ايام غزة تنتظر من يحمل بيديه الخير ، غزة التي وصفتها تقارير دولية ومؤسسات انسانية بانها منطقة كوارث، غزة المحاصرة في كل شيء في حياتها حتى لابتسامات اطفالها وطموح شبابها واطمئنان شيوخها ونسائها ، هي تلك غزة التي تصحو على بحر ملوث بمجاري الصرف والمياه الملوثة وبلا كهرباء وبأعلى نسبة بطالة في العالم وبنسبة فقر وماهم تحت خط الفقر 70% من سكانها وتعليم وصحة لا يستقيم مع ضحالة الامكانيات ، هي تلك غزة .
ومن هنا يستطيع الانسان ان يفهم ويقيم عظمة من هم متطوعون للعمل في منطقة كوارث وفي ازمات متعددة ، انه مركز فتا للتواصل الانساني " فتا "ورئيسة مجلس ادارته الدكتورة جليلة دحلان ومجموعة من الشباب المتطوعين الرائعين ، وان بحثت عنهم فستجدهم برقي اخلاقهم وادائهم الانساني العالي وثقافتهم في كل ميدان من ميادين الازمات المتعددة .
الدكتورة جليلة دحلان الدينامو الانساني والوطني للمركز تكسر الحواجز وتقتحم الصعاب داخل الوطن وخارجه من استجلاب الاموال من المؤسسات الانسانية الاقليمية ورجال الاعمال الفلسطينيين والعرب لفكك تلك الازمات وبالقدر المستطاع وما هو فوق المستطاع ، فازمات غزة معقدة جدة وعامل التراكم الزمني لكل ازمة لعب دورا مهما في هذا التعقيد من انقسام واجراءات عدوانية اتخذها رئيس السلطة محمود عباس بحق سكان غزة "" فالمفروض بان الميت لا يجلد"" والمريض ان لا يحجب عنه الدواء ، ادنى قواعد الانسانية التي تخلى عنها رئيس من المفروض دستوريا ووطنيا ان يكون مسؤول عن كل ابناء الشعب .
وصفت الدكتورة جليلة دحلان " بأم الفقراء " هذا اللقب الذي منحها اياه فقراء غزة والمخيمات الفلسطينية في الشتات ،ليس مجاملة او لحسابات، الفقراء لا حسابات لديهم، بل يفهمون الوطنية بعمقها الانساني ، ومن يعمل من اجلهم ومن لا يعمل ، ولذلك منحت الدكتورة جليلة لهذا اللقب .
البعض ينتقد اداء مؤسسة فتا بعيدا عن ادائها الذي لا يشوبه شائبة من اتقان ودقة ومتخصصين بحثيين ولجان تكلف لادارة اي مشروع بل ينتقدوا المؤسسة كون لها ذراع اعلامي نشط " وكما يقولون العمل الانساني لا يحتاج فضائح...!! ومن هنا استطيع الرد على هذا النقد ان مشاريع فتا تجاوزت الحالات الفردية فهي تغوص في ازمات جماعية تصيب المجتمع وهي ازمات مجتمعية كالعنوسة وعدم الانجاب وامراض المسنيين والبطالة ، ولذلك كل تلك المشاريع تحتاج منظومة اعلامية للشفافية اولا في الاختيار والتعميم ثانيا لكل من هم مستهدفين ودراسة حالاتهم ، واستخدم الاعلام الالكتروني وموقع خاص على شبكة الانترنيت وموقع السيدة جليلة دحلان ومن خلال نماذج اعدها اخصائيون لكل حالة ومواصفاتها ولجنة فرز ومن يقع عليهم تطابق المواصفات ... ولذلك الاعلام مهم جدا في هذه الحالات ، اما الحالة الوطنية فهي تستدعي اعلاما تؤكد فيه مؤسسة فتا بانها رائدة العمل المؤسساتي الانساني في غزة ومخيمات الشتات ، ولكي تكون نموذجا في العطاء والاداء لباقي المؤسسات والجمعيات الانسانية لتحذو حذوها وهي وسيلة تحريض ايجابي لرفع المعنويات وسلامة الاداء وانتشار الفكرة .
كم تؤسفنا الاقاويل والاحقاد والظنون التي يتناولها البعض كقاعدة لتفكيرهم ، فغزة تحتاج الجميع والارض مفتوحة للجميع فما زالت غزة تحتاج الكثير الكثير ...... فل تقفوا جميعا احتراما لهذه المؤسسة والمركز احتراما وتقديرا وتشجيعا ولرئيستها ومتطوعيها ، هم هؤلاء الرواد التي لم تخلوا جزئية اوبقعة في غزة الا اقتحموا ازماتها اثناء العدوان وما قبل العدوان وما بعده .
لن اتحدث عشرات الالاف من الكوبونات والمعونات العينية ، ولكن اتحدث عن ازمات تضرب المجتمع الغزي بتوفير مناخات مادية ومعنوية لمئات الشباب والشابات الذين تعسرت بهم الاحوال ليبنوا اسرة فلسطينية جديدة من خلال مشروع الزواج الجماعي ، او مئات الباكيات من نساء فلسطين وازواجهم لعقم لم يوفر لهم خاصية الانجاب بمشروع اطفال الانابيب ، او المسنيين الذين لا يستطيعون مضغ طعامهم بتركيب اطقم صناعية ويليه مشاريع صغيرة للعاطلين عن العمل ، ومئات البيوت التي تم تركيب شبكات لدات ضوئية وبطاريات لتمسح الليل وظلامه على تلك العائلات في ظل ازمة كهرباء مستعصية .
هكذا الدكتورة جليلة ومتطوعي فتا يقتحمون الازمات وتفكيكها ولو بشكل نسبي ، فعمل فتا لا يتوقف على حالات فردية وما اكثرها بل انطلقت بمشاريع مؤسساتية لمعالجة الظاهرة تلو الظاهرة .
يتحدثون عن القلم الوطني ..!! وان لم يقف القلم الوطني مع تلك المشاريع الانسانية مع من يقف ..!! اسلكوا نفس الدروب وستجدوننا نقف مع كل ظاهرة انسانية طيبة معطاءة .... ولذلك ومن اجل ذلك نقف مع الدكتورة جليلة دحلان ومركز فتا ومتطوعية ... فشعبنا يجتاج لانقاذه من كل ازماته تلك الانفاس الانسانية المعطاءة .
سميح خلف