في الوقت الذي يكثر الحديث عن سيل المبادرات لإنجاز المصالحة بين حركتي حماس وفتح، استثماراً للحظة التاريخية التي تحقق بها الانتصار في معركة البوابات في القدس، من جديد خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للحديث عن استمراره في خطوات التصعيدية ضد قطاع غزة حتى تتراجع حركة حماس عن سيطرتها على قطاع غزة، ليبرز التساؤل عن طبيعة الإجراءات غير المسبوقة المتوقع أن يتخذها؟ وهل العودة للغة التصعيدية علاقة بتفاهمات حماس-دحلان؟ وهل تمضي حماس في تفاهماتها مع دحلان رغم إجراءات الرئيس محمود عباس المتصاعدة ؟..
حكم.. بدون مسؤوليات
يقول الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس حسام الدجني، بشأن طبيعة الخطوات الغير مسبوقة المزعم اتخاذها ضد قطاع غزة إن "الرئيس محمود عباس لا زال في جعبته العديد من الخطوات كوقف الرواتب بشكل كامل والمساعدات والمنح التي تقدم للقطاع، بالإضافة للانسحاب من التنسيق المدني الذي تقوده الشؤون المدينة في قطاع غزة وبموجبه يسمح لسكان القطاع السفر للعلاج للخارج عبر معبر إيرز".
وأضاف في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنه بإمكانه اللجوء لإغلاق البنوك بالإضافة للعديد من الإجراءات التي "تتقاطع مع الحصار الإسرائيلي"، على حد وصفه، وتدمر الحياة في القطاع.
من جهته يؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش، أن الرئيس محمود عباس لا يوفر مناسبة لتكرار موقفه من استفراد حكم حركة حماس للقطاع، بما يعكس الخلاف السياسي العميق بين الجانبين، فالرئيس يطرح إلغاء كل الإجراءات الانقسامية بالذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية، لتتشكل بعدها حكومة وحدة وطنية من كل الفصائل تتحمل مسؤوليه حياة الشعب الفلسطيني.
وقال في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، إن "حركة حماس تريد أن تسيطر على القطاع دون أن تتقاسم الحكم مع أي سلطة، فيما تتهم الآخرين بالخيانة إذا حاولوا إيقاف مشروعها للسيطرة على قطاع غزة وجزء من الضفة".
ونوه إلى أنه عندما وصلت إشارات للرئاسة أن حركة حماس لا تريد تحقيق وحدة وطنية، مضى الرئيس عباس في إجراءاته ضد القطاع.
وتساءل قائلا "لماذا تتحمل حركة فتح والسلطة الفلسطينية مسؤوليه الصرف على قطاع غزة بالكامل، في الوقت الذي تتنكر حماس.. ؟.
وقد جاءت تصريحات الرئيس محمود عباس التي أكد فيها استمراراه بوقف المخصصات المالية لغزة تدريجياً، ما لم تلتزم باستحقاقات المصالحة، أثناء لقاء جمعه بشخصيات ومؤسسات مقدسية ساهمت بانتصار معركة أبواب الأقصى بالقدس.
التحالف.. مستمر
وفيما يتعلق بالعلاقة بين اللغة التصعيدية للرئيس محمود عباس وتفاهمات حماس- دحلان أكد هواش أن "حركة حماس تحاول اللعب على التناقضات داخل حركة فتح بتحالفها مع دحلان، فلا أهمية كبيرة من الزاوية السياسية لهذا التحالف". على حد قوله
ونوه إلى أن "الرئيس محمود عباس يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، لكن تصعيده يأتي ضد منطقها الرافض للمصالحة، واستقوائها بسيطرتها على القطاع، دون مراعاه أن سكانه بأمس الحاجة للمساعدة دون تركهم ورقة مساومة في يدها".
من جهته يؤكد الدجني أن الرئيس عباس مستفز من تفاهمات مصر –حماس-دحلان، ويرى أنها تفشل خطواته لاستعادة قطاع غزة.
وأضاف أن هذه التفاهمات ستكون أكثر وضوحاً بعد عيد الأضحى، وبخاصة بعد الخطوة المرتقبة بفتح معبر رفح بعد انتهاء التصليحات فيه، مستدركا وهذا ما سيزيد من شطط الرئيس محمود عباس كونه سيخسر مالياً قيمة المقاصة الضريبية التي يجبيها من معبر كرم أبو سالم لأنها ستأتي من مصر، محاولاً التحريض ضد سكان القطاع وضد حماس بهذه الإجراءات.
ونوه إلى أن "حركة حماس راهنت أكثر من مرة على الرئيس عباس في محطات سابقة، لكنه لم يكن صادق معها". على حد قوله