الاسرائيليون وفي محددات الدولة اليهودية والاطروحات السياسية والامنية المتأرجحة بين اليمين واليسار قد لا تخرج عن لا دوله للفلسطينيين ويبقى الوضع كما هو عليه مع توسيع صلاحيات البلديات من خلال الشؤون المدنية لموردخاي مع بقاء القيادة السياسية مرحليا لتدير المؤسسات الامنية من خلال التنسيق الامني والعمليات المشتركة وتبادل المعلومات قد لا يتجاوز الامر روابط المدن ، وان تكون تلك القيادة التي تمثل اقطاع سياسي محدود في حدود 10% من سيطرتها ترعى مصالحها من خلال عدة مواقع ومستشارين ومندوبين وغير ذلك من مؤسسات ووزراء وحكومة صلبها وعمودها الاجهزة الامنية التي تنفذ عملياتها في المخيمات الفلسطينية وملاحقة النشطاء والاسرى المحررين وذوي الفكر حيث اصبح هناك من الترابط والتقاطعات في المصالح بين هؤلاء ووجودهم مع وجود الاحتلال ...فليس غريبا ايضا ان يعلن قادة الاحتلال ان وجود السلطة مرتبط بوجود الاحتلال .
قيل عندما سؤل شمعون بيرز عن اتفاقية اوسلو وعندما هاجمها اليمين الاسرائيلي فأجاب الفلسطينيون لا يعرفون على ماذا وقعوا ...!! بالتأكيد ان شمعون بيرز وهو الثعلب والمخادع والمتلون كان يفهم ما يرمي اليه استنادا لنصوص اعلان المبادئ والتي اصبحت اتفاقية وملحقاتها .... ولعل الفلسطينيون فهموا او جزء منهم الذي لم يفهم ليلحق بالجزء الذي فهم مسبقا الطريق والسلوك الكارثي الذي يقود فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ولكن من الغرائب ان تبقى القيادة الفلسطينية متمسكة بتلك الاتفاقية وبنودها وخارطة الطريق والتي تجاوزتها اسرائيل بمئات الالاف من الاراضي لتقيم المستوطنات والطرق الالتفافية وعمليات تهويد غير مسبوقة ولتتحول السلطة بفعل التزاماتها التي تسيطر على 10% من اراضي الضفة بسيطرة نسبية الى احد اركان المؤسسة العسكرية والامنية الاسرائيلية من خلال ما التزم به علنا وسرا السيد عباس عندما وصف التنسيق الامني بالمقدس سواء استجابت اسرائيل ام لم تستجيب لأطروحات حل الدولتين او المبادرات السياسية .
الاسرائيليون قد استنفذوا ما يمكن الاستفادة منه من اتفاقية اوسلو ، وهي مجرد لعبة بين طرف قوي وطرف ضعيف استخدم فيها الطرف القوي كل اسلحته لتفريغ اي مكامن قوة لدى الطرف الضعيف ولم يعد هناك مصلحة اسرائيلية في تطوير صلاحيات السلطة ورئيسها بما يزيد ما اعلن عنه السيد عباس كوسيط مالي وقائد اعلى للأجهزة الامنية وهذا لا يتناقض مع المصالح الاسرائيلية لادارة روابط المدن من خلال مؤسسة هلامية تسمى الحكومة وظاهريا امام العالم بان للفلسطينيين حكومة ورئيس لسلطتهم
وقد يكون الاخير لدراما اوسلو قد يتجاوز النظام السياسي الفلسطيني مع بقاء المؤسسة الامنية ومن خلال الحل الاقليمي للمشكل الفلسطيني في جبهة تتجاوز محددات وثوابت القضية الفلسطينية ولجبهة عريضة اكثر اهمية لمحاربة الارهاب وهي تلك الافكار التي تعبر عنها وجهة نظر الرئيس الامريكي الجديد ترامب ، وقد يكون المهم ايضا في ظل تلك التصورات ان لا رجعة لوحدة الجغرافيا الفلسطينية لما تبقى من ارض الوطن في الضفة وغزة او وحدة البرنامج السياسي او إيقاذ منظمة التحرير من غيبوبة دامت عدة عقود او عودة فتح للكفاح المسلح وتلحق بها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، قد يحتاج الامر تصور اخر للنضال الوطني يتناسب مع المرحلة ليتصدى لسيناريو رهيب ينسف القضية الفلسطينية من جذورها ، قد يحتاج الامر الى ارادة خارقة من طلائع تستجيب لها الجماهير وكما اسقطت اسرائيل اوسلو على الفلسطينيين ان يسقطوا اوسلو ايضا ولكن بطريقتهم ومحدداتهم واهدافهم .
يوسي بيلين مهندس اتفاق اوسلو يوصي بحل السلطة بالمحددات الاسرائيلية ومتجهاتها واعادة السلطة لقوات الاحتلال للتوجه لروابط مدن ومؤسسات المجتمع المدني ففي حوار له معinews24 قال ادعم حل السلطة واستقالة قيادتها وهنا التعبير وكان قيادة السلطة موظفين لدى الاحتلال بموجب اتفاقية اوسلو..!! واعادة مفاتيحها لإسرائيل ، وعندئذ ستوجه القيادة الاسرائيلية رسالة شكر نصها "" هنيئا لكم نحن كنا نلعب معكم هذه اللعبة """
ولكن هل الفلسطينيون يستطيعون قلب الطاولة وارسال رسالة للإسرائيليين تقول """ سنعيد اللعبة من البداية وسيكون ملعبها القدس وحيفا ويافا وتل ابيب وسدود وعسقلان والجليل """!!!!!
بقلم/ سميح خلف