أخيرا انعقد المؤتمر السابع لحركة فتح بعد كر وفر ورفع ونصب وجر.. وظهر عباس عريسا (واثق الخطوة يمشي ملكا ..) وبواسطة تمريرة بينية لرفيقه (ابو الاديب) يسجل عبس هدفا عالميا في الزاوية ولا أبو تريكة في زمانه.. ليتأكد الجميع انه كابتن الأصفر لخمس سنوات قادمة .. رغم انف المعارضين والكارهين والحاسدين من رباعية عربية وإسرائيل يمينية ومعارضة محلية ..!!
ما يؤخذ على المؤتمر انه إقصائي ..(دايت ) من أي معارضة وسيمفونية مكررة على وتر واحد وأوحد..يقودها المايسترو أبو مازن ..ولكن ليس باقتدار قيادة الزعيم الرمز الديمقراطي سكر زيادة المرحوم (ابو عمار) الذي كان يجيد إدارة الأزمات والصراعات والمتناقضات داخل سلطة المماليك بخبرة اكتسبها عبر سنوات من النضال والمطاردات والمنافي والتكتكة الاستخبارية..!!
ولم يكن أي (عصفور ) فاسد قادرا على التغريد خارج السرب الا بإذنه أو بالشلوت..!!
وهو الزعيم الذي حمى فتح الى حد ما برعاية انشقاقات الفصائل من حوله من شعبية وديمقراطية وفدا وحماس الا انه لم يستطع منع انشقاقات في فتح ذاتها من(ابو نضال وابو موسى) حتى وهو محاصر في المقاطعة كان يعاني بصمت من عقوق وطعنات الذين تجرأوا عليه وسمموه بالتواطؤ مع الجيران ومستندين الى دعم دول بعينها..!!
ابو مازن وان بدأ في خطابه المسرحي عالي المزاج نفسه مفتوحة ينكت ويبكت ويشعلل ويسكت ويلاكع (ام جهاد ) والحاضرين الضاحكين المصفقين.كأنه دريد لحام في مسرحية (كاسك ياوطن)!! الا انه كان جادا وحادا في امور كثيرة كالثوابت والربيع العربي القبيح و الأمن مهددا على طريقة الحجاج بقطع اليد..!! واعطى الانطباع القوي بأن لا مكان في فتح لخارج عن النص أو ناشز حتى ولو كان مدعوما بدولة غنية ويمتلك مقومات دولة بملايينه وأتباعه ونفوذه..!!
ابو مازن وابو فادي كلاهما يعرف الاخر جيدا.وكلاهما يحفظ وثائق وملفات عن الاخر..!!
ابو مازن يغمز في قناه دحلان بملايين سرقت ومباهاته(ان السيسي في جيبه) ودحلان يعمز في قناه ملايين وشركات أبناء عباس!!
.الاثنان وجهان لعملة سياسية واحدة تحالفا معا يوما على الختيار وكما تؤكد تسريبات عزام الاحمد ان ادانه احدهما تدين الاخر..واذا كان ابو فادي قد تمدد وتمادى اكثر من حجمه فان المسئول عن ذلك بالطبع الختيار الله يرحمه وابو مازن الله يسامحه ..!! ولكي اكون أكثر صراحة فان الصراع العباسي الدحلاني هو انعكاس ساذج للصراع العربي عربي والدولي دولي..!!
تأكدت بعد مشاهدتي أكثر من مرة 195دقيفة و255تصفيقا في تسجيل المؤتمر السابع وكثير من فيديوهات الردح بين الاثنين ان ابو مازن سياسي محنك ..متزن ..صريح.. غويط و له صفات ثعلب ...بينما ابو فادي سياسي محدث.. طموح.. مندفع ..شرس وله صفات ذئب ..!! والاثنان عليهما بالتساوي المسئولية عما حدث في غزة من انفلات وانقسام فالاول كان ومازال رئيس سلطة وصاحب قرار .. بينما الثاني كان أميرا للآمن الوقائي ثم للأمن أكبر مستشار..!!
أنا لست كما يظن بعض الدحا لنة اني متجن على قائدهم و محاب لأبي مازن وانما انا لازلت عند رأيي أن أبا مازن هو أفضل البدائل السيئة المطروحة الآن..ولدي في ذلك قناعاتي ودوافعي وقراءاتي التي يؤكدها الواقع .
كان بامكان ابو مازن ان يوحد فتح ولو على مضض وامتصاص عنتريات دحلان ..من اجل وطن يتبخر وعيون فتحاويين شرفاء يخشون على فتح من اتقسام أقبح من انقسام 2007..!! وبالنسبة لانتخابات اللجنة المركزية والثوري ليست بالأهمية االقصوى فتغيير الشخوص لا يفيد بقدر تغيير النفوس!!
المهم صار اللي صار ...واصبح المؤتمر بايجابياته وسلبياته خلف ظهورنا .. وانا كفلسطيني عاشق لوطني ومحب لفتح ام الفصائل التي مرت من هنا اناشد أبناء فتح كلهم ان يتعالوا على الانانيات ويعودوا بفتح واحدة موحدة فلا مؤتمر اخر يوحدها ويعيد هيبتها بقدر مايشرذمها ويهينها ولا الاستقواء بدول على بعض يحلحل قضيتنا بقدر ما يبهتها ويسيء إليها ... ولعل مايحدث الان من تصدر قضايا الربيع العربي القبيح للمشهد أقوى دليل على ان الفلسطيني لايحك جلده مثل ظفر اخيه...!!
انظروا الى الشماتات واللغوصات هناك وهنا ممن غدروا يوما بكم وبنا واستباحوا دمكم ودمنا
انظروا ما عاقبة الانشقاقات والانقسامات والانفلاتات والزعرنات التي مررنا ونمر بها
وبصراحة يجب ان ينتهي فورا عرض فيلم الاكشن الممل في حركة عملاقة فضفاضة بين فريد شوقي ورشدي اباظة..!!
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولدحلان وعباس
وقل أعوذ برب الناس .............................................!!
توفيق الحاج