"المخابرات الإسرائيلية تغتال الأسير المحرر مازن فقهاء بكاتم صوت في غزة"
الرجل أسير محرر وهو من طوباس، وقد قتل ما يقرب من عشرين إسرائيليا. ومن المؤكد أن الرجل الذي خرج في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 خرج ليكمل دوره الوطني، وما يجيده في الحياة لاستكمال مسيرته الوطنية و لاستكمال دوره الجهادي والمتوقع التواصل مؤخرا مع الضفة من اجل تنشيط الخلايا القتالية وخاصة أثناء انتفاضة القدس.
خطورة هذه الحادثة: (إحراج لمنظومة الأمن في غزة)
أنها تؤكد بان إسرائيل لا تترك فرصة إلا واستغلتها، وتعتبر غزة ومتابعتها جزء من إستراتيجيتها،، وبان هناك خلايا منظمة ومدربة جيدا - محتمل أن تكون تلك صاحبة خلفيات أمنية وعسكرية، أو (ذئاب منفردة)- قامت بتلك العملية. بناء على طلب الاحتلال الإسرائيلي -المستفيد الأكبر- ، وكامتداد لعمليات التنسيق الأمني، و بناء على قناعة مشتركة تقوم على محاربة الإرهاب.
تداعياتها:
في السابق كان الاحتلال يستغل الهدوء ويتحين الفرص ليغتال قيادات المقاومة بالطائرات الحربية، لكن حالة التوازن النسبي في معادلة الردع جعلت الاحتلال يخشى ردات فعل المقاومة، فاخذ يعمل على ابتكار وسائل أخرى، وقد يكون هذا ما حدث مع الشهيد مازن فقهاء. وقد يكونوا هؤلاء القتلة المزودين بكاتم صوت -ويبدو أنهم يعرفون طرق غزة وكيفية التنفيذ و الهروب جيدا - بأنهم تدربوا جيدا وقد يكونوا حصلوا على دورات خارجية محترفة، حتى لا يسهل الإيقاع بهذه الخلايا والتعرف على باقي شبكتها ومن ثم يتسببون للاحتلال في إحراج وفي خسارة فادحة. اعتقد هذه الخلية تشكلت كي لا تقع بسهولة في أيدي أجهزة الأمن بسهولة في غزة، وهنا تكمن خطورة هذه الخلايا، والتي تعتبر مرحلة متقدمة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولا يجب وضع مشتبهين من فصيل فلسطيني واحد، فدائرة الاتهام يجب توسيعها لتشمل مشتبهين من كل الفصائل.
توصيات:
1-قد تكون مقدمة لعمليات مشابهة، لذا الإسراع في القبض عليهم - سيكون صعب- ومحاكمتهم عسكريا وإعدامهم كفيل بكبح جماح هذا النوع من العمليات.
2- على أجهزة غزة إعدام العملاء بأسرع وقت بعدما يستكملوا اعترافاتهم وتوثق جيدا.
3 عدم الوقوع في فخ "الاسترخاء الأمني" مهما بدا المشهد هادئ.
4- ضبط النفس وعدم الرد المباشر على هذه العملية.
5- البحث فلسطينيا في طرق وأساليب للمواجهة شبيهة بتلك الحادثة مع ضرورة التعتيم الإعلامي.
6- إحكام القبضة الأمنية والمتابعة لملف العملاء وإنفاذ الأحكام تجاههم، وتوجيه ضربات موجعة لخلايا العملاء في غزة، وتغليب الطابع الأمني (الأمن القومي) على أي ردات فعل حقوقية دولية.
د.فهمي شراب
كاتب ومحلل سياسي
[email protected]