بينما تقوم الدولة الوطنية برئاسة الرئيس السيسي بتحديث مؤسسات الدولة الوطنية بعد تسيب والفلاشات كانت اخطرها ما تعرضت له الدولة الوطنية في الوطن العربي من هزات عنيفة بل انكسارات وانحدارات وانهيارات وبعضها اصبحت دول فاشلة والاخرى معرضة للتقسيم ، فلا يزال الخطر قائما على مصر ولان الدولة العميقة بقلاعها وثقافتها قد تحدت كثير من الاخطار ونجحت في التصدي لها الا أن مصر تخوض حرب حقيقية على كل الاصعدة تلك الاصعدة التي تستهدف امنها القومي وطاقاته البشرية والاجتماعية والاقتصادية سعيا لانهاك الدولة والقضاء على الدولة الوطنية وما كان لم يحقق في عام 2011م وما تلاه بأن يحقق بعد اضعافها ن وما زالت خريطة شرق اوسط جديد تعشعش في برمجيات اسمي السياسة الدولية من تقسيمات معدلة على سايكس بيكو لتفكيك الدولة الوطنية لمركباتها الاساسية مذهبية وطائفية واقليات واغلبيات .
نستطيع ان نربط ما يحدث في سيناء وما يحدث في العمق المصري ببرنامجين كل منهما على نقيض برنامج التطوير والحداثة والبناء الاقتصادي والتكنولوجي والسيطرة على اراضي الدولة المقرصن عليها في فترات سابقة من القطط السمان الذي تحدث عنهم سابقا الراحل انيس منصور ، وبين برنامج ادوات التخريب وهم سواء داعش واخواتها او قوى تمثل اقطاع سياسي تعارضت مصالحها مع منطلقات الرئيس السيسي الاصلاحية ، وهذا ما اكده السيسي بتهديدات وجهت اليه ،
اذا اعداء الدولة الوطنية بقيادة السيسي ليسوا فقط الارهابين من داعش واخواتها بل هناك اطراف اخرى تستهدف ضرب السلم الاهلي وافشال الحكومات المتتالية والتلاعب في السوق بحيث يستهدف هذا التلاعب المواطن البسيط والذي يمثل 80% من الشعب المصري بغلو الاسعار وغيره والتحكم في السوق الاستهلاكي والنقد.
الرئيس السيسي الذي تحدث في المؤتمر العربي الاسلامي في الرياض بخطاب قوي وعنيف وموضحا ان الارهاب يستهدف الدولة الوطنية واشار الى الجهات التي تدعم هذا الارهاب لوجستيا وتدريبيا ، ولم يمضي على انتهاء المؤتمر سوى ايام معدودة لتتعرض مصر الى عملية تخريبية ذات عمق استراتيجي باستهداف حافة لأقباط مصر ليذهب ضحاياها جميعا الى ربهم توقيت امام تحديات اتت في خطاب الرئيس السيسي والانشقاقات في الموقف العربي من الارهاب وتصنيفه ، والذي يدعو للتساؤل : مكان العملية ومعرفة الهدف ونوع الاسلحة المستخدم وعدد الافراد فهي عملية متقنة من حيث التوقيت والمكان معد لها جيدا وتنم عن اختراق حاد في منظومات الترتيب للأنشطة والمراقبة والمتابعة .
اذكر في الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني استخدمت اسرائيل وقاية امنية في المواصلات والحافلات مدعومة برجال امن مسلحين ، وادوات اتصال سريعة للتدخل من غرف عمليات جاهزة ، تعددت العمليات التي تستهدف اماكن تواجد اقباط مصر سواء في القاهرة او الاسكندرية او طنطا وتلاها اليوم المذبحة الشنيعة واللاانسانية والحقيرة التي نفذها الارهابيون وبأسلحة متوسطة وسيارة مدرعة ..!!! ولكن لماذا الان في منطقة اصلا يوجد فيها صراع سابقا "" اسيوط والمنيا "" ربما يريدوا اعداء مصر ان يفجروا الحرب الاهلية في منطقة تتوفر فيها ارضية لمثل هذا الصراع والذي لن يكتفي بالمكان لكي ينتقل سريعا الى اجزاء اخرى .... وربما ايضا ان من نفذوا تلك العملية باسلحتهم وعتادهم وسيارتهم المصفحة قادمين من ليبيا التي تقودها مجموعات ارهابية تمول من تلك الدول التي هاجمها الرئيس السيسي.
ولكن السؤال الاكثر خطورة وما وجهه لي احد اصدقائي الاقباط من دولة اوروبية : ما هو المطلوب من الأقباط لوقف عمليات القتل تجاههم !!؟ كانت اجابتي : خيارات صعبة وامل ان لا تصل لاستقطابات لحرب اهلية فمن حق اخوتنا اﻻقباط الحماية وﻻ نفهم معنى التقصير الأمني الميداني، وبشكل استراتيجي المطلوب ضرب السلم الاهلي وتفكيك اسس الدولة الوطنية.
عهدنا مصر على مدار التاريخ بانها واحة للسلم الاهلي والامان " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "- وان تعرضت مصر في فترة الخمسينات لهزة مثل تلك ولكن انتصر الشعب المصري والدولة الوطنية على كل انواع الارهاب ونتذكر تفجير وحريق الاوبرا وغيره من الاماكن .
الارهاب متعدد الاوجه والجماعات فكثيرون هم اعداء الدولة الوطنية ، وخاصة وكان الرئيس السيسي وبإحساسه في القمة العربية الاسلامية بان الخطاب الامريكي السياسي والامني يضع مؤشرات خطرة على استهداف ما تبقى من دول وطنية في الوطن العربي ، فالحلف الاسلامي العربي اعتقد بمكوناته يتناقض مع دستور الدولة الوطنية واهدافها ن فكل ما فعله ترامب هو تعديل على طرح كونداليزا رايس وتطبيقات اوباما له ... ولذلك مصر تخوض مواجهة مع عدة اطراف تستهدف منظومة الدولة اولا انهاك القوات المسلحة وتشتيتها وتشتيت قدراتها ، اثارة نزاعات طائفية قد تصل الى العمل العنفي بتمويل خارجي انهاك الاقتصاد المصري ، ضرب السلم الاهلي ، تغيير الثقافة السائدة بالتعايش والوطن للجميع الى ثقافة التطرف الطائفي ، الوصول بالدولة الوطنية لحالة الفشل وعدم السيطرة ، ولذلك المنطقة بكاملها تتعرض لرمال متحركة ، فمصر ما قبل عملية اسيوط ستكون غير ما كانت قبلها من مؤشرات تستدعي ثورة اعلامية وثقافية وملاحقة المتحكمين في السوق وتمتين الجبهة الداخلية التي يحاولون تقويضها من اطرافها وفي العمق ، ولكن ستنتصر الوطنية المصرية بكل مكونات المجتمع مسلمين واقباط على هذا السيناريو فحضارة 10000 الالاف عام واعمق حضارة في التاريخ ستنتصر على الارهاب بكافة انواعه وماربه وعلى الطابور الخامس الذي يمهد لخراب مصر .
سميح خلف