مصنفات الاقطاع بتعريفاتها ومصطلحاتها ، اقطاع زراعي واقطاع عقاري وفي تطور عجلة رأس المال كما يحدث في واقع امريكا ما يعرف اقطاع الاقتصاد السياسي وما يتبعه من عجلة اعلامية في قطاعات التكنولوجيا والبترول والعقارات ، اما في فلسطين فلقد كان الاقطاع الزراعي الذي تحكمه عائلات معدودة على الاصابع في فلسطين ابان الامبراطورية العثمانية ومن بعدع الاحتلال والانتداب البريطاني هو المتحكم في مفاصل الحياة السياسية وادارة الصراع مع المشروع الصهيوني وهو الذي شهد تاريخا من الصراع بين العائلات وتوجهاتها .
بقي الاقطاع وبشكل محدود وما يمتلك من ثروة متصدرا المشهد ما بعد النكبة وخاصة في اجواء من اللجوء وبالتالي بقيت تلك العائلات في كل الازمنه والاوقات تغتصب التمثيل الفلسطيني بثروتها وتحكمها في مفاصل الحياة الاقتصادية في ما تبقى من ارض فلسطين ، كان انبثاق منظمة التحرير في عام 1964م هو حالة تمرد سياسية واجتماعية على واقع الاقطاع وان كانت منظمة التحرير ومجلسها الوطني لم يستطيع التخلص في تكوينه من هيمنة تلك العائلات .
انطلقت الثورة الفلسطينية كحالة تمرد على واقع اللجوء والاقطاع الحزبي والعائلي والعشائري بثورة شعب موحدة اهدافه لتحرير فلسطين، الان ان هذا الاقطاع بدأ الدفاع عن مصالحه من خلال النفاذ للبرنامج السياسي والتنظيمي للثورة مما اثر على مسارها السياسي والوطني ،
لقد ادركت اسرائيل وقيمت من خلال مراكز ابحاثها اهمية الحراك الداخلي والصراع الذي تقوده طبقة الاقطاع بمصنفاته وظهور طبقة اقطاع جديدة في اوساط الثورة سمحت المناخات العائلية والقبلية والولاءات بظهورها وانتشار الفساد واستثمار مشاريع واموال فتح لحساباتها الخاصة في افريقيا ومزارع الموز وصامد وتجارة وسمسرة في العقارات وفنادق في دول افريقية .
ادركت اسرائيل بانه يمكن التعامل مع تلك الفئة المتلهفة للحفاظ على مصالحها وتنمية استثماراتها بتوقيع اتفاقية معها وخاصة انها سيطرت على القرار الفلسطيني وبامكانها التوقيع على أي اتفاق يرعى مصالحها ولا يخوض في جذور المشكلة او القرارات الدولية وكان اتفاق اوسلو الذي ما وال يرعي طبقة الاقطاع السياسي فقط
قد تكون الشواهد خير دليل على سلوكيات الاقطاع السياسي ورجال الاعمال فغالبية رجال قيادة فتح الصف الاول لهم استثمارات مالية في بتعاون مع الاله الانتاجية للمستوطنات وقطاع الاتصالات والبناء والبترول وفي دول عربية اخرى ، وفي صورة برامج وطنية تعطى العطاءات لتلك الاسماء والشركات وفي قطاع سمسرة الاراضي .
الشيء الوحيد الذي انتجته الثورة الفلسطينية هي فئة الاقطاع السياسي الذي يحكم الان فتح ومقدراتها ومقدرات الوطن ، ولولا مساعدة الاحتلال الممنهجة التي كانت تغتال القيادات في فتح على اسس جغرافية قد ساعدت تلك القيادة من الظهور والوصول الى سدة القرار في فتح ومنظمة التحرير فهي مكونها الجغرافي تحافظ على مصالحها ولذلك عبر عن ذلك برنامجها السياسي في حل الدولتين وتطور في المتغيرات للحل الاقتصادي الامني الذي يسير قدما نحو راوبط المدن او الاقاليم .
لم نضرب في ذلك ظهر الغيب بل بما اشارت له مصادر دولية ومؤسسات متابعة الفساد في السلطة وتقارير محليه، ومن المؤشرات الهامة ما اصبح بحوزة ابناء عباس من شركات ومال وشتيه وقريع وعباس وكل الاسماء المطروحة في المركزية والمقربين من مصادر القرار .
