ماذا تحمل زيارة وفد حماس إلى القاهرة.. فهل من تغيرات إقليميه تجاه حماس

بقلم: علي ابوحبله

قالت صحيفة “رأي اليوم” نقلاً عن احمد يوسف القول إن وصول وفد حركة حماس إلى القاهرة كان بوساطة سعودية تدخلت لدى الجانب المصري لإقناعها بضرورة وصول الوفد كما كان مرتباً له قبل الاتهامات الأخيرة للحركة في قضية اغتيال النائب العام المصري الأسبق هشام بركات .

ونقلت عن يوسف الذي أكد بأن للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بصمات واضحة في تلطيف الأجواء وترحيب القاهرة بوفد حماس، خاصة بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية الأسبوع الماضي على هامش مناورات “رعد الشمال ، ونقلت الصحيفة عن مسئول في حركة حماس أن وفد الحركة سيؤكد من جهته مجدداً لمصر على موقف حماس بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، وأن هذا القرار يعد استراتيجيا لدى الحركة، بالإضافة إلى تأكيده على استمرار حماس في حفظ الحدود مع مصر من جهة غزة، وعلى عدم وجود أي علاقة بالجماعات المسلحة في سيناء .

وكشف المسئول أن وفد حماس الرفيع سيطرح على مصر استعداد الحركة للمشاركة في لجنة تحقيق وتقصي مشتركة، من أجل التدقيق في اتهامات وزير الداخلية، وذلك خلال اللقاء مع مسئولي القاهرة، مع تأكيده على نفي أي دور للحركة في أي نشاط عدائي ضد مصر .ولم يستبعد المسئول أن يغادر وفد الحركة بعد لقاءاته في مصر لعقد اجتماع موسع لقيادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يتواجد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل

لا شك وفق ما ذكره القيادي في حركة حماس ووفق المحللين السياسيين ان تحمل زيارة وفد حماس للقاهرة أبعاد على المستوى الداخلي الفلسطيني والإقليمي بعد قطيعه دامت مده من الزمن بعد الانقلاب على محمد مرسي ، كما أن الزيارة تأتي بعد اتهامات وجهها وزير الداخلية المصري متهما حركة حماس بالمشاركة باغتيال النائب العام المصري هشام بركات ، الاتهامات وجهت لحماس قبل أسبوع من الزيارة التي يقوم فيها الوفد إلى مصر .

هناك مؤشرات للعب السعودية دور مهم في إقناع الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستقبال وفد حركة حماس وتغليب لغة المصالح الاقليميه للسعودية في الصراع الذي تشهده المنطقة ضمن محاولات الجذب السياسي للحركة لانضمامها للمحور السعودي في صراعها مع إيران ،

واغلب الظن أن ممارسة الضغوط تمت أثناء مشاركة الرئيس المصري السيسي مناورات رعد الشمال .

السعودية لديها توجهات لتبني حركة حماس بعد أن أقدمت على اتخاذ قرار في مجلس التعاون الخليجي لاعتبار حزب الله إرهابي وكذلك وزراء الداخلية العرب ومجلس وزراء الخارجية العرب

موقف حماس من القرارات السعودية ضد حزب الله اتسم بالصمت المطلق وهو ما اعتبرته السعودية مؤشرات تصب في قناة العمل لاستقطاب حركة حماس واعتبر البعض موقف حماس وعدم إدانتها للقرار السعودي ضد حزب الله انه يصب في قناة التقارب بين حماس والسعودية

لا شك أن التغيرات والتحالفات الاقليميه قد تحمل في طياتها أبعاد كبيره ، وتؤشر إلى إمكانية التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية ضمن محاولات الاستحواذ والتغيرات في التحالفات الاقليميه والتي من بينها الاستحواذ على حركة حماس

ما يهم السعودية في صراعها هو الاستقطاب على حركات مقاومه سنيه لتتبناها في مواجهة قوى وحركات إيرانيه بحسب تصنيفها للمقاومة ، وان حماس استقطبت لان لها موقف من سوريا حيث خرجت من سوريا ووقفت إلى جانب المعارضة السورية إرضاء لقطر والدوحة وانقره

