سجن الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة 12 عام

بقلم: جمال ايوب

تعكس المحاكمة الجائرة التي نفذها قضاء الاحتلال الصهيوني، السجن الفعلي لمدة 12 عاما، بحق الطفل أحمد مناصرة، الصورة الحقيقية للحقد والكراهية التي يكنها هذا القضاء الذي يتغنى بالعدل والحرية في دولة مارست وما زالت أقسى وأبشع الجرائم بحق شعبنا بكل مكوناته من نساء ورجال وشيوخ وأطفال.
فبعد عام من الحرب النفسية التي طالت الأسير الطفل (14 عاما) وأسرته ورفاقه وكل من عرفه وكل المتعاطفين معه من أبناء شعبنا والعالم، وما رافقها من تأجيل المحاكمة، واختلاق المبررات وتشريع القوانين الخاصة، أصدرت المحكمة المركزية في القدس الحكم، الذي كان بمثابة ضربة لكل من يعمل في حقوق الإنسان ويتغنى بالإنسانية والعدالة والحق في الحياة بحرية وكرامة، وصفعة لكل منظمات حماية الطفولة، ولطمة لكل من يرفع شعار الحق .

الطفل الفلسطيني يخاطب العالم ليشرح بذلك فصول المعاناة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون بسبب الاحتلال الصهيوني وممارساته الجائرة بحقهم، في وقت يتحدث فيه العالم أجمع عن حقوق الإنسان وصيانة كرامته وحريته وحقه في العيش بسلام في أرضه وبيته، ولكنه يصمّ آذاناه عمّا يحدث للإنسان الفلسطيني.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم أحبائي في فلسطين وعاصمة الحلم الفلسطيني القدس تحياتي .
أنا طفلة فلسطينية ، لا أعرف في السياسة شيئاً ، ولكني أعرف أني يبن فلسطين وهذا الشعب ، وفي شراييني سرى الأمل الفلسطيني بالدولة الفلسطينية ، وفي وعيي استقر حلم بغدٍ فلسطيني مشرق ، لا قتل فيه ولا دمار ، ولا حزن ولا بكاء.
أنا طفل فلسطينية ، منذ ولدت اغتالوا طفولتي ، ومزَّقوا لعبتي ، وحاولوا قتل آمالي , فخبَّأتها في قلبي ، والسواد يُجلِّل الأشياء كلها حولي , فأرى عيوناً باكية فهذه أم شهيد ، وهذه أخت أسير ، وهذه بنت مختطف أو مفقود ، وتلك امرأة شابة حفر الحزن في خديها بأظافر لا لحم عليها أخاديد من اليأس بفقد زوجها ، وهذا طفل مشوَّه ، وطفل عرف الحزن إلى قلبه طريقا لم يعرفها الفرح أبداً.
كنت أتمنى أن تعلو البسمة الشفاه ، وأن يُقتلع الحزن من القلوب , فتشرق الوجوه. كنت أحلم أن يعيش الأطفال في فلسطين في أمان وسلام ، كَـل البشر ، لنا دولة وحدود ، وراية وكرامة ووجود.
كنت أحلم ان يعيش الأطفال في فلسطين في مدرسة لا يخافوا أن يدنسها حذاء جندي غاصب صهيوني ، كنت أحلم أن يستجيب القلم لأماني القلب , فيرسم شمساً تشرق ، وفلاحاً يزرع ، وفي الأخرى تحمل كُرَّاسة وقلم ، وقلباً يحمل الحب لكل أطفال الدُّنيا.
أنا طفل فلسطينية ، لا أعرف في السياسة شيئاً ، ولا لماذا ذبحوا طفولتي أمامي ؟ ولكن في أعماق قلبي استقرَّ حلم فلسطين ، بأن أعيش في هدوء وسلام.
واليوم يكبر الحلم ، وتشرق شمس جديدة ، تحمل الحب ، تحمل البسمة ، تحمل غد أطفال فلسطين، أما آن لنا أن نفرح ، وأن يصبح الحلم حقيقة ؟!!.

جمال ايوب