من هو شمعون بيرس الذي توفي عن عمر يناهز 93 عاما
.. شمعون بيرس هو اخطر سياسي إسرائيلي على العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وهو صاحب الرؤيا التي يعمل بموجبها طوال الوقت وهي أن على إسرائيل أن تقنع الجميع أنها تريد السلام وتريد أن تكون جزءا من الشرق الأوسط الجديد، في الوقت الذي على إسرائيل أن تعرف تماما أن مصلحتها في السيطرة على الشرق الأوسط ، بدون الوصول إلى السلام العادل الحقيقي. وقد كان بارعا جدا في العمل وفق رؤيته هذه، لدرجة أن تلميذه يوسي بيلين الصهيوني صدق انه يريد السلام وبعد سنين عندما اكتشف أن بيرس لا يريد السلام، اعتبر نفسه انه كان سياسيا ساذجا.
إن السلام الذي يسعى بيرس للحصول عليه قائم على أساس قيام دولة فلسطينية ممسوخة وتابعة لإسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية وأجزاء من قطاع غزة .
وُلد شمعون بيرس في بيلوروس في عام 1923 وهاجر إلى فلسطين مع عائلته عندما كان يبلغ من العمر أحد عشر عامًا. ونشأ في تل أبيب وتعلّم في المدرسة الثانوية الزراعية في بن شبمن. وفي 1943 انتُخب سكرتيرًا لحركة الشبيبة التابعة لتيارالصهيونية العُمّالية. وقد بدأ بيرس بالعمل مع ديفيد بن غوريون و ليفي إشكول في قيادة " الهاجاناه " في عام 1947م، وشارك في ارتكاب مجازر عدة ضد الفلسطينيين سنة 1948-1952م، وفي عام 1949م عين رئيساً لوفد وزارة الدفاع إلى الولايات المتحدة، حيث قام بشراء العتاد العسكري .
وفي عام 1952م تم تعيينه نائباً للمدير العام لوزارة الحرب، ليصبح في العام الذي تلاه المدير العام، وفي إطار منصبه هذا أسس روابط وطيدة مع فرنسا، وحقق تقدماً في تطوير الصناعات الجوية الإسرائيلية. وفي عام 1959م تم انتخابه لأول مرة للكنيست ممثلاً عن حزب مباي (أي حزب عمال إسرائيل ). وقد عين نائباً لوزير الحرب، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1965م
وبالرغم من ألصوره الذهنية التي حملها البعض عن شمعون بيرس بأنه صانع للسلام وهو مهندس اتفاق أوسلو
إلا أن شمعون بيرس كان له دور كبير في تأسيس الكيان الإسرائيلي وهو مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي ويعد من ابرز مخططي عملية عنتيبي لإنقاذ الرهائن الإسرائيليين الذي كانوا في الطائرة المختطفة اير فرانس التي اختطفها فلسطينيون إلى أوغندا
.
وقد تولى شمعون بيرس رئاسة الوزراء مرتين واكتسب شهرته الدولية بعد التوقيع على اتفاق أوسلو التي وقعت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة مفاوضات شهدتها العاصمة النرويجية عام 93
وقد حصل شمعون بيرس على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.
وبالرغم من توليه منصب رئيس الوزراء مرتين فإنه لم يفز في أي انتخابات جرت في الكيان الإسرائيلي . فقد شغل منصب رئيس الوزراء في عام 1984 في ظل حكومة وحدة تشكلت آنذاك. وكانت المرة الثانية في عام 1995 في أعقاب اغتيال إسحق رابين، حيث جمع بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الحرب.
وفي المرات التي رشح فيها نفسه للانتخابات مني بهزائم متكررة مثلما حدث في الأعوام التالية : 1977، 1981، 1984، 1988، 1996، فلم يحصل على الأغلبية التي تؤهله للفوز، ولذلك لُقّبَ عند اليهود ب"السيد الخاسر".
جرائمه بحق الفلسطينيين والعرب:
- قاد بيريس عدواناً عسكرياً أطلق عليه اسم "عناقيد الغضب"، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت في أوائل مايو-أيار 1996، وتمثلت الوحشية الإسرائيلية في أعنف صورها عندما قصفت القوات الإسرائيلية ملجأ للأمم المتحدة بقانا في الجنوب اللبناني يؤوي مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ مما أسفر عن جرح ومقتل المئات.