قد نتوقف قليلا على صندوق الاستثمار والذي رصيده 4،5 مليار دولار وهو ما تبقى من رصيد فتح الذي كان يقدر باموال نقدية وعقارات ومشاريع بنحو 11 مليار دولار ورئيس مجلس ادارته محمد مصطفى وشغل نائبا لرئيس الوزراء ورئيس مجلس ادارة شركة الاتصالات ، صندوق الاستثمار الذي اصبح تحت سيطرة الرئيس عباس ومحمد مصطفى فقط وتحجب نشاطاته عن مركزية فتح واللجنة التنفيذية ، وكان صندوق الاستثمار هو احد مسببات الخلاف بين الرئيس عباس وعضو المركزية محمد دحلان عندما طالب دحلان بعرض نشاطات الصندوق على اللجنة المركزية لفتح . وهناك شكوك ان اموال الصندوق تستثمر بمشاريع لابناء محمود عباس وبعض الشخصيات الاخرى .
وشيء اخر يثير عجب العجاب عندما ينشيء الرئيس عباس صندوق باسمه ""جمعية محمود عباس "" لم نسمع من قبل أي رئيس او ملك او طاغية او ديكتاتور انشأ صندوق استثمار باسمه ..!! دوافع سيكولوجية بحث عنها عباس الى ان تحققت له باستلامه السلطة والمنظمة وفتح وحقق ثروة كان يحلم بها ويزور العواصم طالبا مشاريع لابناءه.
للاسف ان ترابط المصالح بين فئات الاقطاع السياسي والصراع فيما بينها قد طغت على تكوين مجلس الادارة وتشكيله فمحمد مصطفى ايضا رئيس مجلس ادارة لتلك الجمعية وطارق عباس ابن الرئيس عضوا فيها اما باقي الاعضاء فهم ممن يمتلكون شركات واس د. محمد مصطفى: رئيس مجلس الادارة . رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني
د. جواد ناجي: نائب رئيس مجلس الادارة .
السيدة انتصار ابو عمارة: عضوا - مديرة مكتب محمود عباس وأصبحت الأمين العام للرئاسة
السيد طارق عباس: عضوا - نجل محمود عباس الأصغر
السيد طارق العقاد: عضوا - رجل أعمال -رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة العربية الفلسطينية للاستثمار
السيد كريم شحادة: أمين السر- المستشار القانوني لعائلة عباس وشركاتهم
السيد عزام الشوا: أمين الصندوق – رئيس سلطة النقد الفلسطينية ( البنك المركزي)
السيد نصار نصار: عضوا – مالك مجموعة شركات نصار للحجر والرخام
السيد محمد ابو رمضان: عضوا -رجل أعمال
د.مروان عورتاني: عضوا - استاذ اقتصاد
السيدة دينا المصري: عضوا - بنت رجل الاعمال منيب المصري زوجة نديم شحادة شقيق كريم شحادة
السيد عمار العكر: عضوا - الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية
السيد ابراهيم برهم: عضوا - رجل أعمال
مؤشر اخر للاقطاع السياسي الذي بدأ يتحكم في كل المفاصل الاقتصادية والتنموية المرتبطة مع الاحتلال ما ابرمته السلطة من اتفاق مع الاسرائيليين حول قناة البحر الميت برعاية مبعوث ترامب غرينبلات والذي موجبه تحوز شركات لرجال اعمال على استثمار وتوزيع وشراء الماء والطاقة من المشروع باسعار مخفضة وهنا السلطة ليست شريكة في المشروع بل تقوم بشراء الماء من محطات التحلية والحصول على الطاقة باثمان ارخص من مما تحاسب عليه الاسرائيليين الان علما بان البحر الميت يقع صمن حدود الضفة الغربية مع الاردن وهي الارض التي احتلت عام 67م وهذا يبطل ادعاءات السلطة بمطالبتها بدولة على حدود 67م ز
اذا الاقطاع السياسي هو من يتصدر المشهد الان ذاهبا بمصالحه واستثماراته نحو روابط الاقاليم وفي اتفاقيات بعيدة المدى مع الاسرائيليين تنفي ادعاءاتهم النظرية بوحدة ما تبقى من ارض الوطن بل اصبح الشعب الفلسطيني في حالة اعتقال واسر اقتصادي وسياسي وامني من قبل هذا الاقطاع.
سميح خلف