دخل حذاء السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي التاريخ اليهودي، فقد عمل وزير الحرب الصهيوني ليبرمان مجسماً مزركشاً لحذاء السفيرة، وقدمه لها هدية أمام وسائل الإعلام، وهو يقول منشرحاً بمواقف السفيرة: اضربي به وجه كل من يشوه سمعة إسرائيل!.
السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة لا تكتم سر انتمائها المطلق إلى السياسية الإسرائيلية، ولا تخفي دفاعها المستميت عن حق اليهود في بناء هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى، وقد دخلت نفقاً للمقاومة كان الجيش الإسرائيلي قد اكتشفه أثناء العدوان على غزة سنة 2014، وتعمدت أن تظهر أمام وسائل الإعلام داخل النفق، كي تؤكد على صحة موقفها المدافع عن جرائم إسرائيل، وكي تؤكد صحة ما قالته سابقاً في الأمم المتحدة: بأنها وصلت إلى هنا بكعب عالٍ، كي تضرب به وجه كل من يشوه سمعة إسرائيل.
دخول صاحبة الكعب العالي نيكي هالي إلى النفق قرب غزة برفقة ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، شكلت مادة الإعلام التي التقطها بعض موظفي الأونروا، وأعلنوا بشكل تحريضي عن اكتشاف نفق للمقاومة داخل أحد المدارس التابعة لها، وكأن زيارة السفيرة للنفق، قد حرضت موظفي الأونروا للإعلان عن اكتشاف نفق يمر بإحدى مدارسها، هذا الإعلان الذي لم يرض ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة، فادعى أن الأونروا تتعاون مع حركة حماس، في خطوة يقصد منها التشويه على الدور الإنساني الذي تقوم به الأونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
إن التركيز الإعلامي الإسرائيلي على اكتشاف انفاق المقاومة في هذه المرحلة ليشير إلى وجود مخطط مدروس بشكل جيد، وله ما بعده من تطورات قد تشهدها أرض الواقع في الأسابيع القادمة، ولاسيما بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن نيته بناء جدار الفصل عن غزة مع بداية شهر (يوليو) تموز وبتكلفة مالية تبلغ 3 مليار شيكل إسرائيلي.
الكعب العالي الذي جاءت به ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة لن يخيف أصحاب الحق، ولن يردع رجال المقاومة من مواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقد تعفرت وجوههم بالتراب الفلسطيني المقدس، الكعب العالي الأمريكي يخيف أصحاب الوجوه المصقولة بالكذب، والمنعمة بالفساد، والذين يرتعبون من تهديدات ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، وهو يطالب مجلس الأمن بإدانة حركة حماس لاستخدامها مبانٍ مدنية لأغراض عسكرية، ليسدل بادعائه أستار الكذب على الممارسات الإرهابية الصهيونية بحق ملايين الشعب الفلسطيني، الذين ما زالوا لاجئين في الشتات، أو ما انفكوا يعانون بطش الاحتلال داخل الوطن فلسطين.
د. فايز أبو شمالة