مصالحة مدفوعة اقليميا ودوليا وبتمويل دولي المهم ورغم خطورة الدوافع على القضية الوطنية فان من الذكاء ان تكون فرصة لتوحيد الصف لمواجهة اعاصير سياسية قادمة تستهدف قضيتنا التاريخية بابعادها الوطنية والقانونية فاصول المشكل ليس غاز او كهرباء او رواتب لو معابر،المصالحة خطوة للامام للجمع الفلسطيني يجب ان يبنى عليها برنامج سياسي موحد امام ما سيطرح في الشهور القادمة دوليا واقليميا يما يحفظ حقوقنا وطموحاتنا الوطنية
المصالحة رؤية جادة للذات ودراسة معمقة للوضع الاقليمي والدولي المؤثر ومتغيرات متحركة تفرض على المنطقة باسرها وكيف يكون لنا مربع في الخرائط السياسية القادمة ، عندما تنصهر مصالح الجزء في الكل الوطني بمعادلات متزنة ترفع راية مصالح الوطن عندها نقول لامكان للنرجسيات،
المصالحة ضرورة في اطار الترتيبات للجغرافيا السياسية في المنطقة وتجديد وتنقيح للنظام السياسي الفلسطيني وفي انتظار صفقة قادمة خلال شهور ، وان كانت قد فرضت المصالحة بتوجهات خارجية ين حماس وفتح والتي استعصى تحقيقها منذ اكثر من عشر سنوات ، وكما قال ابو مرزوق ان الفيتو الامريكي قد رفع عنها وكذلك الفيتو الاسرائيلي ، وهنا كان ليس بالممكن ابرام مصالحة بحث وطني ... وماذا تغير بين الامس واليوم ... وكيف يمكن لسلطة تعترف هي ورئيسها بانها لا تمتلك القرار في ظل الاحتلال يمكن ان ينتج عنها برنامج وطني موحد للكل الفلسطيني وبدون اشراك دول الاقليم والدول المانحة في صياغة البرنامج السياسي للسلطة التي لا تستطيع ان تبتعد عنهم لعدة اعتبارات مالية وجغرافية واحتلالية .. وهل اسرائيل معنية بانهاء الانقسام على اسس وطنية وليست بيروقراطية كما يحدث الان ..
اجمالا فرضت المصالحة بمستوى بيروقراطي وتصورات للبعض بان غزة البقرة الحلوب التي تمتلك ابار الغاز والاعمار وبالتالي غزة ستصبح مشروع اقتصادي للراس المال الاقطاع السياسي وباكورة هذا التوجه شركة اسسها منيب المصري مكونة من 100 من رجال الاعمال من الضفة وغزة قبل وصول الحكومة ، وبما فيها ومن خلال الحل الاقتصادي الامني فوائد اقتصادية وامنية لدول الجوار ن وفي نطاق هذا المفهوم فرضت المصالحة على فتح وحماس في سياق الجغرافيا السياسية للمنطقة وهذا ما يهدد اصول المشكل على الارض الفلسطينية .
طرحت الرباعية العربية في نطاق التصور ذاته مصالحة فتحاوية داخلية تبدأ بين النائب دحلان والرئيس محمود عباس الا ان من يتخوفون على مصالحهم من حول الرئيس اجهذوا المبادرة تحت ادعاء القرار الفلسطيني المستقل ... واما تعنت الرئيس في الاستجابة كانت تفاهمات القاهرة الثنائية الاقطاب بين دحلان وحماس وبين حماس ومصر وبرعاية المخابرات باعتبار ان ملف القضية الفلسطينية ملف امني وانساني ، وبدأت تلك التفاهمات تنعكس على الارض بين التيار الاصلاحي وحماس وبين مصر وحماس ، الان مستوجبات الطرح السياسي والاقليمي وتحضيرا للصفقة التي يتحدث عنها الجميع استوجبت وضع الفلسطينيين على طاولة واحدة وهم في اضعف صورهم ، وكما قلت في اطار مصالحة بيروقراطية تنعدم فيها الرؤيا السياسية وفي جدولة تصل الى تحديث النظام السياسي الفلسطيني بوضع مرتب ما بعد عباس الذي يسلم اوراقه في فترة انتقالية وتلاشيا لفوضى امنية ناتجة عن الصراع من بعده .
تلك الدوافع والترتيبات والتي جمعت محمود عباس وفتح وحماس التي اعلنت وثيقتها لاختراق الحصار والتحولات في خطاها للطرح الوطني بعيدا عن الحزبية وهذا ما بلورته سلوكيات السنوار وهنية .
ولكن اين التيار الاصلاحي من هذه المتغيرات المفاجئة والمفروضة وهو الذي اسس للقاء الوطني على قاعدة فك الحصار عن غزة والاستناد وطنيا الى اتفاقيات 2011م، كثير اسئلة تطرح وفي ظل عودة الخطاب المشحون وفتح ملفات من الادعاء وتعكير الاجواء والتهديد من شخصيات ميولها معروفة لتحقيق مصالحها باستبعاد النائب دحلان وتيار عريض من حوله ... وما يقال عن استغلال انضمام فلسطين للانتربول داخليا ، طبعا هذا سلوك متهور يفجر الساحة الداخلية وكما هي رؤية الشارع الفلسطيني لدحلان فهو قائد وطني عمل كل ما بوسعه لردم الماضي ومخلفاته ، واعتقد ان المصالحة لن تلتئم بتكامل وطني بدون انهاء الحالة الخلافية في داخل فتح ، وكما وضعت حماس وابو مازن على الطاولة سجب ايضا وضع فتح بشقيها على الطاولة ، فان دول الاقليم تدرك بانه مالم تتوحد فتح فسيكون المجال مفتوحا للفوضى وعدم اكتمال المصالحة الوطنية التي يدفع في اتجاهها التيار الاصلاحي .
البعض يعول على الانتخابات والصندوق لاحداث عملية التغيير والتجديد في النظام السياسي ولست مع المفائلين باجراء تلك الانتخابات في الزمن المنظور بل اعتقد ان حكومة الوحدة ستكون مخولة في التعامل مع ما سيطرح اقليميا ودوليا خلال شهور قادمة وربما ستكون امام ملف الحل النهائي للصراع كما وعد ترامب وربما تجرى الانتخابات بعد ذلك
المهم الان الشعب يريد وحدة وان كانت عن طريق طرح بيروقراطي، وعندما تنصهر مصالح الجزء في الكل الوطني بمعادلات متزنة ترفع راية مصالح الوطن عندها نقول لامكان للنرجسيات، بكل المقاييس انجاز ا لمصالحة ينعكس ايجابيا على سيكولوجيا الشارع الفلسطيني مما يؤسس لارضية وطنية تستطيع ان تواجه التحديات، بشكل اساسي وبعيد عن رؤية خاصة المصالحة الوطنية في غاية الاهميةومن المبكر الان الحديث عن اي برنامج سياسي هذا هوالواقع.
بقلم/ سميح خلف