ناجي: الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يتنازل عن ذرة من حقوقه

أطلقت اللجنة السورية الفلسطينية المشتركة فعاليات الحملة العالمية ضد مئوية وعد بلفور المشؤوم وذلك من دمشق.

وأكد طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين /القيادة العامة في كلمته، أن وعد بلفور المشؤوم هو وعد من القوى الاستعمارية وليس من بريطانيا فحسب وهو مؤامرة كبرى على فلسطين وإحياء لأساطير اليهود، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر ولن يتنازل عن ذرة من حقوقه.

واستعرض ناجي بعض الحيثيات المتعلقة بوعد بلفور وأكد ضرورة الاستمرار بالمقاومة والنضال من أجل تحرير فلسطين وتقديم الدعم لشباب الانتفاضة الفلسطينية الحالية الذين أثبتوا أن قوة الشعب الفلسطيني وديمومة المقاومة الفلسطينية أقوى من كل المخططات، داعيا إلى توحيد فصائل المقاومة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية كشرط أساسي لتمكين المقاومة.

وأكد أن العدوان على فلسطين عدوان على سورية ودونها لا أمل بتحرير فلسطين، معتبرا "أن سورية اليوم تدفع ثمن مواقفها التاريخية من فلسطين والتزامها القومي بقضايا الأمة العربية".

من جانبها المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية رئيسة مجلس أمناء اللجنة الدولية لمؤسسة القدس فرع سورية بثينة شعبان أكدت في كلمة لها خلال إطلاق الفعاليات أن القوى الاستعمارية الغربية التي أسست لوعد بلفور المشؤوم وسلخت لواء اسكندرون وأهدته إلى تركيا واستخدمت الشعب الجزائري في تجاربها النووية على مدى مئة عام ونيف لا يمكن أن تكون مؤتمنة على عدالة وحقوق الإنسان وحرية الشعوب العربية.

وأشارت شعبان إلى أن ما تقوم به التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"النصرة" وأخواتهما شبيه جدا بما قامت به العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة مجددة التأكيد على أن المقاومة هي الخيار للدفاع عن الأرض والحقوق المسلوبة.

ووجهت شعبان التحية للأسرى في فلسطين المحتلة ولشهدائها ولشهداء الجيش السوري، مؤكدة أن "الاهتمام بالقدس لا يقل عن الاهتمام بدمشق وأننا سندفن وعد بلفور وسايكس بيكو وننطلق إلى مستقبل عربي جديد يحتضنه ويساعده أقطاب عالمية ناشئة ظاهرة إلى الساحة تشاركنا القيم والأخلاق وتقف ضد كل عقلية وقلة أخلاق المستعمر".

وفي تصريح للصحفيين أوضحت شعبان، أن "الأساس لكل ما يجري اليوم هو تصفية القضية الفلسطينية عبر شرذمة العرب وتحويلهم لطوائف وقبائل وشعوب متناحرة ومتنافرة"، مشيرة إلى وجوب وضع منهج لما يجب القيام به بعد أن نتوحد حول هذه الرؤية مع الالتحام حول عنوان العروبة، مؤكدة أن فلسطين ستبقى حاضرة في قلب دمشق كما دمشق حاضرة في قلب فلسطين، لافتة في الوقت ذاته إلى الرمزية التي تحملها هذه الفعالية وكل الفعاليات التي تقوم بها دمشق وهي الوحدة دائما بين فلسطين وسورية.

وفي كلمته أشار نضال الصالح رئيس اللجنة السورية الفلسطينية للحملة العالمية ضد مئوية جريمة وعد بلفور، إلى أنه بعد مئة سنة من وعد بلفور المشؤوم "يؤكد الفلسطينيون أنهم أبناء الحياة يعاندون الموت ويبدعون كل يوم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وبذلك تثبت فلسطين أنها باقية على قيد الحياة رغم أنف العدو".

