قد نكون قد فهمنا تصريح هنية في شهر 3-5-2008م وفي احد الاعراس الجماعية وبعد احداث دموية شهدها القطاع مضى عليها عام واحد حينها قال "" باقون ما بقي الزيتون والزعتر "" وفي مقام اخر قال هنية في مهرجان انطلاقة حماس "" سنعيش على الزعتر وزيت الزيتون ولن نتخلى عن ثوابتنا ، فمنذ تاريخ الاحداث الدموية يتعرض قطاع غزة لاقسى انواع الحصار الذي شهدتها الشعوب والدول ولانحصار غزة بامتدادت جغرافية ضيقة واهم تلك الامتدادت البحر والاحتلال " فلسطين المحتلة ، طبعا حصار ومن قبله اقتتال ودم فلسطيني اسيل وارواح ذهبت على قاعدة تقاسم منتجات اوسلو والاختلاف على الاليات والاهداف ، قال هنية وفي مقام اخر بعد توقيع اتفاق الشاطيء تركنا الحكومة ولم نترك الحكم ، وحتى الزعتر والزيتون الذي تغنى به الشعراء محمود درويش وتوفيق زياد وعلاقته بالارض والصمود والحالة التاريخية للشعب الفلسطيني وما ورد في الكتب المقدسة لشجرة الزيتون والزعتر فهي محاصيل وبطبيعة الاحتلال والانقسام وظروف معقدة يعيشها الشعب الفلسطيني وبالتحديد في قطاع غزة قد تكون مرتبطة بمناخات الاحتلال فهي ليست منتج وطني حر بل يخضع لاليات المعابر والضرائب وغيره من الاليات التي قد تمنع بان يكون زيت الزيتون والزعتر طعاما شعبيا تعود عليه الاباء قديما في وجبة الافطار بل اصبح زيت الزيتون والتي يصل سعر "" التنكة "" 120 دينار اردني اي ما يعادل 180 دولار وفي ظل ازمات متعددة تصل فيها نسبة الفقر المدقع والفقر الى 64% وكذلك الزعتر الذي ياتي من نابلس والخليل وشمال فلسطين المحتلة وباسعار عالية فربما مستقبلا يصبح الزعتر منتوج طبي فقط يباع بمغلفات طبية وباسعار تساوي المنتجات الطبية الاخرى ...!! فكيف لما اشار له هنية بان يكون زيت الزيتون والزعتر هو عامل رئيسي كغذاء امام كل المحبطات الاقتصادية والامنية والسياسية ...؟؟؟
لانريد هنا ان ندخل في تفاصيل الانقسام واهدافه واغراضه وادواته التي اصبحت وبعد عشر سنوات ماثلة امام كل ذي بصيرة بالقدر الذي اصبحت فيه كل المنطوقات السياسية والمشاريع والسيناريوهات ترتكز على هذا الانقسام واستغلال لضائقة الحصار في عرض كل تلك السيناريوهات .
وفي الحقيقة لم يعد الزيت والزعتر وجبة شعبية بل لها حسابات خاصة في موازنات الاسر المالية ، ولكن ايضا ببعد اخر وتحت هذا الشعار هل فعلا هناك عدل اجتماعي وحذونا حذو المجتمع الصيني او الكوري او كوبا او فنزويلا التي تعرضت للحصار واقتسم رغيف الخبز بعدل على المواطنيين ام انتجت التجربة اثرياء الحصار والذي يقدر عددهم في قطاع غزة اكثر من 120 مليونير وتجار وملاكي الاراضي والعقارات والمشاريع حتى اصبح المواطن العادي لا يستطيع بمقدوره شراء متر واحد من الاراضي لتامين حياته او ادارة مشروع امام حيتان الاسواق في تلك القطاعات والهوة توسعت وازدادت بين طبقة اقثل من المتوسط وطبقة تمثل 5% تتحكم في كل شيء...... موضوع طويل ومطلوب من الشعب الفقير ان يتحمل كل الاعباء ... وفي النهاية نقول باقون كبقاء نبته ازعتر وشجرة الزيتون .
اما رامي الحمد الله رئيس وزراء ما يسمى حكومة الشاطيء "" الوفاق"" فيبدو انه حذى حذو هنية رئيس الوزراء السابق في سلم الشعارات ، وفي احد لقاءاته قبل ايام ومن قبيل رفع المعنويات وشد الهمم امام احداث كثيرة ومشاريع وتصفية حسابات في الضفة وامام شروط مضافة من الدول المانحة " يقول : سنعيش على العدس والبصل "" في حين ان العدس والبصل ليس منتجا وطنيا بل في غالب الاحيان يتم تورده من اسرائيل ومن قنوات تجارية خارج حدود الوطن المحتل وهنا نقول اليس هذين المنتجين ايضا يتحكم بهما الاحتلال ولها انضباطيات عبر العلاقات التجارية والاقتصادية معه ، في كل الاحوال نفترض ان هذا الشعار قابل للتطبيق ومعه : هل فعلا في عدل اجتماعي وتوزيع عادل لما يمتلك المجتمع في الضفة بالقطع لا وهل كل ما قلناه على غزة بعيد عن الضفة بالقطع لا فهناك الاقطاع السياسي والسماسرة وتجار الاراضي والعقارات واتجار المشاريع الذين يتحكموا في كل المفاصل بما تبقى للسلطة من سيطرة على بعض الاراضي والمدن بمقابل ان اسرائيل حتى نبتة الزعتر والزيت والبصل والعدس يخضع للسيطرة الاسرائيلية صمن منقة Cوالتي تقدر مساحتها 60% من اراضي الضفة .
حكومة رامي الحمد الله تتخبط بقرار خطير باقرار انتخابات بلدية في الضفة ولا ادري بعلم او بهبل ...!! والذي يتناغم قرارها مع اطروحات ليبرمان وبنيت فبالامس كان هناك قرار اسرائيلي بتوسيع تقاسم ادارة المناطق المحتلة اي توسيع الخدمات والتعامل المباشر بين المواطنيين والبلديات والتجار والسماسرة مع الادارة المدنية للاحتلال الذي يرأسها مردخاي تحت مبرر ويمكن ان يكون صحيحا انتشار الفساد والسمسرة في تصاريح العمل وغيره ......
قد يكون مطلوب من الشعب ان ينضبط ثقافيا وماديا بتلك الشعارات الوطنية المرتبطة بالارض في حالة ان يتخلى الارانب والقطط السمان عن جشعهم وثرواتهم او ان يصبح ما يملكون راس مال وطني يستثمر لصالح المواطن ... وان يكون هذا الطرح مرتبط ببرنامج وطني حقيقي ببعده الثقافي والاجتماعي لكي نصل لحالة سياسية واقتصادية تستطيع مواجهة كل التحديات وان تذوب الفوارق الاجتماعية وان ينتهي الانقسام الذي ارى انه لن ينتهي بل يتمدد نحو ضياع اكيد لوحدة الثقافة والجغرافيا والحالة الوطنية .
وفي النهاية هل السلطة بكل منتجاتها وحالاتها في الضفة وغزة هل هي بحجم الزيت والزعتر والعدس والبصل ....؟؟؟!!
بقلم/ سميح خلف