كما كانت فضيحة القرن العشرين وعد بلفور وهي فضيحة تنسف العمق الانساني من سلوك الغاب والقرصنة والقوة على حقوق الغير ومستقبل ابنائهم وبكل المعطيات السابقة ذاتيا وعربيا ودولية ادت الى اعتراف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بما يسمى اسرائيل في 15 ايار عام1948م وبتشريد اكثر من مليون فلسطيني في مخيمات اللجوء تحت الوصاية الانسانية والاغاثية ، يعيد التاريخ نفسه وفي زمن اخر ومختلف وان كانت تلك الدول المنتصرة في الحرب العالمية هي نفسها ومع متغير طفيف في موازين القوى لتلك الدول وليحتل راعي البقر الامريكي قاتل الهنود الحمر والعنصري في مزاجه وسلوكياته رئاسة القرصنة على الشعوب وخاصة الشعوب العربية بدلا من بريطانيا العجوز وسعيا بدأت ملامحه في عام 2003م لإحداث تعديلات على سايكس بيكو لخرائط سياسية جديدة مبنية على نظرية التنافر المذهبية والعقائدية والقوميات والاقليات والاغلبيات ، تلك النظرية التي اتت بما يسمى الربيع العربي والفوضى الخلاقة وانهيار الدول الوطنية في الدول العربية ، وما كانت من نزعة قومية والتزام تاريخي وادبي لدى الشعوب العربية ومواقف حكمها عن خجل بان فلسطين القضية المركزية اصبحت النخب والشعوب العربية تنثر من مخزون ذاكرتها بان فلسطين قضية عربية وقومية واسلامية .
يأتي القرن الحادي والعشرين بفضيحة اكبر حيث ينتهي الخجل وتوضع الالتزامات القومية والعربية والاسلامية لتلك الدول في المزبلة وليس في الارشيف لعصر جديد يغير من واقع الصراع وأديباته وثقافاته والتزاماته .. نعم وتحت ذرائع ومبررات تخوفا من الارهاب والارهابيين الذي هم صنعوه وفي اكبر صفقة تحايل على الثروات العربية المستنزفة والتي استنزفوها اصلا فيما يسمى الربيع العربي .
اتي ترامب للرياض ومعه من المراكز البحثية الامريكية ما هو اشد فتكا واهدارا لطاقات الامه العربية عن سابقه اوباما وبتعديل على نظرية الفوضى الخلاقة والربيع العربي ولإعادة رسم خريطته من جديد بأكثر تخطيطا ونظاما وقرصنة على مقدرات الامة ، ولعل الرئيس المصري السيسي كان يقظا للغة ترامب والسيناريو المطروح عندما وضع عدة تساؤلات عن الارهاب حول المنشأ والدعم والتدريب والدعم المادي في اشارة لدول عربية واجنبية هي من ولدت الارهاب ودعمته ن خطاب قوي وعنيف لم يتنازل فيه رئيس جمهورية مصر العربية قيد انملة عن ثوابت الامة واستحقاقاتها ومحاسبة الدول التي مولت ودربت الارهاب ، وبما في ذلك من مواقف ثابته تجاه القضية الفلسطينية عندما اشار " لا يمكن القضاء على الارهاب الا بحل القطية الفلسطينية حلا عادلا بالرجوع لقرارات الشرعية الدولية ، الرئيس السيسي اليقظ تحدث عن الدولة الوطنية وتعرضها للإرهاب واستهداف بنيتها الوطنية ، في حين ان ترامب ومنهاجيته السياسية في القمة العربية الاسلامية وتشكيل حلف عربي اسلامي " ناتو عربي اسلامي " مرتبط بحلف الناتو هو قمة الاستهداف للدولة الوطنية في الوطن العربي على طريق اخر نقطة توصلت اليها ادارة اوباما وما يسمى الربيع العربي .
فضيحة العصر عندما تستنزف اموال الدول العربية في مشاريع امنية وعسكرية وتسديد اكبر مديونية داخلية تعاني منها امريكا تحت صناعة عدو للامة العربية غير اسرائيل ، وفي كلا الاحتمالين العرب خاسرون في أي صراع مع ايران سواء بالحرب او في ان توضع صفقات الاسلحة في مخازنهم ليصاب بها الصدأ..... اذا أي الحلروب المتوقعة في المنطقة بالتأكيد ليست مع اسرائيل ، اما الارهاب واذا تجاوزنا عن الدول الداعمة والتي انتقدها ترامب نفسه بان الولايات المتحدة واوباما هو من انشأ الارهاب في المنطقة وعمل على اتساعه ، هل تكون الحرب مع ايران ..؟ فهي مدمرة سواء للشعوب العربية او للشعب الايراني ، اما الإرهابيون فاعتقد انهم لا يستحقوا كما ونوعا لمثل تلك الاسلحة وخاصة انهم جماعات متفرقة وليست جيوش نظامية تخضع للتشكيلات العسكرية .
فضيحة العصر ان يراس ترامب قمة عربية اسلامية وهو من هاجم المسلمين والمهاجرين العرب ومنع دخولهم لأمريكا ، كم هائل مهدور من الخزينة العربية لتعزيز نظرية الامن الاسرائيلي والتفريط بالقضية الفلسطينية وغزة محاصرة وتعاني من اكبر نسبة فقر مدقع في العالم ناهيك ان ما اخذته امريكا ربعه يغطي المديونيات للدول العربية .
فضيحة العصر ان يتحدث ترامب امام العرب وقادة العالم الاسلامي عن الازدهار الاقتصادي وهو القائل يجب على السعودية ان تدفع ثمن حمايتها ..؟؟! ولا ادري من أي عدو ؟؟؟ فإسرائيل ليست عدوا .. ايران دولة تلعب على مناطق الفراغ في القوى وهي تعمل بامنها القومي .. في حين اؤكد ان ترامب وامريكا لن تخوض حرب مع ايران .. ويبقى استنزاف الخزائن العربية في السعودية والخليج هو الهدف .
ترامب الذي غادر من مطار الرياض لمطار اللد وليقبل حائط البراق هو وزوجته وابنته ليتحدث في المؤتمر الصحفي في بيت لحم امام اطروحات عباس بالعيش بسلام ودولتين دولة فلسطينية جارة لدولة اسرائيل يتحدث عن براعة الرئيس عباس واجهزته في محاربة الارهاب والعنف والتحريض ويتحدث عن حل اقتصادي امني للضفة الغربية .. لم تخرج السياسة الامريكية عن سابقتها بخصوص الفلسطينيين ...فهذه صفقة العصر بالنسبة لترامب نعم انها صفقة العصر نصف تريليون دولار للخزانة الامريكية تحت بند صناعة عدو للامة العربية غير اسرائيل ، كانت تلك الاموال قد تصنع من هذه الامة فضاء وقوة وعلم وتقدم اكثر بكثير من اطنان حديد الفولاذ التي يمكن ان يقتل فيها العرب وغير العرب ما عدا الاسرائيليين . انها فضيحة العصر .
سميح خلف