- شارك شارون حملة القمع والتنكيل والمذابح التي مورست ضد الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى، وهو متورط كذلك في مذبحة مخيم جنين ومجزرة حي الياسمينة في القصبة بمدينة نابلس القديمة وباقي عمليات الاغتيال والقصف ألتدميري في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كان شريك شارون في الحكم
-أعطى الضوء الأخضر لجيش الاحتلال بهجومه على غزة في نهاية شباط من العام 2008وقد حصل جيش الاحتلال على الضوء الأخضر من المستوى السياسي للعمل بحرية" . وكانت نتيجة هذا الضوء الأخضر الدم الفلسطيني الذي تدفق بغزارة في قطاع غزة والمحرقة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين حيث سقط خلال العدوان على غزة مئات الشهداء خلال أيام معدودة ودمرت البيوت بزعم الرد على قصف الصواريخ الفلسطينية، التي هي بالأساس رد على جرائم الاحتلال وعلى الحصار والإغلاق والتجويع والضغط والعقاب الجماعي- التي فشلت مجتمعة في تحقيق الهدف المنشود الذي يتمثل في تغيير الواقع السياسي والديموغرافي في قطاع غزة
موقف شمعون بيرس من فوز حماس بالانتخابات التشريعية
فقد اعتبر بيريس في تصريحات لصحيفة معاريف بتاريخ 23-8-2006 أن العالم " سيرتكب خطًأً كبيرًا في حال سمح بنجاح تجربة حركة حماس في
الحكم "، معتبراً أن نجاح حركة حماس في الحكم يعني أن العالم قد سلم بنشوب حرب دينية في المنطقة، ومشدداً على أن إفشال حكومة حماس مهمة تقع على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية.
وفي مناسبة أخرى اعتبر بأن بقاء حركة حماس في الحكم يعني عدم قدرة إسرائيل على تمرير أي اتفاق تسوية يضمن تحقيق مصالحها الإستراتيجية في الضفة الغربية .
من أقوال شمعون بيرس :
بدأ العرب يفهمون أن الإرهاب سببٌ لفقرهم , فهم ضحايا أخطاء ارتكبوها بأنفسهم".
إن التنازلات التي حصلنا عليها لم يكن بالإمكان إبرام اتفاقية مع الفلسطينيين لولاها.
إن المفاوضات بين الاسرائليين والفلسطينيين كانت حقيقة بين إسرائيل ونفسها.
هذا العرض لسيرة موجزة لحياة رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيرس ويعد اخر عمالقة في تاسيس هذا الكيان وله يد طولى في ارتكاب جرائم القتل في حق الفلسطينيين منذ تاسيس هذا الكيان حتى اخر لحظه من حياته ، نستطيع استخلاص بعض النتائج المهمة، والعبر المفيدة والتي نوجزها فيما يلي :
إن جميع زعماء الاحتلال قد وصلوا إلى سدة الحكم نتيجة سجل تاريخهم الحافل بالإجرام والوحشية وارتكاب المجازر ضد أعدائهم من العرب والفلسطينيين، حيث كان الواحد منهم يتقرب للناخبين باستعراض بطولاته في ساحة الاعتداء واغتصاب الأرض، ليحصل على مزيد من الأصوات من الشعب المتعطش للدماء الفلسطينية . ، إن ارتكاب الجرائم المروعة والمجازر البشعة صفة جمعت بين جميع قادة الاحتلال، والتي عكست مدى الوحشية التي اتصف بها هؤلاء الذين قادوا دولة الكيان الصهيوني خلال تاريخها الدموي .
;
حدة التنافس بين القيادات الصهيونية في تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتوسيع الاستيطان على حساب الشعب الفلسطيني . وان مناداتهم بالسلام وسيلة للمراوغة والتقاط الأنفاس، ولإيهام الرأي العالمي أنهم أهل سلام وأمن، فيما هم يفكرون ويستعدون للحرب والاعتداء على الآخرين في جولات قادمة.