معادلة حركة حماس في مصر لها تبعات على الحركة أولها أن مصر علاقاتها مع تركيا تكاد تكون صفر وهي ترغب أن تنهي حماس علاقاتها مع تركيا أو على الأقل التبرؤ من حركة التنظيم الإسلامي العالمي

وقد تكون هناك ضغوطات على حركة حماس لتحسين علاقاتها مع محمد دحلان الذي تربطه علاقات مع مصر بفعل الموقع الذي يشغله في دولة الإمارات المتحدة

ويبقى السؤال في ظل تلك التغيرات والمواقف والتحالفات هل ستغير مصر موقفها من حماس إذا قبلت بالشروط المصرية وعملت على محاربة التنظيمات الاسلاميه المناوئة لمصر في سيناء ،

وبالمقابل هل ستغير مصر من شروطها مقابل تغير مواقف حماس بفتح معبر رفح ،

وما هو الدور المصري الذي بإمكان مصر أن تلعبه تجاه المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني

المؤشرات تدلل على أن استقبال وفد حماس من قبل مسئولي المخابرات المصرية فتح صفحه جديدة في العلاقات بين مصر وحماس ، وعودة للتأثير المصري على المعادلات الفلسطينية ومعنى ذلك أن الدول المعنية بالشأن الفلسطيني فتحت الباب على مصراعيه حول المرشح الذي سيخلف الرئيس محمود عباس في حال تم إنهاء الانقسام وجرت انتخابات تشريعيه ورئاسية

وهنا السؤال دور محمد دحلان في المعادلة المستجدة حيث فشلت مصر في إحداث مصالحه بين الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان بعدما أشارت العديد من وكالات الأنباء عن جهود مصريه تهدف لجمع محمد دحلان مع الرئيس محمود عباس ، فهل سيدخل دحلان من بوابة غزه إذا حدثت مصالحه بين دحلان وحماس .

قبول حماس بشروط التسوية ووقف إطلاق النار لمده طويلة مع إسرائيل سيجعل مصر تتبوأ الوساطة بين إسرائيل وحماس بدلا من تركيا وهذا سيعجل في تلبية مطالب حماس بإنشاء مطار وميناء في غزه .

وهنا لا بد من طرح تساؤلات عده من بينها أن الجهود لاستيعاب حماس ضمن المعادلات الاقليميه والتي يخشى منها محاولة تمرير مخطط إنشاء دويلة فلسطينيه في غزه وترك الضفة الغربية في حالها حيث إسرائيل تستكمل إجراءات مشروعها ألتهويدي والاستيطاني في القدس والضفة الغربية

أين دور السلطة الوطنية من كل ما يحدث فهل بمقدور السلطة الوطنية أن تقلب المعادلات وان تخلط الأوراق جميعا إذا ما حاولت بعض دول الإقليم للسير بمخطط تجسيد الانقسام وإقامة دويلة في غزه ضمن المخطط الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية وهل تقبل حماس للسير بهذا المخطط ألتدميري للقضية الفلسطينية

وإذا قبلت حماس بذلك ماذا سيكون الموقف الشعبي الفلسطيني برمته ، إن المخرج الحقيقي أمام ما يحاك من مخططات تستهدف القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وتصفيتها هو القفز على كل المعادلات ووضع الجميع أمام معادلة تشكيل حكومة وحدة وطنيه تنهي الانقسام وتوحد الجهود الفلسطينية ضمن سياسة الامر الواقع ووضع الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية علما أن معادلات موازين القوى جميعها تشير إلى فشل كل المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية لتغير موازين القوى والتي جميع الدلائل تؤكد أنها ليست في صالح الفرز الفئوي والطائفي والتي الهدف منها حرف البوصلة عن أولوية الصراع مع إسرائيل .

بقلم/ علي ابوحبله