ماذا بعد انتصار سوريا ..؟؟

بقلم: شاكر فريد حسن

تشير التطورات الميدانية في سوريا الصمود ، وسوريا الشام والعشق الدمشقي ، الى سقوط وفشل كل المحاولات الاستعمارية والامبريالية الامريكية لتركيع سوريا ، واعادة الحسم لداعش والنصرة والجماعات الارهابية المسلحة ، من خلال ترسيم خطوط حمراء على الارض السورية المخضبة بالدماء الذكية .

وتجيء هذه التطورات الميدانية والسياسية لتشكل تحولاً استراتيجياً هاماً في مسار الحرب ضد قوى الارهاب والظلام والدول الداعمة ، وعلى رأسها امريكا ، التي تقدم وما زالت تقدم الدعم السياسي والعسكري والاعلامي لادواتهم ، ومع ذلك لم تتمكن هذه الادوات من تحقيق أي هدف من أهدافها التآمرية المعلنة وغير المعلنة .

وقد باتت هذه الحرب الطاحنة في نهاياتها بعد الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش السوري في الرقة وحلب الشهباء والأرياف والأمكنة السورية المتعددة ، التي كانت مرتعاً خصباً للقوى والعصابات الداعشية والارهابية المسلحة ، وبات العمق السوري تحت سيطرة الدولة الوطنية السورية ، واصبحت سوريا قاب قوسين أو ادنى من دحر قوى الارهاب واجلائها عن اراضيها ، ورفع رايات الانتصار ، وتم احباط المخططات الأمريكية التي استهدفت اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية العراقية لمنع التواصل الجغرافي بين اطراف معسكر المقاومة .

مما لا شك فيه أن سوريا مستهدفة نتيجة دعمها للمقاومة ، وكونها دولة مستقلة في قرارها وفي ترسيم استراتيجيتها ، ولانها من الدول المحورية على الصعيد الاقليمي ، ولا احد يمكنه رسم خيوط مستقبل المنطقة بمعزل عنها وعن الارادة السورية .

ولذلك فان المعركة كانت وستظل معركة المقاومة والتحدي ، ومعركة استقلال الوطن السوري ، ولم يكن هؤلاء الارهابيين الظلاميين المتطرفين المدعومين من الخليجيين والسعوديين والاتراك ومن الشيطان الأكبر امريكا ، يريدون للحظة مصلحة ومستقبل الشعب السوري ، بل هدفهم بالأساس اسقاط النطام الحاكم في سوريا بقيادة بشار الأسد ، لأنه نطام وطني ومقاوم ومستقل ، ويمثل باروع وأجمل صورة الدور السوري الاقليمي ، ويبغون تقسيم سوريا والهيمنة عليها وجعلها مطية وختم مطاطي ، ولا شأن لها بما يجري في المنطقة .

وكان الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية على استعداد للمطالب الشعبية المستحقة ، وحاضرة للحوار ، ولكن هؤلاء الاعداء والاطراف المختلفة لم تكن مستعدة لذلك ، فدفعت الامور بقوة في اتجاه العمل العسكري الواسع .

ورغم الجرح السوري النازف والدمار الواسع الذي حل بالبنية التحتية وسقوط الالاف ، الا انه يمكن القول ان الحرب على سوريا فشلت فشلاً ذريعاً ،طالما النظام موجود وبشار لم يسقط ، والدور السوري موجود ، وهذا يعني الكثير ان اهداف العدوان لم تتحقق بالهيمنة على سوريا .

ولا يخفى على احد ان فشل ذلك هو بفضل صمود القيادة السورية المتماسكة المتلاحمة والجيش السوري الباسل المستأسد ، والاحتضان الشعبي الكبير والالتفاف الجماهيري السوري حول وخلف قيادته الوطنية ، ومن صمد وقاتل وقدم التضحيات وحقق الانجازات وسيقطف ثمار النصر،  هم ابناء الشعب السوري ومعهم كل شرفاء الامة الذي وقفوا الى جانب سوريا الدولة والوطن والنظام .

لقد خرجت سوريا من القمقم وعنق الزجاجة ، وتجاوزت ما كان مخططاً لها ، وتوحد شعبها بالأزمة واوجدت بطرقها الخاصة ما هو ممكن لاستمرار الحياة في ظل الصراع القائم ، فالمهمة الاساسية ان لا تسقط سوريا ولا ينهار عرين الاسود ، وأن يبقى العلم السوري مرفرفاً فوق المآذن والكنائس ، وفوق المنصات .

ها هي سوريا تقدم صورة للصمود الاسطوري ، الذي يشق دروبه نحو الانتصار الحتمي ، والسؤال المطروح هو : ماذا بعد انتصار سوريا ؟؟!

فلنتتظر ونرى ..!

فيا سوريا الحبيبة كم نحبك ، وما لنا سوى كلمات المبدع الفلسطيني احمد حسين ، الذي رحل بالامس القريب ، حاملاً وطنه ودمشق في قلبه ، وعلى شفتيه ، وفي راحتيه كانت تنمو شجيرات الزيتون السوري ، وحاصره العشق ، وحاصره الاقربون بالمعروف ، وحاصرته حيفا ، ومات وهو يتعذب في عشق فلسطين ، وحب سوريا ، فكتب قصيدة حب رائعة في اواخر السبعينات من القرن الماضي ، عنوانها " صار الحب دمشقياً ، وكأنه  قالها اليوم تعبيراً عن موقفه المنحاز لسوريا المقاومة والصمود والتحدي ، ويقول فيها :

صار الحب دمشقيا ، ارسم شفتي

خطين على حائط مبكى ، وارسم عيني

لا تتس ذراعي فلعلي في ذات زمان

ان يسقط ظلك من فوقي ، أضممه الي

              .........

صار الحب دمشقياً ، جاء الميعاد

ستعود الى حيفا حتما ، اسماً ورماد

لا يتعب حبك لا يتعب ظبية ارام

تهديك سلام محبتها ظبية جلعاد

     ...........

صار الحب دمشقياً حماته الريح

لحناً ذهبياً يتعرى في صمت جريح

لا تبك ، دموعك قد تمحو بعض الكلمات

عن أجمل موت في الدنيا ، حب ومسح

     ............

صار الحب دمشقياً وثمار التوت

نبت كبقايا القبلات بخدي بيروت

يا أجمل شعب مقتول يا اجمل دار

بالحب بدأنا رحلتنا ، بالحب نموت

   .....،....،..

صار الحب دمشقياً ، أرسم شفتي

خطين على حائط مبكى وأرسم عيني

لا تنس ذراعي فلعلي في ذات زمان

أن يسقط ظلك من فوقي ، اضممه الي

بقلم : شاكر فريد حسن