بروين عزب محاميد ، ابنة كفرقرع سابقاً ، وام الفحم لاحقاً ، هي امرأة قيادية مجتمعية وناشطة ثقافية رائدة ، وممثلة مسرح وسينما ، ومستشارة تربوية حاصلة على اللقب الثاني في الاستشارة التفسية بموضوع العنف واشكاله ، وتعمل في وزارة المعارف .
عملت بروين مركزة لليوم المطول في مجلس بسمة وتسيلاه لمدة ثلاث سنوات ، وهي حاصلة على شهادات في الفنون مثل التصوير وتنسيق الزهور ومكياج مسرح وتلفزيون .
بروين عزب محاميد انسانة متعددة المواهب والهوايات ، عشقت الفن والتمثيل والمسرح منذ نعومة اظفارها لأنها تجد نفسها فيهما .
وأول عمل مسرحي محلي شاركت فيه مسرحية " قوارير" وغيرها الكثير من المسرحيات ، وشاركت كذلك عن طريق الاتحاد الاوروبي في بعثة للمسرح الاجتماعي بالمشاركة مع مسرح "الميادين" في ام الفحم برومانيا ، بالاضافة الى ذلك انهت بروين ورشة مسرح مع كبار الفنانين المسرحيين في المجتمع العربي عن طريق المسرح وسينماتيك ام الفحم،وآخر عمل مثلت فيه دور بطولة لغيلم " حرمان " الذي سيشارك قريباً في مهرجان دبي ، وسيعرض ايضاً في دول اوروبية مختلفة ، عدا العروض المكثفة في البلاد نتيجة الاقبال والتفاعل الجماهيري والشعبي والنجاح الكبير الذي حصده.
وفي هذا الفيلم تلعب بروين دور الأم التي تحاول في ظل المعاناة وحياة الفقر والذل والواقع الصعب والقاسي مع زوج مدمن مخدرات ، لأن تكون قوية وصامدة تتحدى كل الصعاب التي تواجهها ، دفاعاً عن كرامتها وكي تطعم اولادها وتوفر لهم لقمة العيش.
والفيلم من تمثيل مصطفى حسين ، راني اغبارية ، احمد اغبارية ، محمد عبد الرؤوف ، طاهر نجيب ، عماد جبارين ، ونخبة من الممثلين .
وتدور احداث الفيلم حول صبي في العاشرة من عمره يعاني الفقر والعنف والتفكك الاسري ، ويحاول ان يعوض الحنان الذي فقده من اسرته ، خاصة وان رب الاسرة يعاني من الادمان .
وبروفين ايضاً لاعبة ومدربة لكرة الشبكة ، وكانت اقامت أول فريق نسائي في هذا المجال بالوسط العربي ، وهي متطوعة وناطقة رسمية لجمعية " النسيج الأخضر " لتطوير السياحة في وادي عارة ، ومنتجة ومقدمة لبرنامج سنوي " اصوات من الوادي" ، وعضو جمعية " مسيرة " وصندوق " اعمار "، وعريفة حفل في عدة مناسبات ،
وكانت حصلت على شخصية العام المغضلة للعام ٢٠١٣ ، وشاركت وما زالت تشارك في دورات لرفع مكانة المرأة والتمكين النسوي وتحضير النساء للانخراط في العمل السياسي وادارة سلطات محلية.
كما اشتركت في دورات للقيادة النسائية عن طريق معهد اوسلو للعلوم والتكنولوجيا النرويج ، وسوف تحصل على شهادة عالمية ، وهناك اقتراحات للاشتراك في عدد من الاعمال الفنية الوشيكة .
بروين عزب محاميد هي رمز ومثال للمرأة المعطاءة ، القوية ، الواثقة من نفسها ، الطموحة ، الجريئة ، الشجاعة ، المتحررة ، النزيهة،الثائرة على التقاليد البالية ، المحبة للفن والمسرح ، المكافحة من اجل حرية المرأة ومساواتها الاجتماعية ، وتحارب التخلف والجهل المجتمعي ، وتقف بوجه الظلم والقهر الذي تعاني فيه المرأة في ظل سيادة الفكر السلفي المتزمت المتعصب والأفكار الدكورية ،وهي تجسيد للفنانة الناجحة التي تعيش الدور وتؤديه كما يجب في اروع صورة .
