ممر واحد في اتجاه واحد غير متعدد الخطوط والمتوازيات والتقاطعات ممر وطني يتعمق بالذات الفلسطينية مكانها ووجودها وكيف تكون وما هو المطلوب في هذه المرحلة امام مشاريع التشتيت الديموغرافي والتشتت الثقافي وغياب الابداع في سبل انقاذ الهوية الوطنية الجغرافية من مخططات ما هو معلن وغير معلن ، وعندما تكون الارادة الفلسطينية قد تحولت الى ارادات متفرقة وانتقلت من موقع الخصومات او الخصم السياسي الى لغة وسلوكيات تضفي واقعها بلغة التناقض الرئيسي والذي تنبهت له حركة فتح منذ البداية وحلت هذا المشكل التخريبي عندما قالت ان صراعنا الرئيسي والوحيد مع الاحتلال والصراعات الثانوية لا يجب ان تصعد وترتقي لان تصبح الخلافات في البرامج والاهداف الى تناقض رئيسي .
رسالة محمد دحلان وسمير المشهراوي وقادة فتحاويون قد اتت في هذا التعريف وهذه الاعتبارية والعودة للمفاهيم الثقافية والوطنية لحركة التحرر الوطني والتي اوضحها الاخ سمير في مبادئ التفاهمات التي تمت في القاهرة مع قيادة حماس وبكل الاشكال لا يمكن ان ترتقي الخلافات الى تدمير البيت الوطني بكل متجهاته وعناصره والتنازلات المتبادلة بين الاخوة لا تعني الخروج او الرضوخ او التراجع بل لها مفهوم واحد تجاوز المطبات وما صاحبها من خندقة استفاد منها الكثيرين على حساب الكم والجمع الوطني المتمثل بالشعب وخاصة في قطاع غزة .
الفلسطينيون في موقف لا يحسدوا عليه حيث اصبح مشروعهم الوطني في مهب الريح تراجعات ثم تراجعات ثم تراجعات ومؤثرات ذاتية واقليمية ودولية تجعل الانطلاق للأمام للوحدة خيار وحيد الا من خرج عن الصف الوطني ووضع كفته في كفة الاحتلال ، ولذلك كانت تفاهمات ومبادئ الوفاق والتوافق على الوحدة الوطنية التي تمت في القاهرة هي ارتكازه لما بعدها من خطوات تفرضها المرحلة والمصير الواحد لشعب واخر الشعوب التي لم تتحرر من الاستعمار والاحتلال .
الوقت لا يرحم والاسراع في اتخاذ الاجراءات العملية التي يجب ان تتخذ ضرورة لتساوي تسارع الوقت والمتغير الذي يعصف بالمنطقة والذي سيضع محطته ويتوقف على صياغة المعادلات الجديدة التي تحدث عنها ليبرمان بدون الفلسطينيين وما لحقه من تصريحات لنتنياهو حول ما يسمونه يهودا والسامرة، خطوة القاهرة اتت في وقتها وزمانها بأسس وثيقة الاسرى والوفاق واتفاق القاهرة والظرف الاستثنائي التي تعيشه غزة من حصار وتكالب المشاريع والاطروحات التي تريد ان تنتزع الوطنية الفلسطينية بكل مشاربها الفكرية والتي لها رؤبة مختلفة لسيناريو الضياع الذي يقوده عباس في الضفة الغربية ..... اذا لابد من المبادرة لوقف مخطط الضياع والذي حسم الامور في الضفة لصالح الاحتلال من استيطان وتعاون ومغازلات وتبادل للمصالح ورعاية المستوطنات امنيا ووعود بشراكة في القدس والمسجد الاقصى لتنتقل الخطوة التالية لغزة في محاولة سيكولوجية مادية مكتملة الجوانب لا حداث انهيار انساني واجتماعي ووطني ل2 مليون فلسطيني .
اذا نقطة الانطلاق من غزة للبناء الوطني المقاوم الذي انظاره على الضفة والقدس والالتزام ببرنامج منظمة التحرير الذي يقره الاقليم والوسط الدولي كاختراق سياسي ودبلوماسي يعطي مزيد من الحركة والبناء والثبات لتكون غزة طليعة احياء المشروع الوطني الحقيقي المندثر على ايدي الاقطاع السياسي الانتهازي في الضفة الغربية .
المرحلة غاية في الحساسية والدقة والتي يجب ان تحسب خطواتها بإتقان شديد وخاصة ان ان محمود عباس بدأ يستخدم ما يمتلكه من صلاحيات من دول الاقليم والادارة الامريكية الجديدة لأدوات وقرارات كسر العظم ضد اهل غزة ، ومن هنا تبدأ القصة ... ويبدأ البناء في غزة على كل الاصعدة بداية بتأمين الحالة المعيشية والانسانية لننتقل بالتأكيد للبناء الوطني الواعي الغير متفرق بكل ادواته المقاومة ، وقبل ان تلقى الحدث يجب صناعة الحدث الفلسطيني والوطني المدعوم شعبيا بل نستطيع القول يجب ان تكون الارادة الشعبية هي الخندق المواجه لكل ما يحدث من ترتيبات سواء من رام الله ام من المتغير الاقليمي .
عباس انتهى من الضفة ويريد ان يمسح الارض في غزة أي وهذه الخطورة الان ، وامام تهديدات عباس بمزيد من الاجراءات التي يمكن ان تدفع به بدعم امريكي وغيره ان يتقدم بطلب لمجلس الامن بان غزة اقليم متمرد ويجب معالجة امره .... هنا تكمن الخطورة ايضا في ظل اختلال المعادلات الاقليمية والدولية ولذلك الاجراءات الاستباقية لكل هذا الاسراع في تنفيذ التفاهمات التي ابرمت في القاهرة مؤخرا يليه انتخابات بلدية ثم المجلس الاعلى للبلديات في غزة ومكون من رؤساء البلديات مؤتمرات شعبية حسب التقسيم البلدي تنتخب لها امانات عامة تشكل امانة موحدة لكل القطاع ، نزع المبررات والحجج من ذرائع محمود عباس المنتهية صلاحيته بعقد جلسة للمجلس التشريعي بالأغلبية البرلمانية من فتح والقوى الوطنية وحماس لنزع شرعية محمود عباس وهنا لا نركز كثيرا على فصائل موالية لمحمود عباس ، طرح برنامج سياسي واضح يضع المعالجات الذاتية بعمقها الوطني الجغرافي وموقف الشعب الفلسطيني من كل الاطروحات والسيناريوهات ..... وانتهينا من قصة تدويل القدس والشراكة وقد نسمع اطروحات جديدة لتدويل عزة ..... وبذلك حققت اسرائيل حلمها كاملا بيهودا والسامرة وانتهت اسس القضية الفلسطينية ومقوماتها وعناصرها .
سميح خلف