستوطنات، للموظفين في البلديات، مع تدريبات مكثفة على الدفاع عن النفس وزيادة الإجراءات الأمنية" طبعا كله يصب في زيادة عدد المستوطنات وتكثيف الارهاب الاسرائيلي لردع أهلنا في فلسطين عن المطالبة ولو بأبسط حق حتى !!!

أما المتحدث باسم المستوطنين اليهود في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، فقد صرح: "نحن لسنا مسيحيين، بل سنرد الضرب بضربات كثيرة ومؤلمة وفي العمق الفلسطيني "

على منحى آخر تزداد العنصرية تعقيداً بشكل متسارع في كل فئات الشارع "الإسرائيلي"، الذي ينحو نحو اليمين المتطرف فالأكثر تطرفاً، وما يوحد الأغلبية اليهودية هو التنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في أرضه وتنمية مشاعر الكره والارهاب المنظم ضد شعبنا ، وطبعا هكذا أصبحت السياسة الرسمية لحكومة الاحتلال منذ إحتلالها لأرضنا عام 1948، والتي تتفنن في تشريع القوانين العنصرية، وإلى المزيد من سنها في هذا الكيان، لذا نرى تجذر المواقف العدائية للشعب الفلسطيني وآماله ومستقبله، فالفاشية تفرض بصماتها باتخاذ القرارات والقوانين العنصرية التي تهدف إلى قهر شعبنا الفلسطيني وطمس قضيته .

في استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، أجراه معهد "بانلز بوليتك" لحساب جريدة "معاريف"، يتبين أن نتنياهو هو المفضل لديهم، ويصفونه بـ"ملك إسرائيل" (طبعا بتاريخه الحافل بالانجازات الاجرامية )، وفي استطلاع للمعهد "الإسرائيلي" للديمقراطية أجري بتاريخ (20 نوفمبر الماضي)، بيّن أن 60% من المستطلَعين يؤيدون سلب الحقوق المدنية لعرب الداخل من حملة الجنسية "الإسرائيلية" ( عرب 1948) ، وسحب حقهم من التصويت والترشح للكنيست حتى لسحب الصوت العربي بالكنيست لأنه يفضح جرائمهم .

في المقابل، ونتيجة لسياسة التمييز العنصرية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي تجاه فلسطينيي الداخل، فإن 73.5% من اليهود، يعتقدون أن القرارات المصيرية لكيانهم المزعوم ، يجب أن تتخذ من اليهود فقط، وأن 66% من اليهود، يعارضون السكن بجوار العرب حتى في ظل سلام وتعايش معهم .

نتنياهو بدوره وحكومته يحرّضان اليهود ضد عرب 48؛ فأثناء انتخابات الكنيست الأخيرة في مطلع هذا العام، قال الفاشي نتنياهو: " يهرع العرب إلى صناديق الاقتراع، وإن حافلات مدعومة من الخارج تعمل على نقلهم، بهدف إفراز كنيست وحكومة "إسرائيلية"، تكون موالية لحقوقهم ومطالبهم، حتى إن الرئيس الأميركي ندد بتصريحات نتنياهو، ووصفها بالعنصرية.

إنه عدونا الصهيوني، الغدة السرطانية في قلب الأمة العربية والاسلامية والعالم حتى و هنا بأخر أسطري هذه أود السؤال :.. هل من المنطقي : التعايش مع هؤلاء البرابرة سؤال نطرحه على أنفسنا ؟!! إن السكاكين مرحلة جديدة في عمر هذه الثورة الفلسطينية التي لن ولم تتوقف، مهما اشتدت عليها الظروف ومهما مارس عليها هذا المغتصب أشد أنواع الإرهاب إلا بتحقيق هذا الشعب البطل الحد الأدنى من حقه في وطنه الذي سيبقى دائماً وطنه: فلسطين.. وعاصمته القدس الشريف .

بقلم/ وسيم وني