غابت اللجنة المكلفة من القيادة السياسية الفلسطينية تنفيذ وثيقة التفاهم في شأن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة عن الأنظار أمس، وحصرت نشاطها بعد اختتام زياراتها للفاعليات السياسية في صيدا، بعقد اجتماعات مغلقة متواصلة داخل المخيم للتشاور في تشكيل القوة الأمنية المشتركة من الفصائل الـ16 الوطنية والإسلامية وبصلاحيات كاملة.
وتوقع نائب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح في اتصال مع صحيفة "الحياة" اللندنية أن تكتمل التشكيلة الاثنين المقبل "بعدما نكون أمنّا لها مراكز".
وكانت الفصائل التي اجتمعت في مقر السفارة الفلسطينية قبل أيام غداة اشتباكات مخيم عين الحلوة، وافقت على وثيقة تفاهم والتزمت بها وتقضي بـ "التمسك بالعمل الفلسطيني المشترك على المستويين السياسي والأمني مع احترام تنفيذ آلية العمل المشترك".
وكانت اللجنة المكلفة أبلغت الفاعليات الصيداوية أن المطلوبين اللبنانيين الفارين إلى المخيم عليهم الخروج منه كما دخلوه.
وكانت الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التقت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وقالت إن البحث تركز على "الوضع المقلق في مخيم عين الحلوة وأهمية متابعة تقديم الخدمات من قبل وكالة "أونروا"، واتفقنا على أن نبقى على اتصال وثيق لمتابعة التطورات والتحديات التي تؤثر على لبنان".
وكان وزير التربية والتعليم العالي اللبناني مروان حمادة قال من صيدا عن أحداث مخيم عين الحلوة: "كنا على تواصل مستمر مع قائد الجيش ومع النائب بهية الحريري الساهرة على حفظ أمن صيدا والمخيم والمنطقة باعتراف الجميع، وصيدا واحدة في مواجهة أي مؤامرة للتفجير". وأشار إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، وقال: "لمسنا حرصه على أمن لبنان والمخيمات وتجنيب إخوتنا الفلسطينيين المزيد من الدماء والانقسامات".
ودعا حمادة "الجميع إلى التعقل والتهدئة وترسيخ الاستقرار، لكي لا يهتز الأمن فندفع أثماناً باهظة ويغتبط العدو الإسرائيلي".
وكان النائب اللبناني سمير الجسر التقى وفداً من حركة "فتح" برئاسة "أبو جهاد" في طرابلس، وأكد الوفد "التزام القانون ومرجعية الدولة اللبنانية"، آسفاً لما يجري في عين الحلوة، ومطالباً بـ "حل نهائي للأزمات المتكررة داخل المخيم يقوم على التعاون مع القوى الشرعية اللبنانية وإخراج جميع المطلوبين الإرهابيين خارج المخيم". وذكر بضرورة الإسراع في استكمال إعادة إعمار مخيم نهر البارد.