,وان نقضهم للمواثيق، وعدم التزامهم بها، وإخلافهم للوعود، وعدم التزامهم بما اتفقوا عليه في المفاوضات والاتفاقيات الدولية . هي صفه ملازمه للكيان الإسرائيلي ،
وهنا تستوقنا نظرية ابن خلدون في سقوط الدول
، حيث يقدم لنا العلامة عبد الرحمن بن خلدون رحمه الله: نظريته حول سقوط الدول.. الأسباب والآثار، حيث بني نظريته في هذا الصدد على استقراء تاريخي –كما هو منهجه في فلسفة التاريخ عموماً- غير أنه في نظريته لسقوط الدول وطرق الخلل كيف تأتي عليها.. مشيراً أكثر من مرة إلى أهم الأسباب، والتي لاحظها من خلال تأمله في تاريخ الدول والإمبراطوريات، بل وعلى مستوى سلطنات الأقاليم، فوجد أنها قد تختلف في بعض جزئيات التفاصيل، لكن الأسباب البارزة ظلت هي هي،
السبب الأول لسقوط الدول بحسب نظرية ابن خلدون : الظلم
السبب الثاني: الشيخوخة
أوضح أن الدول تشبه الإنسان في مشوار حياته.. طفولة، شباب وفتوة، كهولة، شيخوخة، وهذه الأخيرة.. مصطلح الهرم، مؤكداً أن الهرم إذا نزل بالدولة لا يرتفع.. وقد يأتي البعض من الأبناء أو حاشية الملك فيسعى جاهداً لتلافي السقوط، ظناً منه أنه يعالج الداء.. وهيهات فإن الهرم لا علاج له أبداً ولكن كيف تكون بداية
ولكل أجلٍ كتاب.
السبب الثالث: هرم الدولة
كلما ظهر تمرد يتم تسكينه بالعطاء، فتفقد الدولة الأبهة وبالتالي يكون الوهن هنا قد لحق بالشوكة/ الجند والجيش فيظل صاحب الدولة يداري بالمال فيزيد الهرم فيسطوا أهل النواحي/ الأطراف نظراً للفشل، وهنا تكثر الجبايات في المركز والمكوس/ الضرائب ويمتد الظلم إلى حقوق الضعفاء تحت أي مبرر.. كما أن الجند يطالبون بزيادة العطاء/ الرواتب أسوة ببطانة الدعة والترف/ الحاشية المقربين فيكثر الإنفاق فلا تكفي الجبايات وهنا يتجاسر الجند على الدولة.. فتتلاشى إلى أن يضمحل الذبال في السراج إذا ذهب زيته.
صورة أخرى
المنافسة بين أهل الدولة/ المقربين، وذلك عندما يرون استبداد صاحب الدولة بالمجد ورفض المشاركة بل يأنفها فيسعى إلى قطع أسباب المشاركة ما استطاع ولو بإهلاك من شك فيه ولو من ذوي قرابته.. وربما أحس القرابة بهذا الشك فينزعوا إلى الأطراف فيلحق بهم أمثالهم فيبدأ سقوط الأطراف بهدف التضييق على بطانة الدولة.. حتى تسقط أو تنقسم، لأن الانقسام هو من أكبر مظاهر الدولة الهرمة. ويستدرك ابن خلدون: قد يحصل أن الدولة تأخذ بمظاهر القوة والبطش لكنها أفاقة / قريبة الخمود أشبه بالسراج عند انتهاء الزيت منه فإنه يتوهج لكن سرعان ما ينطفئ..
وحقيقة القول ان مقدمة ابن خلدون تنطبق في شروطها لسقوط الدول على اسرائيل التي استبدت وظلمت شعبا اخر وهي تعيش الانقسام في داخلها لان اسرائيل كيان متنوع الاعراق والقوميات وتجمعهم الديانه اليهوديه وهم مختلفون في العادات والتقاليد وتسود المجتمع الاسرائيلي الفوارق الاجتماعيه والعنصريه وان الذي يجمع الكيان هو بث الرعب والخوف من العرب واليوم وحيث تسعى اسرائيل لتبديد هذا الخوف ببناء العلاقات مع دول الجوار حيث يبدء التفكك الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي
وموت شمعون بيرس يعطي الدلاله ان هذه الدوله وهي تفقد اخر عمالقتها فهي بالفعل بدأت تفقد رموز اقامتها وهؤلاء بفقدانهم فان اسرائيل في طريقها الى السقوط وفق نظرية ابن خلدون في اسباب سقوط الدول استنادا لقوله تعالى وجعلنا لكل امة اجل فاذا جاء اجلها لا يستأخرون ولا يستقدمون " فهل رحيل شمعون بيرس ينذر
بسقوط إسرائيل بموت آخر العمالقة في تأسيس الكيان استنادا لنظرية سقوط الدول في مقدمة ابن خلدون .......
اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله