وفاء زبيدات كانبة قصصية وناشطة اجتماعية وثقافية فعالة على الصعيدين المحلي والقطري ، تعيش في قرية بسمة طبعون ، حيث الاجواء الطبيعية الخلابة والخيال الشاعري المجنح ، وهي مديرة المركز الثقافي النسائي في القرية ، ومركزة المتطوعين في القاعة الرياضية فيها ، وتشغل المنسقة الاعلامية للاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين ٤٨، وهي تقوم بمبادرات واقامة فعاليات ثقافية واجتماعية في قريتها الصغيرة النائية ، واستضافت في امسيات وندوات ثقافية عدداً من المسرحيين والفنانين والمبدعين والناشرين الفلسطينيين ، وقبل فترة وجيزة اقامت وادارت تموز الثقافة الذي لاقى نجاحاً منقطع النظير ، واقبالاً واسعاً في القرى الجليلية .
وهي قائمة على مشروع " ريشة وحرف " الثقافي ، مع مجموعة من المثقفين والناشطين الفلسطينيين ، وكما قال عنها سمير الجندي ، صاحب دار " الجندي " في القدس ، للنشر والتوزيع : " الأستاذة وفاء زبيدات انسانة تعمل بجهد مضاعف لترسيخ نهج الثقافة والعطاء واثبات الوجود ، انسانة تعمل كمن يحفر بالصخر ، دون ملل او كلل ، وقد أخذت على عاتقها انجاح مشروع " ريشة وحرف " عن طريق دعم وتقدير المظاهر الابداعية من فنانين ورسامين ، ومن شعراء وكتاب حتى تزرع الأمل فيما يكتبون او يرسمون ، فاقامت المعارض الفنية والامسيات الشعرية واللقاءات الادبية في عدد من قرى وبلدات فلسطين " .
ومن آخر المعارض التي كان لها اليد الطولى فيها ، معرض للفنانين الفلسطينيين من البلاد في عين نقوبا القريبة من القدس .
وفاء زبيدات كاتبة قصة مضت في زحام الحروف ، تتصيد اللغة وتروض الكلام ، فتنزف الفكرة تلو الفكرة ، وتذوب فيها حتى آخر نقطة .
منذ طفولتها احبت المطالعة واهتمت بالثقافة وراودت الكلمة ، في وقت كانت بنات جيلها يلهون ويلعبن الطميمة ، وحين شبت ووعت زاد شغفها بالكلمات والعزف على حروف ابجديتها ، تارة همسات قلب ونبضات حب وغزل ومناجاة ، وتارة تحاكي الواقع وبؤسه وقضاياها الذاتية ، وتارة تكتب للوطن الذي يسكن روحها .
وتحدت وفاء الحصار الاجتماعي المفروض على المرأة ، ورفضت العادات والتقاليد ، وسمت بعقلانيتها وبفكرها المنفتح المتحرر المتنور حتى بلغت الابداع .
تستمد وفاء زبيدات كلمات قصصها من قطرات الندى ، ومن نسائم الفجر الأول المحمل بعبق ياسمين ودفلى بسمة طبعون ، ووشوشة الكبار .
وفي قصصها الجريئة التي نشرت بعضاً منها ، وتعالج قضايا ساخنة مرتبطة بحياتنا الاجتماعية وبقضية المرأة وعلاقاتها الانسانية وهمومها الشخصية ، تتابع وفاء زبيدات ما رسمته من أسلوب قصصي مشوق يتميز بحيويته ودفقه ، فضلاً عن ملامح جديدة تنبعث من عمق التجربة وشمولية النظرة ، ومن التفاعل مع الرؤى البعيدة ، ويبقى احساسها المشبوب ومعاناتها الذاتية كامرأة ، مصدر عناوينها ومضامينها وموضوعاتها ، ومصدر الكلمة ومعينها .
وتبدو الحياة في قصص وفاء زبيدات بتنوعها وتناقضها المريع ، فالواقع الفاقع فيها ممزوج بالخيال المجنح ، والاسلوب السردي يتداخل مع الرؤى الطارئة ، والتذكار الغالب ، في حين نجد التعبير الغني المكثف الذي يحاول سبر الأغوار الانسانية اللامتناهية .
قصص وفاء زبيدات تدور في مناخ الحب والحزن والألم الانساني والتمزق النفسي ، وتفاصيل الحياة الاجتماعية بكل أبعادها وتجلياتها ، وهي تعتمد السهولة في اسلوبها الكتابي كي يتمكن القارئ من استيعاب النص درن عناء .
وفاء زبيدات كاتبة تشق دربها القصصي نحو المستقبل الابداعي بخطى حثيثة ، وناشطة ثقافية يشهد لها بالبنان ، تساهم في الحراك الثقافي والادبي وتعمق الوعي باهمية الثقافة في معارك التغيير والثورة الاجتماعية .
تحية من القلب لوفاء زبيدات ، ونتمنى لها المزيد من النجاحات والنشاطات والابداعات في مجال القصة ، وشق طريقها نحو النجومية ودائرة الضوء عن جدارة ، ولك الحياة .
بقلم/ شاكر حسن