حذرت فصائل فلسطينية وهيئات مقدسية، من مخططات إسرائيلية جديدة تستهدف المسجد الأقصى المبارك في ظل الانشغال العربي و الإسلامي و كذلك الدولي بمشاكله الداخلية، ومحاولة حكومة الإحتلال تهويد و مصادرة البيوت والأراضي لصالح التجمعات الاستيطانية.
وجاءت هذه التحذيرات في الذكرى الـ48 لإحراق المسجد الاقصى المبارك، التى تصادف اليوم الإثنين،على يد اليهودي المتطرف دينيس مايكل" استرالي الأصل" بإشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، وفي ظل استمرار الشديدات والقيود الإسرائيلية التي فرضت بعد انتفاضة الغضب نصرة للمسجد الأقصى المبارك قبل شهر و التي نتج عنها رفع البوابات الإلكترونية و كذلك الكاميرات الذكية.
مخطط تهويدي كبير يستهدف مدينة القدس
وقال قال الأمين للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى "إن إحراق المسجد الأقصى المبارك كان البداية لمخطط شامل وخطير لتهويد المسجد والاستيلاء الكامل عليه، لتتبين خيوط المؤامرة بشكل علني وصريح من خلال الدعوة لفتح بوابات المسجد أمام اليهود وتقسيمه زمانياً ومكانياً، ومحاولة فرض البوابات الالكترونية على بواباته، معتبراً جريمة حرق المسجد المبارك ليست الجريمة الوحيدة بحق المسجد والاعتداء على حرمة المقدسات ودور العبادة في القدس الشريف، بل كان جزءاً من مخطط تهويدي كبير يستهدف مدينة القدس بأكملها دون اعتبار لحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها".
وأضاف عيسى وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، "ان الجريمة بحق المسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة مستمرة باختلاف مسمياتها وتفاصيلها، حيث إن الهدف الذي سعت إلى تحقيقه سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفين فيها ما زالت تعمل على تنفيذه على قدم وساق لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وتهويد المدينة المقدسة وصبغها بطابع يهودي غريب عن عروبتها وقدسيتها، ناهيك عن تهجير سكانها المقدسيين وتوطين المستوطنين فيها.
يذكر ان الحريق شب في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، حيث التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بـ"منبر صلاح الدين"، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة الامعة.
حماية الحقوق والثوابت
من جهتها قالت حركة حماس في هذه الذكرى، إن صمود المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وإصرارهم يشكل سوراً عالياً في وجه مخططات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وإن ملحمة معركة البوابات البطولية التي حققها المرابطون المقدسيون بإسناد من أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي ال٤٨ والضفة وغزة وفي الشتات معززين بموقف الشعوب العربية والإسلامية المساندة وأحرار العالم المتضامنة تشكل رسالة واضحة أن الوحدة الوطنية على أساس حماية الحقوق والثوابت تجمع الإرادة وتكثّف الجهود وتحمل المواقف المساندة للشعب الفلسطيني وقضاياه.
ورات حماس وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، أن "المسجد الأقصى يعاني من غربته في ظل أنظمة عربية وإسلامية منها من يسارع الخطى نحو التطبيع مع العدو، وأخرى ما تزال في غفلة من أمرها تجاه المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى السليب، وهو أمر لن يجر على العرب والمسلمين إلا كل مصيبة ووبال إن لم يصحوا من غفلتهم ويتوقفوا عن التساوق مع مشاريع التطبيع الخطيرة والهرولة لكسب رضا الصهاينة المجرمين، وإن لم ينتهِ هذا الموقف اللامبالي وتتحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والقومية تجاه واحد من أهم مقدسات هذه الأمة ورمز عزتها وعنوان كرامتها".
أهل المقدسيين وإصرارهم على الصمود
هذا وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمناسبة الذكرى الـ 48 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، دعمها لصمود وإصرار المقدسيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار صمت العرب المتخاذل عن نصرة الأقصى والتصدي لتآمر المحتلين ومخططاتهم، محذرة من هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال أهل القدس.
وأعربت حركة الجهاد الإسلامي عن ثقتها بأهل المقدسيين وإصرارهم على الصمود في مواجهة سياسات القمع والتنكيل التي تنتهجها سلطات الاحتلال لإبعادهم عن القدس، وستبقى السيادة في القدس لأهلها والاحتلال إلى زوال، رغم كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف النيل من صمودهم.
وأوضحت الحركة، أن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته ونسيجه يقف داعماً ومسانداً لصمود المقدسيين ومرابطاً في أكناف بيت المقدس، وإن معركة الأقصى الأخيرة أثبتت قدرة شعبنا على المواجهة والصمود وبرهنت على بسالته وعدم قبول التفريط بذرة من تراب القدس وفلسطين، وإن هذا النموذج البطولي والوحدوي سيتكرر وبشكل أوسع في كل مواجهاتنا القادمة مع الاحتلال.
وشددت الحركة، على أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين الذي تستند إليه نضالات شعبنا ومقاومته وجهاده، مؤكدةً على تحقيق الوحدة استجابة لنداءات شعبنا في كل أماكن تواجده واستجابة لوصايا شهدائنا الأبرار ومطالب أسرانا البواسل، وجددت التأكيد على الوقوف مع كل مساعي تمتين وحدتنا الداخلية. معبرةً عن رفضه كل إجراء من شأنه أن يعيق المصالحة ويعزز الانقسام.
التخريب والتدمير في القدس
هذا و أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية في الذكرى ال(48) لحرق المسجد الأقصى المبارك على يد النصراني المتصهين «دنيس مايكل» أن خيار الجهاد والمقاومة هو خيار النصر والتحرير ، وهو السبيل للتصدي للاعتداءات المتكررة على القدس والمسجد الأقصى.
وقال أ. مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهدين في تصريح وصل "وكالة قدس نت للأنباء"، نسخه عنه، أن النار التي اشتعلت في المسجد الأقصى منذ 48 عاما حتى اليوم هي من أجل التخريب والتدمير في القدس ومن أجل تهويدها وطمس معالمها الإسلامية.
وأكد عزيز أنه في ذكرى هذه الجريمة التي أشعل فيها الاحتلال النار بالمسجد الأقصى تزيدنا اصرارا على الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى حتى اخر قطرة دم فينا.
وختم عزيز حديثه بدعوة الأمة الإسلامية والعربية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات، مؤكدا أنه يجب على الأمة أن تهب لنجدة المسجد الأقصى الذي يستغيث ويستصرخ في ظل صمت وانشغال عربي وإسلامي عن نصرته.