بداية : لست ناطقا باسم دحلان او التيار الديموقراطي الاصلاحي ، ولكن من زاوية المشهد الوطني ومعادلاته ، وما وصلني على الخاص من استفسارات واسئلة من الاصدقاء وممن اعرفهم ولا اعرفهم ، تدور تلك الاستفسارات والاسئلة ، اين دحلان ...؟؟ لماذا صمت دحلان على كل التهديدات التي يطلقها الرئيس نحو غزة وحماس ..؟؟ وما هو موقفه ..؟؟؟ اسئلة من الصعب الاجابة عليها وخاصة امام دوامات اقليمية ودولية تمسك بكثير من الاوراق الفلسطينية ، ولكن بالأبجديات السياسية والوطنية لمحمد دحلان ولمواقف سابقة عبر 6 سنوات وما تم طرحه سياسيا ووطنيا قد استطيع مجتهدا الاجابة على تلك الاسئلة :-
اعتقد دحلان ليس مراقبا او متفرجا على ما يحدث وهناك ما يقوم به اقليميا ودوليا بخصوص اهل غزة والشعب الفلسطيني وليس بالضرورة ان تتصدر انشطته عناوين اعلامية في المواقع والصحف والفضائيات ولكن للوهلة الاولى كان رد القائد الوطني محمد دحلان على الاجراءات التعسفية التي مارسها عباس بحق موظفي غزة ردا قاسيا وليس محايدا بل ينحاز لصالح الموظفين بشكل خاص ولأهل غزة بشكل عام .
اما العناوين الوطنية لمحمد دحلان السياسية والانسانية فهو لا يريد ان يكون طرفا في نزاعات يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني بين عباس وجوقته المحيطة وحماس وتطلعاتها وبرنامجها ايضا ن فلم يخفي يوما موقفه وبوضوح والمهاجم لبرنامج الاخوان المسلمين في الوطن العربي ولم يقل يوما انه متوافق مع حماس في سلوكياتها الداخلية في غزة او برنامجها الذي تطرحه رافضا لغة الاستحواذ على كل شيء من اقدار غزة وفي نفس الوقت لم تنقطع وسائل الاتصال بينه وبين قادة حماس من اجل الوصول الى تفاهمات الحد الادنى التي تحقق مصالح الشعب واهل غزة على المستوى الانساني وداعيا في اكثر من لقاء لتجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة للعمل الوطني الخلاق لاقاذ ما يمكن انقاذه والخروج من المتاهات والتناقضات واختلاف البرمجيات وتأثيرها على الحالة الثقافية والوطنية والانسانية في غزة .
دحلان وبعد قرارات الفصل والملاحقات العدوانية من جانب الرئيس عباس ، لم يفقد الامل وبالدافع الوطني والالتزام والانضباط ولمعرفة دقيقة بأخطار المرحلة على واقع فتح والحركة الوطنية اطلق ثلاث مبادرات سواء على مستوى فتح والتئام جرحها وتفتتها مطالبا وبصدق انهاء الخلافات على قاعدة الاصلاحات التي يطالب بها كل الفتحاويين ومستجيبا لكل المبادرات من اجل ذلك التي بادرت بها عدة جهات سواء على مستوى النخب او دول اقليمية واخرها مبادرة الرباعية بقيادة مصر والتي وافق عليها دحلان بدون أي تعديلات او شروط في حين ان الطرف الاخر تناول المبادرة بسوء نية وتحريض واجراءات متتالية استهدفت انصار دحلان في الضفة وغزة .
طالب دحلان بتنفيذ وتطبيق اتفاق القاهرة وجدة وما تم الاتفاق عليه في بيروت من اجل تجديد الشرعيات واحياء دور المؤسسة والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .
دحلان لم يصمت وقوات فتح في عين الحلوة تطارد الارهابيين والمتطرفين حفاظا على اهم عناوين اللجوء والقضية في المخيمات الفلسطينية داعما بنيتها التحتية اينما وجدت .
بالتأكيد ان تهديدات عباس لن تمر مرور الكرام على محمد دحلان وهو ابن احد مخيمات غزة خانيونس وهو من اقصي وابعد وتامر عليه الفئويون ولأنه من غزة ولأنه لاجيء يحمل هموم اللاجئين ومعاناتهم ، وكذلك لم يكن يوما راضيا على سلوكيات حماس واستفرادها ونرجسيتها الحزبية في ادارة غزة وموقفها من الحركة الوطنية الفلسطينية ، ولكن اعتقد ان المواجهة والتي يعمل عليها طرفي الازمة بما يهدد وحدة ما تبقى من ارض الوطن في الضفة وغزة لن تكون استهدافاتها فقط ان ترفع حماس الراية البيضاء للفشلة والفاشلين والمتساوقين مع الاحتلال والرافضين في نفس الوقت احياء الدور النضالي والتحرري والطليعي لحركة فتح وللوصول الى تفاهمات ولقاءات وطنية مع الاسلام السياسي لبرنامج الحد الادنى الذي يحافظ على ايقونة الشعب الفلسطيني الوطنية امام سيناريوهات وعواصف قد تطيح بالجميع بل ستكون استهدافات عباس بعد ذلك للحركة الوطنية الفلسطينية في غزة وعلى رأسها كوادر وقيادات فتح المناهضة لمنهجية وسياساته وهو الهدف العميق الذي يصبو اليه من كل اجراءاته وتهديداته التي بدأت باختزال الرواتب وتقييد الحسابات البنكية والوقود والكهرباء فهو يستهدف البنية الوطنية للشعب الفلسطيني في غزة وان كان المعلن حماس وحكمها لغزة .
اعتقد لن يغيب ذلك عن القائد الوطني محمد دحلان وما يتوجب فعله وطنيا وشعبيا على المستوى الذاتي والاقليمي والدولي ، فالبناء الانساني والاجتماعي وتحفيزهما في غزة من اولوياته وخاصة فيما يتعرض له اهله في غزة من ظلم واجحاف وتامر على حقوقهم ومواطنتهم ... واعتقد لن تبقى ايدي محمد دحلان معلقة في الهواء سعيا وانحناء لمتطلبات وطنية تحتم ضرورة اللقاء مع كل الاطراف من اجل البناء .... ولكن لن يكون دحلان خارج الميدان الوطني بكل تفاصيله .
سميح خلف