مبارك رفض عرضا إسرائيليا بتوطين الفلسطينيين في سيناء

 كشف عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير جريدة "الأهرام" السابق، عن أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، رفض طلبا إسرائيليا، بتوطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، آرييل شارون بـ "الحرب" حال محاولته الإقدام على مثل هذه الخطوة.
وكتب على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الـ "فيسبوك"، تحت عنوان المقال الذي رفضت الصحف نشره حتى لا يفهم بشكل صحيح: "قضية سيناء ليست وليدة اليوم، ومبارك قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرئيل شارون حاول جاهداً أن يقابلني في عام 2005 إلا أنني كنت دائم الرفض نظراً لممارساته تجاه الفلسطينيين. وذات مرة أجبت على طلبه بأن يجلس مع محمود عباس أولاً لتلبية الطلبات الفلسطينية وبعدها نلتقي، وبالفعل التقى أبو مازن. التقيته بعدها في شرم الشيخ كعادة لقاءاتي بهم، وجدته يطرح هذا التصور الخاص بتوطين الفلسطينيين قائلاً: كل ما نريده في سيناء 60 ألف كيلو متر مربع حتى يمكن إنهاء هذه المشكلة تماما، وأجاب مبارك على شارون قائلاً: (بَس بَس بَس، إغلق هذا الموضوع، سيناء ليست أرض والدي، وليست ملكية خاصة، أنا حارس عليها، ولا أستطيع حتى مناقشة هذا الموضوع، ولا تتحدث معي في هذا الأمر مرة أخرى".
وتابع: "روى لي مبارك، أنه قال لشارون، لو أقدمت على مثل هذا التصرف سأحاربك، وهذا الموضوع يجبرني على الدخول في الحرب دون تردد، فما كان من شارون إلا أن أجاب قائلاً، نحن لا نريد حربا".
وتابع سلامة: إلا أن الأمريكيين حاولوا فتح هذه القضية مع الرئيس مبارك أكثر من مرة، لكنه كان يرفض مجرد سماع الطرح".
وأضاف: "في هذا الصدد أضاف الرئيس مبارك إن شارون حين قدومه إلى شرم الشيخ، لم يكن يتصور أنها أصبحت بهذا الشكل، فحين رآها من الطائرة قبل الهبوط، سأل مرافقيه: هل أنتم متأكدون أن هذه هي شرم الشيخ، ذلك أنه شاهد زخماً كبيراً من الفنادق والقرى السياحية والمنشآت المختلفة، وبالفعل عاش حالة انبهار حينما شاهد كل ذلك على الأرض من قريب، لأن الإسرائيليين عموماً لم يتصوروا أبداً أنها يمكن أن تصبح بهذا الجمال الذي ينافس أجمل منتجعات العالم".
وأشار سلامة إلى أن "الأمريكيين أيضًا حاولوا فتح هذه القضية مع الرئيس مبارك أكثر من مرة، لكنه كان يرفض مجرد سماع الطرح".
وتابع: "سألتُ الرئيس مبارك عن سبب رفضه مناقشة هذا الموضوع، و جاءت إجابة الأخير كالتالي: (في ماذا تتحدث، لا يتنازل عن أرض إلا شخص أهبل، وسيناء بالذات اتسدد ثمنها دم أكثر من مرّة، بل يمكن على مدى تاريخها".
واستطرد سلامة في روايته: "قلت: ولكن ياسيادة الريس كان ممكن العودة للشعب في هذا الموضوع من خلال استفتاء لو كانت هناك فائدة لمصر، قال: (حتى الشعب لا يحق له التنازل عن أرضه، ولا يمتلك هذه الصلاحية، وإذا نظمنا استفتاء سيكون باطلا، الأرض عموماً ملك الأجيال الجاية".
وذكر "أنه ستتكشف الكثير من الأسرار يومًا بعد يوم فيما يتعلق بهذا الأمر تحديدًا، خاصة فيما يتعلق برفض الرئيس الأسبق مبارك إقامة أي قواعد عسكرية أمريكية أو أجنبية عموما على التراب المصري، ومتوجًا ذلك باستقرار غير مسبوق في سيناء تحديدًا طولاً وعرضًا، ومتوجًا ذلك بعلاقات متوازنة مع العرب محورها القيادة وليست التبعية، وعلاقات متوازنة مع العالم عمومًا محورها تاريخ مصر الحافل بالحضارة، وجغرافيتها التي لم تقبل أبدًا القسمة أو التجزئة أو التفريط".

المصدر: القاهرة - وكالة قدس نت للأنباء -