إسرائيل دولة دينية حاخامية ثيوقراطية بإمتياز . الحاخام هو صاحب التشريع الأول والأخير في كل مفاصل الحياة اليهودية . وهذا ما يجعل اليهود أكثر تمسكا في أرض الميعاد بالنسبة لهم وهي أرض فلسطين المغتصبة بالنسبة لنا . فهناك أكثر من مليون يهودي في إسرائيل من فئة المتدينين المتعصبين لتعاليم كتاب التوراة يرفضون الإنخراط والإندماج باليهود الأقل تدينا . وهؤلاء اليهود المتعصبين لهم سيطرة ونفوذ داخل إسرائيل كحكومة ومجتمع . أما بالنسبة لتركيبة المجتمع اليهودي ككل فهناك فروق في درجات الإنتماء الديني يأتي بالتدريج . من بداية اليهود المتعصبين حتى الأقل تعصبا حتى التيار العلماني الأقل تعصبا . ومع هذه الفروق والتدرج نجد أن اليهود لا يخرجون من تعاليم الحاخامات في حياتهم الخاصة والعامة . حتى على صناع القرار السياسي هناك سيطرة دينية وخاصة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
عندما نتحدث عن إغتصاب الكيان الصهيوني لأرض فلسطين نجد أن إسرائيل تصنع مبررات عقائدية ودينية لتقنع العالم أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد . وعندما نتحدث عن تهويد المسجد الأقصى نجد أن إسرائيل تصنع المبررات أيضا بأن لديهم في المسجد آثار وقبور قديمة تخص عقيدتهم الدينية . وهناك أمور كثيرة في ممارساتهم البربرية على أرض فلسطين نجد أن لها مبررات دينية بالنسبة لهم . وكل هذه المبررات لا تأتي من فراغ بل هي تعليمات واضحة من رجال الدين اليهود الى القيادات السياسية والعسكرية . وفي كثير من الأمور الإدارية للدولة يكون على رأسها رجال دين يقومون بتوجيه التعليمات حسب ما تراه المعابد وحتى في وحدات التجنيد هناك رجال دين متخصصين في الإشراف على المنتسبين الجدد في صفوف الجيش .
من المؤسف جدا أننا كمسلمين لا ندرك أن اليهود يمتلكون قوة عقائدية حاخامية في معركة الإغتصاب ونحن لا نملك هذه القوة في معركة الدفاع الشرعية . نحن المسلمين وأصحاب القضية لا زلنا بعيدون كل البعد عن الدين والشريعة الإسلامية وخاصة في الصراع مع العدو وهذا ما يجعل خطواتنا نحو الإنجازات بطيئة جدا فمن الأولى أن نكون متمسكين في العقيدة الإسلامية أكثر من أعدائنا .
هناك خطوات كثيرة يجب أن نقوم بها كقيادة وشعب أيضا في صراعنا مع المحتل . المقاومة بالسلاح التقليدي ليس كل شيئ فيجب أن نكون أكثر وعيا وأكثر فهما ودراستا لمخططات الكيان الصهيوني . فيجب أن نتجه لنفس الإسلوب وهو أن تكون عقيدتنا هي مصدر دفاعنا عن مقدساتنا وأن نؤمن إيمانا كاملا بما نقوم به .
بقلم/ أشرف صالح