إنه عام آخر يمضي من نكبة شعبنا الفلسطيني، حيث أن شعبنا بات أكثر تصميما وإصرارا على بلوغ أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال واستعادة أرضه المغتصبة من براثن الثعبان الاسرائيلي وحق العودة إلى ارض أباءه وأجداده التي هجر منها برغم كل الإرهاب الاسرائيلي الذي يمارس عليه.
فصول النكبة :
وتمر هذه الذكري الأليمة والمريرة علي شعبنا الفلسطيني حيث لا زال شعبنا ليومنا هذا يدفع الثمن؛ ثمن هذه النكبة المريرة وثمن وعد بلفور المشؤوم الذي أقرتهُ بريطانيا في الثاني من نوفمبر 1917م، والتي أعطت بموجبه حق من لا يملك لمن لا يستحق ؛ وإعطائها وعد لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين؛ والذي نتج عنه مذابح وتشريد ومعاناة مستمرة فصولها التي لا تنتهي إلا بزوال هذا الاحتلال وهاهي الايام والسنين تمضي مسرعة وهذا الشيطان الاسرائيلي جاثم على صدر شعبنا بما يقارب قرناً من الزمان وشعبنا الذي يحلم بالعودة إلى فلسطين ويقدم في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء والأسرى البواسل والكرام بما في ذلك انتفاضة السكاكين للدفاع عن القدس الشريف والأرض الطيبة المقدسة المباركة الطاهرة فلسطين أرض السلام التي لم تعرف يوماً سلاماً.
محاولة طمس الهوية الفلسطينية :
إنما أراده الكيان الاسرائيلي بدعم من الغرب الرأسمالي من خلال النكبة نفي وطمس الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية بشكل كامل ، غير ان مشروعهم الشيطاني ، اعطى نتائج عكسية لجهة التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني واوجد هذا العملاق الفلسطيني المتمسك بأرضه الفلسطينية الصغير قبل الكبير ، برغم التشرد والتهجير والهدم والقتل والحصار وكسر القبضة الأمنية التي يتغنى بها جيش الاحتلال وتمريغ رأسه بالتراب .
قساوة الاحتلال لن تكسر عزيمتنا :
إن فلسطين لازالت من بحرها لنهرها بكل قراها ومدنها المحتلة منذ عام 1948م لا تفارق مخيلتنا أو فكرنا ، وخسئ بن غوريون الارهابي عندما قال عام 48م : " إن الكبار يموتون والصغار ينسون"، هذا صحيح الكبار يموتون ولكنهم وإن رحلو عنا فإنهم قبل رحيلهم زرعو ونمو فينا حب وعشق تراب فلسطين ليكون هذا النهج خالداَ في قلوب وعقول صغارنا الذين لا ينسون ولا يفرطون بشبر واحد من أرض فلسطين .
وأختتم أسطري هذه بأن اليوم في ذكرى النكبة، لا تزال هناك فرص لتعزيز وتقوية وضعنا الفلسطيني أهمها: دعم انتفاضة القدس بكل ما نستطيع، والسعي لفكّ الحصار عن غزة وأهلها ، وإنهاء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني الذي يستفيد منه عدونا الاسرائيلي ، ودعم اللاجئين في الشتات وتعزيز صمودهم ، والصمود أمام المطالب الإسرائيلية .
وليعلم هذا الاحتلال الغاشم بأن حق العودة كان ومازال حقا مقدسا، ولا يمكن لكائن من كان التنكر له او إسقاطه، لانه حق شخصي ووطني عام. متمسكون بالحق حتى نعود، ولن نتخلى عن أرضنا ومقدساتنا وحقوقنا الوطنية مهما كانت بلغت التضحيات، وسنعود يوما عما قريب بإذن الله.
بقلم الأستاذ وسيم وني " الاتحاد الدولي للصحافة العربية " :