وأوضح الصالح "أن ما تتعرض له سورية هو ضريبة اختيارها ثقافة المقاومة والكرامة والإرادة والقرار وهي تقف اليوم كما وقفت دائما مع الحق الفلسطيني وضد وعد بلفور الذي يتم اليوم مئة من سنواته"، معتبرا "أن سورية تدفع ضريبة الدم نيابة عن العرب جميعا من أجل فلسطين".

من جانبه مطران القدس عطا لله حنا، أكد في كلمة مسجلة صمود الفلسطينيين في أرضهم وتمسكهم بها دفاعا عن مقدساتهم وحريتهم وكرامتهم مهما بلغ الثمن والتضحيات، معتبرا أن وعد بلفور المشؤوم أكد أن ما يسمى الغرب وفي مقدمته بريطانيا كان شريكا مباشرا في الجريمة التي ارتكبت بحق فلسطين وذروتها عام 1948 عندما تم تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم.

وأشار المطران حنا إلى أن بريطانيا والدول الغربية بعد مرور مئة عام لم تغير سياساتها حيال الاحتلال الإسرائيلي وبقيت داعمة له سياسيا وماليا وتقدم الغطاء الإعلامي، لذا فهي شريكة في كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني حتى وقتنا هذا معتبرا أن ما يحدث في الوطن العربي اليوم وما يتعرض له من إرهاب وعنف هو نكبة كبرى لتمزيق المجتمعات العربية خدمة لإسرائيل.

وبين أن من يتآمر على سورية وغيرها هدفه تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة لذا عندما يدافع الفلسطينيون عن سورية فهم يدافعون عن أنفسهم، مؤكدا أن صمود سورية في وجه المؤامرة الكونية هو صمود لفلسطين وكرامتها، معربا في الوقت ذاته عن ثقته بانتصار سورية على أعدائها وتحرير فلسطين من الاحتلال وعودة السلام إلى القدس المحتلة.

بدوره أكد الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، أن معركة محاربة الاحتلال لفلسطين هي في الوقت ذاته معركة محاربة الإرهاب التكفيري سواء في سورية أو اليمن أو ليبيا أو العراق أو مصر أو في أي بلد من بلدان العالم لأن السوريين يعتبرون أنفسهم شركاء لكل من يحارب الاحتلال ويدعو إلى تحرير فلسطين ولكل قوة تحارب الإرهاب والتكفير لان المعركة واحدة والعدو واحد مهما تعددت مسمياته.

وبين ميرو أن الملتقى يشكل بداية انطلاقة الحملة العالمية ضد جريمة إعلان بلفور وبدء النشاط السياسي والحقوقي والإعلامي والمجتمعي الخاص بذلك بهدف فضح المشروع الصهيوني العدواني والتأكيد أن الصهيونية حركة عنصرية استعمارية استيطانية تلغي الآخر وتتنكر لحقوقه وتدوس على كل قرارات الشرعية الدولية، وفي الوقت ذاته يؤكد وحدة المعركة في سورية وفلسطين ومن أجل فلسطين التي هي البوصلة بالنسبة لسورية وشعبها العربي وقيادتها.

وتهدف الحملة إلى فضح وتعرية جرائم الاحتلال وعمليات الاستيطان والتهويد وتجريم بريطانيا والدول الغربية والكيان الصهيوني على ما يجرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة إضافة إلى تأكيد الترابط الوطني والقومي والتحرري للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية في مواجهة ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الدوليون والعرب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية.

وتستمر الحملة بدءا من 2-11 – 2016 لغاية الثاني من شهر تشرين الثاني لعام 2017 وتنطلق في فلسطين ومعظم البلدان العربية ودول العالم بمشاركة القوى والهيئات والفعاليات ورجال الفكر والقانون والسياسة على الصعيد الدولي من أجل القيام بنشاطات خلال العام القادم وعلى كل المستويات وتم لهذه الغاية تشكيل لجان يشارك فيها أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية وسياسيون وقانونيون وإعلاميون وخاصة في بريطانيا والبلدان الأوروبية بهدف طرح هذا الموضوع وإقامة دعاوى على الحكومة البريطانية.

المصدر: دمشق – وكالة قدس نت للأنباءI نعيم إبراهيم -