بينما يصرح وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جلعاد اردان بان المسجد الاقصى تحت السيادة الاسرائيلية بعد العملية التي قام بها شبان فلسطينيون من داخل الخط الاخضر وفي حديث لنتنياهو سابقا يعتبر ان الضفة الغربية وكما ادعى بيهودا والسامرى بانها العمق الامني للدولة اليهودية وتصريحات هنا وهناك اهمها ايضا ما جاء على لسان ليبرمان ومردخاي بالتوجه لتنفيذ هيكلة روابط المدن في الضفة وبحل اقتصادي امني تدعمه الاشادة بدور السلطة واجهزتها من المؤسسة العسكرية الاسرائيلية واشادة الرئيس ترامب ومفاجأته بحجم التنسيق بين الاحتلال والسلطة وما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من مقال للصحفي المقيم في تل ابيب نيري زبلبر "أنه يرى أن هناك "علاقات أمنية حميمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدعم من الولايات المتحدة، وتطور هذا التنسيق ليصبح دعامة للعلاقة الإسرائيلية الفلسطينية. ربما كان أنجح جوانب عملية السلام برمتها". اما من جانب اخر فان الوزير المتطرف بنت يدعو لضم الضفة ، وفي مكالمة للرئيس عباس يهنيء فيها جباي بفوزه برئاسة حزب العمل رد قائلا على عباس، بأن “أي تقدم بالتسوية مرهون بتطبيق خطوات تعزز الثقة بين الطرفين ووقف التحريض وتعديل المناهج الدراسية، وأن عليه القيام بهذه الخطوات”.
امام هذا ما زالت صفقة العصر الترامبية تشغل الكثيرين عن فحواها ومدى نجاحها في التئام المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، وبرغم كل التقديرات تقول ان نجاح فكرة حل الدولتين باتت من اطروحات الماضي ولان الاسرائيليون تجاوزا هذا الطرح لمعطيات ذاتية واقليمية ودولية ، وما زال الطرف الفلسطيني يتشبث في برنامج عاف عليه الزمن وبدون القدرة على وضع برامج بديلة او استراتيجية بديلة تضمن الحقوق الفلسطينية وامانيهم في دولة ذات سيادة او نصف سيادة او ربعها.
الاحزاب الاسرائيلية والقوى الاسرائيلية تتفق جميعا على بلورة الدولة اليهودية باعتراف فلسطيني اقليمي دولي وما زالت تلك الاحزاب ترفض مجرد النقاش في ثلاث مسائل مهمة بالنسبة للفلسطينيين القدس واللاجئين والحدود، ومما يجعل الطرف الفلسطيني ضعيفا كالعادة في مفاوضات قادمة ان الطرف الاسرائيلي والدولي يعلم ان الشرعيات منتهية في الساحة الفلسطينية وهم يريدونها كذلك لاقتناص اكبر كم من التنازلات وخاصة ان الضفة تبتعد يوما بعد يوم عن غزة ومن مجمل قرارات اتخذها عباس مؤخرا ضد غزة تضعفه في أي مفاوضات ، فترامب قد يقول او قال لعباس انك لا تمثل الفلسطينيين كلهم ولذلك قد تتمحور المفاوضات حول الضفة فقط وبالتالي أي مفاوضات قادمة ستعتبر مصيدة للسلطة في ظل عدم وحدة بقايا الوطن وعدم وجود شرعيات لرئاسته لفتح والسلطة والمنظمة ، الا اذاكن عبس يقصد وبشكل ممنهج وعلى طريق تنازلات اوسلو ان يقبل بدولة في الضفة عبارة عن روابط مدن وتبادلية في جزء من الاراضي وهذا ما يهدد الحُلم الفلسطيني لعشرات السنوات ، ولكي نستقرئ ما يحدث منذ يومين وقعت السلطة عقد بتزويدها بالمياه من مشروع قناة البحر الميت وليست كشريك بل كزبون يشتري من اسرائيل بأسعار مخفضة ..!! علما بان البحر الميت يقع في ارض فلسطينية على الضفة الغربية من نهر الاردن ، وبالتالي منطقة الغور والبحر الميت تبقى تحت سيطرة اسرائيل وشراكة مع الاردن وهذا ما يدحض شعارات السلطة ومطالبتها بدولة على حدود 67م، اما القدس وان تجاوزنا تصريحات رجوب بخصوص حائط البراق وفي تصريح للرئيس عباس مع وكالة شنجوا الاخبارية يقول ان القدس مفتوحة لجميع الديانات أي بمنطق التدويل .
اجمالا ما نجم وما رشح عن زيارات المبعوث الامريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات ببدء مفاوضات بملفات متعددة لقضايا ومسائل الوضع النهائي وتستمر لمدة عامين وان لا يكون هناك ربط بين ملف واخر والحد من الاستيطان وليس وقفه، وقضايا الوضع النهائي: الحدود والقدس والأمن والمستوطنات والمياه. وبدون ذكر اللاجئين او مرجعيات دولية او المبادرة العربية وبأرداء تفسير لها حل عادل ومرضي للطرفين .
وما زالت هناك نقاط خلافية حول رواتب الاسرى والشهداء التي تطالب امريكا والجانب الاسرائيلي بوقفها ومحاربة وملاحقة التحريض وفرض عقوبات على من يثير العداء لإسرائيل .
ونرى ان من الخطورة ان تقوم أي جهة بالتفاوض مع الاسرائيليين والخطورة ان المفاوضات لا تعتمد على الرزمة الواحدة بل تجزئتها لملفات وهذا ما يتيح خلال عامين ان تضع اسرائيل بديل لمحمود عباس في الضفة مع تمكين امني في المدن والتقدم في الملفات في اطار جغرافية الانفصال عن غزة وتحقيق روابط مدن بازدهار اقتصادي وقيود مشددة امنية على النشطاء والمضي قدما في التنسيق الامني ، فكما يدعي الاسرائيليون واهمهم ليبرمان بان عجلة التطبيع مضت للأمام وتم القفز عن القضية الفلسطينية ومحوريتها في المنطقة .
سميح خلف