لست عرافا ولا اداعي السحر..وانما استشرف القادم الى حد ما بما أعاين من حاضر الممارسات والتصرفات وأربطها بالماضي والتاريخ بقليل من تأمل وتخيل أننبأ بمستقبل ينعكس واقعا..قد أخطئ وجل من لا يخطئ ولكني أصيب بنسبة لا بأس بها تؤكد قناعاتي وتوقعاتي ..!!
قبل اوسلو بسنوات صحوت من غيبوبة الحلم..وصدمت برسل الفجر القادمين بمفاتيح العودة وتوقعت من خلال قصائدي الغريبة ومقالاتي الساخرة انهيارمتسارع للخط الثوري الذي اجبربعد خطايا واخطاء وتآمر الاولياء على الخروج من بيروت وأبعد الى تونس ..!!
لم تشفع المبادئ و الدماء و اموال البترودولار والنوايا الطيبة في تقريب الحلم ولو قليلا وانما بهتته وزادت الجرح عمقا والما .. فتوقف العمل الفدائي تقريبا..وحل محله العمل السياسي ومحاولات اكتشاف الاخر..!!
فشل القادة في تونس في الوصول بالانتفاضة الى بر الامان والاكتفاء ب(جزرة)مدريد التي افضت سرا الى (أوسلو)..!!
كانت القيادة تتلهف على مراسيم دولة حتى ولو في زقاق...!! وتحقق لها ما أرادت...
توقعت أيضا ان يتحول المناضلون القادمون والمناضلون القائمون. وأنا اسمع الحكايا منهم وعنهم. الى أمراء مماليك..وطفيليين فاسدين الا من رحم ربه..!! وكان ماتوقعت فرأينا سلطة فشار هشة ملونة فاسدة سكر زيادة..وزعيم يجمع بين يديه متناقضات وأهواء وطموحات ويحركها بخيوط الحنكة والمهارة كعرائس شكوكو.. وما ان قضى محاصرا وبشكل مريب بترتيب من البعيد والقريب..حتى انفرطت السبحة الوطنية وساد الانفلات..!!
كانت الفرصة مهيأة للسبحة الدينية التي كانت تعد نفسها جيدا بلغة التحبب للناس و بجلاليب بيضاء مزهرة وطلاء المساجد بحلاوة اللسان وبما قال الله والرسول..!! وتنغص في نفس الوقت قدر ما تستطيع بعمليات تفجيرية على عرس فتح الغافلة والغارقة في لذة الحكم.. !!
تلكم السبحة المريبة منذ البدء لم تنطلي ثعلبتها علي يوما وخطاياها في الانتفاضة الاولى لاتزال في الذاكرة..فتوقعت منها ما هو اسوأ وابشع إلى أن قفزت اللحى المشذبة في اليوم الموعود بملابس العسكر الزرقاء على المسرح لتتذوق تفاحة المنتدى..!!
كان الانقسام متوقعا وداميا وتبدلت الوجوه الحليقة المغترة في سيارات الماجنوم من وراء زجاج البيرسون .. بوجوه ملتحية عابسة في نفس السيارات ومن وراء نفس الزجاج
لم يتغير في المشهد البائس الا الشخوص...واستنسخت الممارسات بشكل ألعن وأقبح وبدأت الوقائع والراويات تتوارد عن غنائم وولائم ومناديب وهراوات واعتقالات وما اشبه الليلة بالبارحة ... وتبقى اية الكرسي مابين سورتي الفتح والفاتحة..!!
كنت ولازلت أحس اننا نمر من احتلال لاحتلال... كنا في العهد الاسرائيلي نستدعى من ضابط المخابرات (ابو زنيط ) وتراقبنا عيون الجواسيس ..!! وفي العهد الفتحاوي استدعينا الى الامن الوقائي وأمن المؤسسات وفي نفس المكان وراقبتنا عيون الجواسيس بمسمى أكثر رقة هو (المناديب.).!! وفي العهد الحمساوى نستدعى بفضل الله وحمده الى الامن الداخلي وتحفنا بالملاحظة عيون المناديب أيضا..!!
وتوقعت منذ ما قبل مؤتمر القاهرة للمصالحة 2011م استحالة المصالحة الوطنية بين فتح وحماس كاستحالة المصالحة بين ذئبين يقتتلان على فريسة..!!
وتوقعت ان تنحدر أعدل القضايا من سيء الى اسوأ بفضل حماة ومحامين فاشلين رغم الانتصارات المزخرفة الزاهية في حروب زادتنا حصارا ووجعا.. و سيطرة روح الاستقطاب والاقصاء والمناكفات والانانيات بين وجهين لعملة مهترئه.. يتفقان علينا و يختلفان على طريقة عصر بقايا الجزر البائس في صدورنا و جيوبنا ..!!
وهاهو السوء يتجلى في في الشارع بابشع صوره ويتحول الى كوميديا سوداء مبكية فالكهرباء اصبحت كشعرة مجنون ساعة تروح وساعة تيجي وتقزمت في شتاء قارس من 8ساعات الى ست الى اربع واحيانا الى ساعتين ومن يجرؤعلى رفع صوته (لا للعتمة) يواجه بالقيد والقمع.. وربما غدا يتم السحب برعاية الولاة على الجائزة الكبرى(ساعة كهربا بدون قطع) ..!!
أما البطالة فحدث ولا حرج ف80% من هذاالشعب الذي شبع صبرا بشوكه.. يتمتع ببطالة طويلة ومستمرة ومن رضي الله ولجان الزكاة وشيخ الجامع عنهم ينالون كبونة سرية ودعاء تفريج الكروب ..!! بينما نرى الوجوه المنعمة والتي تطفح صحة بعباءاتها وسبحهها ترتاد المساجد و الفنادق والمولات والمطاعم بين شقانق ونقانق.. وكأنهم يقولون هذه هي الجنة التي وعدنا بها الله دونكم ايها المرجفون..!!
توقعت ان ينتهي ما سمي بالربيع العربي ببساطة الى خريف مدمر محطم مشرذم ومجرم قتل أكثر من نصف مليون مسلم .. لان الشيف الذي اعد الطبخة هو امريكا ببهارات من اسلام سياسي سقيم يحلم بعودة الخلافة..!! بينما كان الهدف منها استبدال استبداد باستبداد واكثر من ذلك فاني كنت منذ البدء على قناعة بان امريكا وباعتراف ساستها اخيرا هي من تستخرج جني الارهاب المتأسلم.. والمتحول والمتطرف بكل مسمياته من قمقم مختبراتها الاستخبارية فزاعة وبعبعا ..وكانها تقول للعالم العربي المهيض ..(ان لم تقبلوا بطبخة الفوضى الخلاقة فان الذبح وحسب شريعتكم بالانتظار)..!!
وها أنا اتوقع ان يكون ترامب البذيء بعد أوباما الرديء أكثر لياقة و حلحلة لتراكم القذازات في عالم وقح وفاسد باقتدار..!!
اللهم يا قادر ياجبار .. ياخالق الليل والنهار لك الامر والحكم فينا منك الفرج وليس لنا الاك خيار.
توفيق الحاج