ثمة ما هو مستمر من الجينات السياسية المتوارثة والتي تعمل تحت مبدأ تحقيق ما هو ممكن بخصوص الاهاف الفلسطينية والتي كان اخر سقفها القبول بحل الدولتين في ظل تبادلية الاراضي ، وما ه الممكن الان في مناخات كتل استيطانية كبرى في الضفة ومشاريع استراتيجية على البحر الاحمر والغور ونهر الاردن والمناطق الامنية الاسرائيلية ، يصعب حينها والان ان نفكر عمليا بدولة على حدود 67م نقية وذات سيادة ، او حتى تطبيق ما جاء في المبادرة العربية للسلام ، وببعض الوقائع التي اصبحت واقعا بتقسيم المسجد الاقصى مكانيا وزمانيا وباعتراف ملتوي من السلطة ، او ما حدث في الخليل بانشاء صلاحيات بلدية للمستوطنيين ، وغزة المحاصرة التي دخلت في مصالحة مع السلطة ، مصالحة وطنية على قواعد تبدأ بالانسانية والحياتية والامنية مع استثناء سلاح المقاومة من اي طرح لكييفه كقوة امن وطني على غرار الضفة الغربية وتأجيل النظر في هذا السلاح الى ما بعد في تنفيذ ما يسمى مبادرة مطروحة دوليا وبشكل اساسي من الرئيس ترامب وموافقة اقليمية عليها ، وفي مراحل لترتيب البيت الفلسطيني كما اعلن الرئيس السيسي في اجتماعه مع مجلس الامن القومي المصري بان المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني يأتي في اطار تهيئة الوضع الفلسطيني لصفقة سلام مع الاسرائيليين بحل عادل .
يلتقي وفد حماس وفتح في القاهرة لبحث ملفات من اهمها الموظفين والمعابر والامن ، وربما يتطرق الحديث في مراحل لاحقة وفي جولات اخرةى للانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية لها برنامجها السياسي في التعامل مع اي مبادرات للسلام هذا ومن المستبعد انعقاد مجلس وطني فلسطيني في الوقت الراهن الا في حالة نضوج العملية السياسية بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي لكي تقوم منظمة التحرير بتوقيع الاتفاق التاريخي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبحضور اقليمي ودولي ، ولتنتقل العلاقات العربية الاسرائيلية ما بين السر والعلن الى الجهر في مشاريع استراتيجية كالسكة الحديد والغاز والسياحة والتقنيات والزراعة وغيره بالاضافة الى حلف التوازن مع ايران في المنطقة وهو حلف عسكري امني .
بالتاكيد ان السعودية لم تعد اللاعب المحوري في المنطقة بعد عدم نجاحها في تحالفها ضد الحوثيين وعلى عبد الله ناصر والازمة العالقة في قطر والخطوط الحمراء الامريكية بعدم تصعيد المواجهة مع قطر ، مصر التي تعيد موقعها السياسي والامني والدبلوماسي في المنطقة كلاعب رئيسي في احياء الدولة الوطنية ، فالنشاط المصري افشل مترتبات ما يسمى الربيع العربي الى الدخول في تسويات الازمات في سوريا وليبيا ولبنان واقتحام الساحة الافريقية على خطا جمال عبد الناصر والتوازن ذو الصبغة السياسية مع القوى الدولية ، فمصر التي تحمل ملف القضية الفلسطينية منذ النكبة بمنظور الدولة الوطنية وبعدها القومي دخلت بقوة على خط المصالحة الداخلية الفلسطينية ، واعتقد وهذا هو رأيي كتمهيد الساحة الفلسطينية لتحقيق وانجاح مشروع سلام مع الاسرائيليين تحت مبدأ ما هو ممكن ..؟؟ وما تستطيع ان تحققه مصر بقوتها وضغوطها على الجانب الاسرائيلي وعلاقاتها مع روسيا وامريكا من مكتسبات عبر عنها الرئيس السيسي "" بحل عادل".
اذا كلا من فتح وحماس ذهبا للمصالحة وهما يفهمان الخطوط العريضة للمبادرة المرتقبة التي صنفها الرئيس السيسي ووجه رسائله للجانب الفلسطيني والاسرائيلي بانها "الفرصة الاخيرة " اما الرئيس الامريكي فلقد قال "" ان الفرصة سانحة " للوصول لمشروع سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين " وفي مكان اخر صرح ترامب " بان نتنياهو المعيق الاكبر للسلام ، ولم يستثني محمود عباس " نرى من موقف ترامب والادارة الامريكية ودول الاقليم انه من الضرورة احداث تغيير في واجهات النظام السياسي الفلسطيني الذي سيكون تبويبه الانتخابات ، وكذلك اسرائيل وربما انتخابات مبكرة لازاحة الليكود ونتنياهو ، من مستوجبات ادارة ملف السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب ، قد نرى في اسرائيل مظاهرات تدعو للسلام ، وتفجير ملفات فساد لنتنياهو وبعض زعامات الليكود ، كما هو الحال فلسطينيا لقاءات تطبيع لمنظمات المجتمع المدني الاسرائيلي والفلسطيني .
السلطة ودول عربية تسحب مشروع قرار من منظمة اليونسكو لادانة المستوطنات قد يعطي هذا مؤشرا سياسيا لما هو قادم مع الاعتبار بان الادارة الامريكية حذرت السلطة من تقديم اي مشاريع للمنظمات الولية تدين اسرائيل ، على العموم سحب القرار يعطي مؤشرا بان الاستيطان في المشروع القادم للسلام تحت مبدأ التفاوض وهو اعطاء نوع من المشروعية والارض المنازع عليها.!!
حماس دخلت المصالحة وهي تعلم الخطوط العريضة للمشروع السياسي وليس كما يصوره البعض بانها دخلت لفك الحلات الانسانية والحصار وان كان هذا الممر هو اجباري مختلط وتحت سياسة تحقيق ما هو "" ممكن " في ظل متغير دولي واقليمي يعمل في اتجاه ريح معاكس لارادة تحقيق الحلم الفلسطيني او قناعات اي طفل فلسطيني ، ولكن هذا هو الواقع ، الذي لن يعطي الفلسطينيون كل ما يريدون وطنيا ، ولكن ليس نهاية المطاف وبرغم المقيدات الامنية الشديدة لتنفيذ اي خطة سلام صفقة القرن فقد يأخذ الصراع على هذه الارض وجوه اخرى وبرامج اخرى المهم كيف نعد اجيالنا حضاريا وتكنولوجيا وفكرا وتربية واقتصاد لمراحل لاحقة .
بقلم/ سميح خلف