بروين عزب محاميد ترى في المسرح ليس مجرد نزوة فردية ورغبة جامحة مرحلية تتلاشى بعد العمل او مجموعات الاعمال المسرحية الاولى والبواكير، وانما ترى في المسرح حضوراً واعياً للقضية الوطنية وطبيعة الصراع الدانر ، ومستوى حاجة وتعطش الناس لاعادة اخراجهما على المسرح ، بحيث يتمكن الممثل تعبئة من المسرح للحياة الروحية للجمهور .
انها تسعى دائماً لتقديم وانجاز أعمال فنية حقيقية تعكس وتصور الواقع السياسي والاجتماعي بكل ابعاده، لشعبنا الذي يعاني القهر والاضطهاد القومي والطبقي ، ويكافح لأجل المساواة والسلام والعدالة والديمقراطية.
بروين عزب محاميد من المسرحيين والممثلين الفلسطينيين الذين تشهد لهم الساحة الفنية المسرحية بالعطاء والتضحية والجرأة وتقمص الدور الذي تقوم به بنجاح باهر .
وغاية بروين أن ترى الناس احراراً في مجتمع انساني مدني بعيد عن العنف والقتل على ما يسمى "شرف العائلة" ، وأن ترى الناس سعداء، غير مملين ، وغير محبطين ، جذلين ، يتمتعون بالشجاعة ، لا يخافون العاصفة ، وليس لديهم اكياس يجمعون فيها القشور والاصداف وحطام البيوت .
انها ترفض وتمقت الأخلاقيات التقليدية الزائفة ، وتطلع للآتي ، للصفاء الروحاني الصادق ، وتحلم بمستقبل افضل للمرأة العربية والفلسطينية اكثر اشراقا وازدهاراً، تعيش حرة طليقة كالعصفور بدون قيود واغلال المجتمع .
بروين عزب محاميد من القامات المسرحية والفنانات المبدعات القديرات اللواتي قدمن للحركة الفنية المسرحية في الداخل الفلسطيني عدداً كبيراً من الاعمال السينمائية والمسرحية ، وربما هي الممثلة الوحيدة في ام الفحم التي تغرد خارج السرب ، ورغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها الا انها تخطت ذلك بطموحاتها وشجاعتها وثقتها الكبيرة بنفسها وحبها الشديد للمسرح ، وقد فرضت حضورها وسطوعها كممثلة ناجحة تؤدي ادواراً ايجابية في الغالب .وهي تعمل وتبذل جهداً لتطوير وجذب الطاقات الفنية المسرحية الى عالم المسرح، بغية بناء سينما ومسرح عربي جاد وهادف ، ولأجل خلق وبناء جيل جديد مؤمن بالقيم العليا وناكر للذات والمصلحة العامة ، بعيداً عن المظاهر والشكليات الزانفة ، ايماناً منها باهمية ودور المسرح ورسالة الفن في انتاج وبعث الوعي القادر على صنع الثورة الاجتماعية والفكرية القادمة ، افلم يقل لينين " اعطني مسرحاً اعطيك ثورة".
بروين عزب محاميد تطمح بتقديم افلام روائية ذات طابع ثوري تحليلي لما يتمتع به الفيلم الرواني من شعبية وجماهيرية واسعة تختلف عن اسلوب الفن التسجيلي القصير الذي يكون عادة مرتبطاً بمرحلة وفترة محددة او بحادث معين . وهذا النوع من الافلام فمن الضروري ان تسهم الاوساط التقدمية والثورية في المجتمع بتبني ودعم مثل هذه المشاريع ، فمهمة الثوريين والتنويريين بلورة وعي مسرحي متقدم بانجاز افلام كهذه .
طوبى لبروين عزب محاميد ، الفنانة المسرحية ذات الحضور الالق الساطع ، والوجه المسرحي النساني الذي يطل على شاشة الافلام بجرأة غير مألوفة ، والتي تحارب على جبهتين ، جبهة الثقافة والمسرح ، وجبهة المجتمع الذي لا يرحم .
ولولا الدعم والمساندة والتشجيع من زوجها وشريك حياتها المحامي اسامه محاميد ، المثقف والانسان صاحب الفكر التحرري النير ، الذي لولاه لما وصلت الى هذه المكانة التي تتمتع بها في المجتمع .
انني اشد على يديك بروين عزب محاميد ، ارجو لك نجاحاً باهراً في ادوارك وافلامك القادمة ، وثقتي كبيرة بطموحاتك نحو بناء مسرح عربي ملتزم بالهم الفلسطيني والانساني ، وكل التقدير لك انسانة طليعية ومثقفة متنورة وقيادية بارزة .
بقلم/ شاكر حسن