ارهاصات لمعادلات وطنية جديدة وناتجة عن تحركات اقليمية على خلفية التناحر والتوافق مركزها وانظارها على غزة وجولات لمبعوثي الرئيس ترامب يقودها كوشنير وغرينبلات جالت في العواصم الخليجية الى القاهرة عمان تل ابيب رام الله ، مانتج عن زيارة مبعوثي الرئيس الامريكي في بيان لهم من القدس لا يتجاوز سطرين بان اللقاءات تفتح مجالا لمفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والسلطة ، في حين ان جميع المؤشرات تتحدث عن صفقة تطبخ في العواصم العربية ، ولقاءات الوفد الامريكي لم تتجاوز الرباعية العربية وامتداداتها ، حماس قبة الميزان المؤثر وتحتاج لفهم دقيق للمعادلات الاقليمية فامامها الرباعية العربية من ناحية وحلف قطر تركيا السلطة وبجانب اخر ايران ولكنني ارى ان الرباعية بقيادة مصر لها اوراق القوة عن غيرها وتبقى اسرائيل التي تربطها بمصر والاردن اتفاقيات ومدخل للخليج والتطبيع مع السعودية تجعلها ان تقيم مصالحها مع الرباعية ام مع تركيا قطر اما ايران فسيحدد نفوذها بالنتائج القريية في العراق وسوريا ولبنان واليمن
معادلات صعبة ومركبة امام حماس اما التيار الاصلاحي فقد حدد خياراته في اتجاه الرباعية العربية اما الخيارات والمعادلات الاخرى فهي تعمل ضد وجوده سياسيا ووطنيا وبرغم من توصله لتفاهمات مع حماس تعتبر خيارات وطنية تبدأ بمعالجات انسانية لازمات غزة خلفها الرباعية العربية واجندتها السياسية في حين ان الرئيسالفلسطيني ما زال يقفز في الهواء متجها هذه المرة لتركيا التي تربطها علاقات وثيقة بحماس واسرائيل من ناحية ثانية ، ويعمل على احدى الجبهات والمعادلات التي من خلالها يستطيع اجهاظ تفاهمات القاهرة وافشال دور الرباعية العربية التي طرحت اكثر من مبادرة لمصالحة فتحاوية ومصالحة وطنية شاملة .
في نفس الوقت تتواصل لقاءات جناح حماس في الضفة عن طريق الشاعر بعد لقاءة مع الرئيس الفلسطيني مع قيادات من فتح في الضفة كان اخرها تليمحات الشاعر لاذاعة موطني بان هناك فرصة قربت لمصالحة بين السلطة وحماس وان لم تستغل فاننا نستطيع ان نسجل تلك الفرصة واخر فرصة في موسوعة غنيتس،، وفي مداخلة له في نفس اللقاء علق محيسن بان السلطة ستقدم تنازلات لحماس ليس لتوجهات وطنية بل توجهات تناحرية لعزل محمد دحلان وتفاهمات القاهرة والتيار الاصلاحي عندما قال لن يكون هناك دورا لمحمد دحلان وجماعته في غزة ..
عضو مركزية فتح عباس اشار في لقائه مع اذاعة موطني بان هناك خلافات بين حماس في غزة مع الضفة والخارج وان السنوار ولزهار يغردان خارج السرب . وهنا نستطيع القول بان محيسن حاول التشكيك في وحدة حماس وقرارها .. وهو في منتهى الخطورة ، في حين بأن اللقاء مع السنوار كان يؤكد ان اي مصالحة مع السلطة وفتح عباس لا يمكن ان تمر على حساب تفاهمات القاهرة والعلاقة مع محمد دحلان والتيار الاصلاحي ، وبأن مصدر القرار في الحركة هو مجلس الشورى ومكتبها السياسي .
الرئيس الفلسطيني لاول مرة لم يتحدث عن دولتين في اجتماعاته مع كوشنير وغرينبلات وكما كان يقول سابقا دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل بل قال نحن نعمل مع الرئيس ترامب من اجل انجاز صفقة وعد بها الرئيس الامريكي ...
كوشنير تحدث قائلا اننا نريد علاقات سلام بين دول المنطقة وفي تقديري ان حل الدولتين مضى للخلف والان الحديث عن حل اقليمي اوجزه باقليم في الضفة بكنفدراليات امنية وادارية وملفات قد تكون من اهتمام الجاانب الاردني لصياغة شكل المنظومة السياسية والامنية في الضفة اما غزة فخياراته محدودة نتيجة الحصار والمنفذ الوحيد مصر ممر تاريخي وجغرافي يحتم ان تقوم مصر بوضع المعالجات السياسية والامنية والاقتصادية في غزة مجمل القرارات التي يتخذها عباس تصب في هذا التصور سواء في الضفة او غزة .... وربما الدعوة لعقد مجلس وطني بتفصيل امني قد يعطي عباس كالمؤتمر السابع ان يقوم بتعديل اخر للميثاق يصب في نفس السيناريو،وقد يكون عقد المجلس مطلب امريكي اقليمي لاحداث بعض التعديلات الاخرى في الميثاق التي تسمح لعباس بادماج ملفات القضية الفلسطينية ضمن منظور الصفقة التي تبدأ بالتطبيع اولا اي بقلب بعض بنود المبادرة العربية التي تنص على اتفاق سلام مع الفلسطينيين ومن ثم التطبيع .وربما نأتي الى استحقاقات يعتبرها عباس ضرورية بحذر الانشطة الفصائلية في الضفة .
صراعات اقليمية على غزة وراء تكثيف الحصار عليها وتحديد خيارات غزة ، حماس هي من تقرر الى اين تتجه ومع اي المعادلات المطروحة ، ولكن ليس من المنظور بان اي لقاء مصالحة مع السلطة وفتح الضفة سيؤتي بوحدة اندماجية امنية وسياسية بين الضفة وغزة وقد تكون شكل من اشكال الكونفدراليات ، التي سينتج عنها اهمال لسنوات طويلة ملفات رئيسية كالاجئين والقدس والربط الجغرافي بين غزة والضفة .
ملاحظة تصريحات محيسن ليست موجهة ضد دحلان والتيار الاصلاحي فحسب بل تستهدف وحدة حركة حماس تصريحات في منتهى الخطورة المطلوب من حماس الرد عليها
بقلم/ سميح خلف