أكد مستشار الرئيس المصري للشئون الدينية الأستاذ في الأزهر الشريف أسامة الأزهري، أن إطفاء نيران التطرف هي أول الخطوات للقضاء على ظاهرة "التطرف" في المنطقة.
وطرح الأزهري، خلال كلمة له في ثاني أيام مؤتمر العين السخنة المشاركة به عشرات الشباب الفلسطيني من قطاع غزة، العديد الخطوات والإجراءات التي من شأنها القضاء على ظاهرة التطرف في المنطقة، والتي تركت أثار سلبية وخطيرة، وأفقدتنا الكثير.
وبين أن الخطوات تبدأ بإخماد نيران الفكر المتطرف بكافة تسمياته الذي ظهر بصور قبيحة، يلي ذلك اطفاء نيران التطرف الالحاد (المضاد) الذي ظهر في السنوات الأربعة الأخيرة بشكل كبير، وبعدها إعادة بناء الشخصية الوطنية، وبعدها الحضارة، كي نستطيع تقديم شيء علمي منطقي واضح للعامل.
ورحب الأزهري بالمشاركين في المؤتمر، القادمين من فلسطين الراغبين بالمعرفة؛ مؤكدًا أنه يأتي في سياق العلاقات المصرية الفلسطينية التاريخية المتراكمة، حتى وصلت لهذا المؤتمر، الذي ستسخر الدولة المصرية له كافة الإمكانيات اللازمة، لتعزيز ما هو قائم من مودة وتعاون.
وأكد أن تجديد الخطاب الديني، يحتاج لتقديم شيء من التجديد، الذي يأتي عبر التركيز على بعض القضايا المهمة، ومن ثم تقديم اطروحات من المُجددين؛ بغية الاشتباك مع الواقع وفهمه وتحليله.
ونوه الأزهري أن الوطن العربي مليء بظواهر التطرف، ومنها (داعش)، التي تقدم نموذج لفهم الدين يملأ العالم رعب، ويقدمه في غاية القبح؛ مُضيفًا "بالتالي كان لا بد من تقديم اطروحة عاجلة وهي اطفاء نيران الفكر المُتطرف".
وشدد على أن أهم وأول واجب متراكم علينا جميعًا كيف نقدم طرح علمي مؤصل واسع يفكك ويفند نيران الفكر المتطرف؛ مُشيرًا إلى وجود حوالي "25 تيار متطرف" في العالم، تدور حول "40 مفهوم فكري"، منها : الحاكمية، التكفرية، الخلافة، الوطن "كما قال"..
وجدد الأزهري تأكيده على أهمية بناء وصناعة الشخصية الوطنية، لأن التيارات باتت تعرض الوطن لقصف مركز؛ لذا نريد ثبيت واحياء معالم الإنسان المصري والفلسطيني والليبي والعراقي الذي يمر بظروف سيئة منذ نحو ربع قرن وغيرهم، لاجتياز الأزمات القائمة.
ولفت إلى أهمية فهم الشرع الشريف، ومن ثم إدراك الواقع، وفهم من أين ينبع التطرف، هل من جماعات، أنظمة، دول، أجهزة دولية..، وفهم ذلك يتم من خلال فهم الواقع؛ وحسن الربط بين الشرع والواقع، حتى نصل لنتائج عملية علمية صحية ومنطقية ومقنعة.
