هي شاعرة الحب والعشق والجمال ، شاعرة الارض والتراب والوطن ، شاعرة الحزن والشجن والفرح ، شاعرة الانتفاضة والغضب والوجع ، شاعرة الحرف الانيق والاحساس الدافئ والعذوبة النثرية .
انها الشاعرة الفلسطينية الملهمة المجيدة منال دراغمة ، الصوت القادم من ربى وربوع طوباس في الضفة الغربية المحتلة .
هي شاعرة فلسطينية ، قلباً وقالباً ، روحاً واحساساً ، مخيماً وهوية ووطناً ، ولدت في العاصمة الاردنية عمان ، نشأت وترعرعت في محافظة طوباس الريفية ، حاصلة على شهادة البكالوريس في موضوع اساليب تدريس العلوم الاجتماعية من جامعة النجاح الوطنية ، وتعمل موظفة ادارية في الجامعة العربية الامريكية - جنين .
موهبة منال بدأت منذ الصغر بدأت منذ الصغر عندما عانقت روحها السهول والطبيعة الخلابة في بلادنا ووطنها ووطنها الجميل .
تكتب منال النثر السردي ، وتميل لقصائد النثر ، وهي في طريقها للكتابة الروائية .
نشرت منال اعمالها وتوثقت في الصحافة المحلية والعربية في عدة صحف ومواقع ورقية والكترونية ، واصدرت ديوانها النثري الاول " محطات لاذعة " عن دار نجيب محفوظ الثقافية للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية هذا العام ٢٠١٧ .
تقول منال دراغمة عن البدايات :" تعلمت انسنة الأشياء الساكنة المتحركة منذ اول يوم امتطيت بها جناح غيمة وهمست باذن الريح وبنيت بيتي الصغير تحت ابط شجرة ، لم اتجاوز الثانية عشر من عمري عندما كتبت اول قصيدة ولفت انتباه عائلتي ومعلماتي والمحيط .
وتضيف :" اصطبغت طفولتي بالوان حقول القمح في سهول طوباس الريفية ، حيث نشأت في بلادي فلسطين بين اللون الأخضر في الربيع والأصفر في مواسم الحصاد ، وبين هذا وذاك ترنحت لغتي الطفولية حيث كنت اطارد الطبيعة بمكنوناتها ...!
اكتشفتها باصابع دهشتي الصغيرة في حينه عانقت التأمل وينبعث خطوات الطبيعة ليلاً نهاراً غير مكترثة بانياب الاحتلال التي غرست في ملامح الطفولة بشكل عام انذاك ...
وترى منال ان الشاعر والكاتب ابن بيئته نتحسس حروفه اماكن الفرح والحزن ومواطن
الضعف والقوة في مجتمعه وهو الاقدر على حمل همومه ، وتشريج جثث البلاء وابراء العطب ، بنكهة حلول لكل ما يعتري جسد الوطن .
فيما تؤكد ان الساحة الأدبية تعج حالياً بنوعين من النساء ، هناك كاتبات سيدات حرف وهناك جميلات كغلاف القصيدة وحرفاً مفرغاً من المضمون والصور الشعرية والبقاء غدا قدرة الكاتبة الحقيقية على اثبات نفسها ، ولذلك فقط يقل الحجاب الفكري تدريجياً تباعاً لتحرر المرأة من قيود بيئتها ومجتمعها .
منال دراغمة شاعرة مسكونة حتى النخاع بهموم الوطن والذات باوجاع والام شعبها الذي يئن تحت العذابات والهموم اليومية ، وتفجر احاسيسها فتفيض كلماتها ، تحلق في فضاء القصيدية النثرية سابرة اغوار القصيدة وتعطيها من روحها المعذبة نثراً جميلاً وصادقاً ومدهشاً للذائقة الشعرية الفنية الجمالية .
منال دراغمة من الاسماء النسوية المبدعة التي رفدت الحركة الادبية والثقافية ، وتؤسس لتواصل واستمرار تدفق الروح الفلسطينية في هامات الابداع ومروج الذهب وحقول الكلمة الملتزمة .
