يعيش شعبنا الفلسطيني بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص لحظات تاريخية في إعادة صناعة تاريخ العزة للشعب والقضية بعد السنوات العجاف التي مرت على شعبنا نتيجة حالة الانقسام البغيض
نعم تستعد غزة وهي تحاول التخلص من سنوات المرض والوجع واليأس والبطالة وتلبس حلة جديدة كلها الأمل بأن يكون الغد أكثر إشراقا في ظل نظام سياسي وسلطة وطنية وقوى سياسية تضع نصب أعينها مصالح الشعب وتقذف هذا الماضي البغيض في غياهب التاريخ كتجربة غير مرغوب فيها ان تكون نموذجا للعمل بين الأهل والأشقاء وخاصة ونحن مازال مشروع التحرر لم يكتمل ولم تقم الدولة الفلسطينية التي هي عملية تتويج لنضالات شعبنا عبر مسيرة كفاحية نضالية يزيد عمرها عن مائة عام.
وهنا لابد أن يسجل شعبنا بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص كل التقدير والفخار بهذا القائد المعلم الذي لم تخرج غزة من صميم عمله وإرادته وإدارته ولو للحظة واحدة فكان الأب لكل مريض بحاجة إلى علاج والراعي لكل إبداع والمعفي لغزة وأهلها من كل الضرائب الملتزم بنصيب غزة وأهلها من مقدرات السلطة الوطنية والمسير لقوافل الإغاثة حينا تعرضت غزة للحروب ،نعم لقد كان الرئيس عباس على مدار العشر سنوات ينظر لغزة وأهلها وقواها النضالية على انهم الابن ان أخطأوا من واجب الأب أن يصفح ويضمد الجراح وخاصة حينما تكون المعركة مع الأعداء
نعم وحينما وجد في غزة رجل حكيم يقول فليذهب حكم الحركة والحزب والفصيل إلى الجحيم حينما لا يتمكن من توفير دواء لطفل يتألم،
نعم عشر سنوات نمت القطط السمان التي تمكنت من أن تصنع لنفسها مصدر اغتناء وتسلط نتيجة حاجة الاخرين ففرضت الرسوم والضرائب وسخرت كل المكاسب وا لاوجاع من أجل ان تبقى ،نعم لم يبقى شىء في غزة لم يحلب يجمرك سوى الأكسجين من أجل ان يزداد ثراء تجار الانقسام وازلام الأصنام والمنتفعين من جل الازمات التي يصنعوها ملهاةلشعب إلى حد انهم ارجعوا المجتمع الفلسطيني إلى الخلف لعشرات السنوات.
نعم عشر سنوات وهم يكذبون أكثر مما يتنفسون وهم يبثون السموم والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد ويعتلون منابر الفضائيات وكأن الشعب تحرر ولم يتبقى سوى كرسي الحكم .
وهنا يجب القول عشر سنوات مضت ويجب أن تمضي دون النظر إليها وإلى ما خلفته من رواسب ولكن وفق قانون السماء ولكم في القصاص حياة لكي يرتدع كل صاحب نفس ضعيفة ولا يستغل حالة مرضية عاشها شعبنا .
نعم ان شعبنا اليوم ينظر إلى القدوم المبارك للحكومة الفلسطينية إلى الجناح الآخر من الوطن ليعيد التحليق في سماء المعمورة بعد الكثير من النجاحات التي كشفت العدو الصهيوني في كثير من المحافل الدولية والكسب المتزايد لشعوب العالم الحر ،لذا يجب على الجميع فينا مواطن وقوى سياسية الوقوف اجلالا واكبارا لأيوب فلسطين القائد الصابر الصبور الذي يواصل الليل بالنهار من أجل إحقاق حقوق شعبه ،فالحالة الهستيرية التي تنتاب الصهاينة من الحرب الناعمة للرئيس عباس والتي تقف أمامها عاجزة من تلفيق التهم او اتخاذ اي إجراء نتيجة لعلم ومعرفة دول العالم بالمجهودات المبذولة من طرفه لصنع السلام ،فلم يجدوا سوى مفهوم الإرهاب الدبلوماسي ،
وقد توج الرئيس المجهودات والنجاحات على الصعيد الخارجي بدق جدار الانقسام من أجل هدمه على رؤوس كل المنقسمين واوعز إلى كل القيادات والحكومة ببذل كل جهد من أجل هذا
.انجاح المصالحة واعادة غزة الى حضن الشرعية حينما تمكن من محاصرة المنتفعين والمتاجرين باوجاع الشعب وحينما اوصل هذا البعض وهو قليل الى نهاية الحائط ولم يبقي لهم من خيار ،
نعم ان الحكومة الفلسطينية قادمة إلى غزة وهي تعلم حجم ما ينتظرها من صعاب بحاجة إلى تفكيك ويجب على الحكومة ان تنظر إلى غزة على انهم شعب واحد دون حزبية او فصاءلية ويجب ان تضع امام عينها بأن أخطاء الساسة والمنتفعين لا يتحمل وزرها المواطن البسيط الذي فتح عينيه ولم يجد سوى واقع مريض أمامه اجبر على التعامل معه
يستحق هذا اليوم ان يكون يوم وطني بامتياز لأنه انتصار على الذات المرضية التي أصابت البعض
كلمة حق بغض النظر عن خفايا الأمور القائد السنوار يستحق كل التقدير والاحترام لخروجه من الدائرة الحزبية إلى الدائرة الوطنية .
نبيل البطراوي