بدأ حُلم العودة بانطلاقة الثورة الفلسطينية عام 65م وعملية التحول في فكر المواجهة مع المشروع الاستطياني الصهيوني وقضية اللجوء فوضعت ادبياتها الوطنية والاخلاقية والاممية والانسانية لانهاء هذا المشروع الذي يعيق وحدة الامة ويضرب استقرارها واستقلالها وسيادتها على اراضيها وثرواتها ، فكانت معركة الكرامة عام 68 هي محورية المواجهة سلوكا وارادة ومن ثم نصر ومن قبلها عندما رمى ابو عمار حجرا في نهر الاردن ليقول انه سيغير مجرى التاريخ ن وتلتها مواجهات ومواجهات ومعارك استخدم فيها كل انواع الاسلحة فما زلت اتذكر صواريخ 110 كاتيوشا والجراد والاسلحة المتوسطة والثقيلة في حرب الشعب ، وبالرغم ان الثورة الفلسطينية بقيادة فتح فتحت مجالا للتعبئة الوطنية من خلال اطروحاتها وطرق الاستقطاب لها ومدرسة الكوادر والدورات في دول المعسكر الشرقي ، الا ان الثورة لم تستطيع الحفاظ على سلوكياتها وافرادها في الاردن ممتزجا ذلك مع مبادرة روجرز التي اشعلت مواجهات ناسف عليها جميعا مع الاخوة في الاردن وبالتالي خسرت الثورة الفلسطينية اطول خط مواجهة واقربه الى فلسطين ...
اغتيل الحلم الحُلم الفلسطيني اكثر من مرة فكان الخروج من الاردن هو الاغتيال الثاني بعد مذبحة دير ياسين وكفر قاسم ولكن كان الخروج للفلسطينيين من ارضهم لشعب اعزل امام مذابح قامت بها العصابات الاسرائيلية ارجون وشتيرن والهاجاناه بشكل اساسي ، وفقد الفلسطينيين اكثر من 82% من اراضيهم ، اما الاعتيال الثاني فكان الخروج من الاردن علم 1971م وسناتي لاغتيالات متكررة لتصفية الثورة والقضية الفلسطينية في عدة محطات مختصرة :-
1- قرار تجيش قوات الثورة الفلسطينية عام 1972م ومتجهاته ومؤشراته السياسية
2- انشقاق ابو نضال البنا بما له وما عليه ولصالح من ستكشف الايام ما هو لم يفضح بعد وتصفية خيرو رجالات العاصفة واخرها ابو اياد وابو الهول والعمري
3- الحل المرحلي ومن استخدم النفوذ لتمريره في المجلس الوطني عام 1973 و 1974 النقاط العشر
4- الاتصالات بين فتح والاسرائيليين بداية في النرويج والدانمارك منذ عام 1976م
5- اشقاق ابو موسى بما له وما عليه مطالب كانت استحقاقات لتعديل المسار تم تشويهها تحت ذريعة القرار الفلسطيني المستقل واتهام سوريا بمحاولة السيطرة على القرار الفلسطيني والخروج من لبنان الى مستنقع التأثير المباشر على القرار الفلسطيني من النظام الرسمي العربي وحصار منظمة التحرير الى القبول 242 عام 88م والاعتراف باسرائيل مقابل ورقة نظرية تعلن الاستقلال انشقاق ابو موسى كان ذريعة للتخلص من فكر الكفاح المسلح وما تبقى منه والتخلص من كل القيادات التي تدعو للاصلاح بتهم جاهزة وهو انشقاق ابو موسى وذريعة المنشقين علما بان الغالبية كانت موافقة على النقاط الاصلاحية واهمها مراجعات لانسحاب الحاج اسماعيل من البقاع والتبذير المالي ولكن رفضوا الانشقاق مع ابو موسى
6- اوسلو عام 1993م والتخلي تماما عن ادبيات فتح والثورة الفلسطينية سبقها اجهاظ الانتفاضة الاولى عام 1987م واغتيال رمزها ابو جهاد الذي اراد ان ينقل الثورة في الداخل بعد اجهاظها في الخارج واستغلالها سياسيا للوصول لاوسلو
7- المحطة الثالثة لاضعاف فتح والحركة الوطنية منذ عام 2011م وعمليات الفصل لقادة اصلاحيين بدأت بالنائب وعضو المركزية دحلان ولحقه العديد من القادة والكوادر وعمليات فصل جغرافي اسس له الانقسام المدبر عام 2007م
8- انتفاضة 2000م وتمرد ابو عمار على اوسلو وكامب ديفيد والقضاء عليها ومحاولاتها لصنع من اوسلو كيان وطني ذات سيادة بسياسة الواقعية
محطات متعددة تم فيها القضاء على الحلم الفلسطيني بتتبع وبتدرج وصولا الان الى اطروحات متعددة ليبس من بينها الحلم الفلسطيني على كامل الارض التاريخية بل على ما تبقى منه في الضفة وغزة وعمليات السيطرة الكاملة على الضفة لندخل بمنطق روابط مدن واقاليم في الضفة والبحث عن كيان سياسي في غزة وكنفدراليات في احسن الاحوال .
وعودة لمحطة هامة من مؤشرات تخلي الثورة الفلسطينية عن حاضنها الشعبية المتمثلة في مخيمات لبنان وتحت وعود سياسية عل التاريخ قد كشف قزميتها واخطاء استراتيجية ادت للخروج من لبنان هي مذبحة صبرا وشاتيلا في 16 ايلول عام 1982 شاركت فيها القوات الاسرائيلية بقيادة شارون وحزب الكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي والدعو الي حبيقة ورفائيل ايتان .
لسنا بصدد ان نتحدث عن تلك المذبحة بتقاصيلها التي تناولها الكثيرون وشهادات ميدانية ووكالات انباء ولكن المؤشر السياسي ان قيادة الثورة الفلسطينية اختارت اسهل الطرق وبعقلية البرجوازية وسلوكها لان تخرج من ساحة كانت تشكل املا في تحقيق الحلم الفلسطيني والذي ملاء الفراغ الذي تركته فيما بعد حزب الله اصبحت المخيمات الفلسطينية بعد انسحاب البندقية الفلسطينية وحامية القضية محل استهداف بما تملك تلك المخيمات من رمزية مادية للقضية الفلسطينية والتي لحق فيما بعد مخيم نهر البارد وما زال عين الحلوة يتجه نحو نفس التطبيق .
مذبحة صبرا وشاتيلا جرم وخطأ استراتيجي ارتكبته قيادة الثورة ومنظمة التحرير وما زال الشعب الفلسطيني يتحمل مزيدا من الاخطاء الاستراتيجية لتلك القيادة ليذهب الحُلم الفلسطيني بعيدا في تقاطعات الحلول الاقليمية التي امنت نظرية الامن الوجودي للمشروع الصهيوني
بقلم/ سميح خلف