هل هذه دنيا؟

بقلم: جمال ايوب

ليس أصعب علي انسان أن يعيش كسير القلب . حزين النفس . جريح الوجدان . سواء كان هذا الانسان رجلا أو امرأة .
الدنيا أغلبها تحولت إلي ناد كبير للقلوب المحطمة والنفوس الحائرة . بشر يتزاحمون هنا وهناك . لكنهم اشبه بالجثث الميتة الخالية من الحياة . أموات يمشون علي أقدامهم .
اختفت الرحمة فاسودت الدنيا ولم يعد لها معني . ضاعت القيم الجميلة . فضاع الانسان واصبح أقرب إلي الحيوان . يأكل ويشرب وينام . ويقوم ليأكل ويشرب ثم ينام . وفي النهاية يموت ناقص عمر!
حتي الحب الذي هو ماء الحياة . لم يعد منه سوي مجرد كلمات جوفاء مكررة .
يقولها الانسان دون أن يكون لها علاقة بالحقيقة . لم يعد هناك حب إلا في الروايات والأفلام ومسلسلات التليفزيون . وتحولت العلاقة المقدسة الجميلة بين آدم وحواء . إلي صراع لا ينتهي حول من يسيطر علي الثاني !
الناس الآن يعيشون في بيوت افضل. ويرتدون ملابس أحسن . لكن أرواحهم حائرة لا تعرف السعادة ولا راحة البال طريقا اليها .
واختلط كل شئ. فلم نعد نعرف من القاتل ومن القتيل . الكل اصبحوا ضحايا .
والكل مدانون ومجرمون . المرأة في حرب مستمرة مع الرجل . والرجل يقمع المرأة ويسئ معاملتها ويقهرها .
اختفت الابتسامة من علي الوجوه . التي تحولت إلي اقنعة جامدة قاسية . الناس الآن لا يعرفون الضحك الذي يطيل العمر . انهم فقط يجيدون السخرية من بعضهم البعض .
والاستهزاء ببعضهم البعض . الكل يمسك خنجرا يطعن به الآخر . الكل يتربص بالكل . والكل يكره الكل .
هل هذه دنيا؟
جمال ايوب