لها ابجديتها الخاصة في عملية البوح والبناء والتركيب اللغوي ، وتختزل النص وتعمل جاهدة للحفاظ على صدق فكرتها وتطوير الحدث باسلوبها العفوي الجميل ، وهي تقدم الشعر المنثور بصورة مختلفة عن السابق ، وتقدم كذلك حالة شعرية وشعورية تخصها وحدها ، وتجربة عميقة ومكثفة تحمل دلالاتها واشاراتها ومغزاها ، وتتجلى قدرتها الشعرية في انسنة الكلام .
منال دراغمة صفصافة شعرية تجذرت في العمق الفلسطيني وسمت في وجداننا الى الاعلى .
غمرت بيادرنا الشعرية بنثرياتها فاعطت اروع غلة ، انشدت للوطن وشهدائه ، واصطبغت مقطوعاتها النثرية بلون الشهيد ، انها تقبض على ناصية الكلمة وترقى بالمعاني والبلاغة والصور والقوالب الشعر الى مدارج الصفاء ، الى النثر الصافي المصفى كالشهد .
منال دراغمة تندمج بالطبيعة ، طبيعة الوطن بحقوله وسنابل قمحه وبيادره وسهوله وجباله ووديانه وعيون مائه ، وتجعل منها رمزاً للجمال والحرية والمحبة ، وهي الملهم الأكبر ، ومصدر الايحاء الشعري .
اما عشق الوطن والحنين اليه ، هذه العاطفة الوطنية المتأججة تكتوي فيها منال مثلما اكتوى بها كل عشاق فلسطين ، فهي عاطفة مشتركة للجميع .
منال دراغمة تستخدم الاسلوب الموسيقي والالفاظ والتعابير الجديدة والاستعارات والتشبيهات والكنايات ، واسلوبها النثري ليس مجرد الفاظ وتعابير ، ولكن طريقة تفكير ، وطريقة تعبير حقاً ، طريقة احساس وتخيل وتمثل ، وهو وسيلة اظهار شخصيتها الادبية .
منال دراغمة تكتب خيالاً عاطفياً مجرد احياناً ، وحيناً احاسيس دافقة عميقة ، وتارة تكتب نثراً فلسطينياً تأملياً ونثرياً شعرياً موسيقياً ، غير ان كل هذه الاساليب تفيض من شخصيتها المتميزة بالوعي والثقافة والتفكير والخيال الواسع والروح الانسانية الشفافة ، وتجري بالفاظ شفافة عميقة التأثير سواء ما تكتبه نثراً ام شعراً .
ولعل ما يجمع ويربط بين نصوصها جمال الالفاظ ورشاقة التعبير وروعة الصور الملونة ، اي بكلمة اخرى او معنى اخر الاسلوب الشاعري الفني الجميل .
منال دراغمة تبهرنا بخيالاتها وتأملاتها الوجدانية واستعاراتها الجديدة وبيانها المترقرق باجمل الالفاظ واعذبها ، واوقعها في النفس ، على الرغم مما ينطوي تحتها في الغالب من روح ثانرة متمردة ، وغاضبة ، ومن يطالع قصيدها الوطني يحس بان في كل سطر جذوة متقدة تلذع لذعاً ، لتدفعهم الى نشدان الحق والحرية بكل وسيلة ممكنة ، واي فلسطيني لا يحترق صدره بالثورة والانتفاضة الملتهبة غضباً على المحتل ، ودفاعاً عن الكرامة فيهب ليغسل عار هوائه .
منال دراغمة استطاعت ان تحول كل ما تقوله الى نثر شعري تماماً كالملك الاسطوري ميداس الذي يحول كل ما يلمسه الى ذهب .
ما تكتبه منال هي اناشيد واغاريد وترانيم ينقرها الحنين الصادق اللاعج على اوتار جياشة بالشعور الفلسطيني العميق ، دفاقة بالعاطفة المضطربة ، المجنحة بالابداع والخلق والشاعرية المرهفة .
منال دراغمة تحلق عالياً بشعبها وقضيته وانسانيته ، وربما خلقت شعباً اخر من لغة وورق ، وامالاً وطنية من لغة وورق ايضاًً، وابتداع خيال اجمل من الواقع الذي يعيش بين جنباته شعبها الفلسطيني ..!!
لقد اثبتت منال دراغمة حضورها على ساحة الابداع الفلسطيني ، فواصلي الطريق والارتقاء والصعود على درجات السلم حتى بلوغ الهدف .
تحيتي ومحبتي وتقديري ، والحياة لك . ومزيدا من العطاء ،
شاكر فريد حسن