ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيراً عرفت فلسطين وغزة الحزينة طريقها نحو الفرح ، وفرحت غزة كأنها لم تعرف طعماً للفرح من قبل ، فغزة الطيبة المُعذبَّة المُحاصرَة المخنوقة المتعبة المنهكة ، الذبيحة بنيران ومُخَلَّفات وتبعات ومشاكل وعواقب وكوارث الإنقسام الفلسطيني المؤسف المؤلم منذ أحد عشر عاماً ، والتي لبست ثوب الحزن والسواد منذ رحيل الزعيم الفلسطيني الخالد الشهيد ياسرعرفات يوم 11/11/ 2004 ، واستمر حزنها وسوداها مع تنامي ظاهرة الفلتان الأمني ثم الإنقسام الأسود ، وماصاحبها من كوارث ومصائب طالت الكثير من عائلاتها وبيوتها الحزينة ، هاهي قدعادت إلى حضن الوطن ، ولبست ثوب الفرح والسعادة ببركة تعاون وإصرار القيادتين المصرية والفلسطينية على أعلى مستوى ، وخصوصاً على صعيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وقد نجحت الجهود المصرية المباركة والطيبة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ورعاية معالي وزير المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي ومتابعته اليومية الحثيثة لملف المصالحة الفلسطينية مع قيادة ووكيل جهاز المخابرات العامة ، وكافة مسؤولي ملف فلسطين وقادة وكوادر هذا الجهاز الوطني القومي العريق ، وتوجيهات الرئيس محمود عباس لوفد حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية ، بضرورة إزالة كافة العوائق والأسباب التي يمكنها تعطيل الجهود المصرية لإنجاح المصالحة وإنهاء الإنقسام الفلسطيني ، وقد نجحت القاهرة في الإعلان عن إنهاء الإنقسام الفلسطيني ، وبدء المصالحة الفلسطينية ، وبنجاحهها التاريخ هذا في إغلاق ملف الإنقسام الفلسطيني الأسود الذي استمر أحدعشرعاماً ، فهي وجهت طعنة موجعة في قلب الأطراف الإقليمية العابثة بالشأن الفلسطيني والتنظيمات الإرهابية التكفيرية التخريبية التي جُنَّ جُنونَها ، وباتت هذه الأطراف المتأمرة والتنظيمات الإجرامية تسعى بكل قوة لتخريب المصالحة الفلسطينية ، وإفشال جهود مصر، حيث أن هذه الأطراف الإقليمية العابثة والتنظيمات التكفيرية التخريبية كانت مستفيدة للغاية من استمرار الإنقسام الفلسطيني المؤسف ، ولكن أهل فلسطين وغزة الذين إعتبروا الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزير خالد فوزي البطلان القوميان العربيان المصريان / الفلسطينيان ، لديهم الإستعداد بالموت دفاعاً عن مصر وقيادتها وجيشها البطل ، والقناعة الفلسطينية لدى الجميع وفي غزة تحديداً أن : الإرهاب في سيناء وفي أي بقعة من مصر الحبيبة ، إنما يستهدف مصر وفلسطين ، وخصوصاً غزة وأهلها بنفس القدر والحجم .
وإننا كفلسطينيين وعرب ومسلمين ، نعتبر أن كل من يمس مصر ورجال جيشها وشرطتها ومؤسساتها وأجهزتها ، وكل الذين يستبيحون دماء وحرمات المصريين والفلسطينيين والعرب والمسلمين ، هم مجرمون كافرون خائنون حاقدون ، وهؤلاء الكفار القتلة المأجورين المرتزقة هم عملاء لأعداء الأمة ، وهؤلاء القتلة الكفار المجرمين ، يضاعفون حجم كفرهم بالله العلي العظيم ، ودينه الكريم ، ونبيه العطوف الرحيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتتضاعف أيضاً حجم مؤامراتهم على الإسلام والأمة وفلسطين بأن يتعمدوا خلط الأوراق ، وإثارة الفتن البغيضة ليلصقوا باسم الاسلام ـــــ والإسلام منهم براء ــــ جرائم القتل البشعة الدنيئة التي يرتكبونها بحق مصر العزيزة وشعب مصرالشقيق الغالي ..
مصر العزيزة الغالية ، كنانة الله في أرضه ، والتي قدمت لفلسطين ولشعب فلسطين ولقضية فلسطين مالم تقدمه دولة عربية وإسلامية أخرى ، فمصر التي قاتلت وحاربت وخاضت من أجل فلسطين عدة حروب ، و قدمت مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين من أجل فلسطين ومن أجل الأمة الاسلامية والعربية ، ومصر التي شن العدو الصهيوني مدعوماً من الغرب الصليبي الحاقد عدة حروب ضدها ، بسبب دورها وموقفها من الصراع العربي الصهيوني ، وبسبب مواقفها الثابتة الصلبة للدفاع عن فلسطين والحقوق الفلسطينية ، وقيادتها للأمة من أجل التصدي للمشروع الصهيوني العنصري النازي ، وهي أيضا التي أسس ضباط جيشها العظيم خلايا للفدائيين الفلسطينيين والمصريين والعرب سنة 1953لتنفيذ العمليات الفدائية البطولية داخل العمق الصهيوني ، وفي المدن والأراضي الفلسطينية المحتلة عام1948 ، عرفت باسم ( فدائي مصطفى حافظ ، أو الكتيبة 141 ) ، وكذلك مصر هي التي أنشأت وأسست جيش التحرير الفلسطيني ، وفتحت كلياتها الحربية والعسكرية والشرطية أمام أبناء فلسطين ليلتحقوا بها ، وينشئوا جيشاً ثورياً يمتلك كافة القدرات والمؤهلات والخبرات العسكرية من أجل المساعدة في تحرير فلسطين ، وأيضاً فتحت أبواب جميع جامعاتها للطلبة الفلسطينيين مجاناً وساوتهم بالطلبة المصريين ، ومصر أيضا هي التي أسست واستضافت ودعمت منظمة التحرير الفلسطينية سنة1964، ثم جعلت جامعة الدول العربية تعترف بها سنة 1965ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني ... وانني كمناضل وأسيرمحرر، وجريح ، ومبعدسابق ، وكقائد إسلامي / فلسطيني ، أتشرف بانتمائي للاسلام وفلسطين وبيت المقدس لأؤكد أن الاسلام ، وكذلك كافة الحركات الاسلامية التي تعمل حقاً وصدقاً للإسلام ، أبرياء ..أبرياء .... أبرياء من هذه الجرائم البشعة ، فالإسلام العظيم دين رحمة وانسانية وعطف ومحبة وإخاء وعدل وعدالة وحرص مطلق على أعراض ودماء وحرمات المسلمين وغير المسلمين وجميع المُستأمَنين ، وان الشعب الفلسطيني بقيادته الشرعية والتاريخية ، وغالبية فصائله وقواه وتياراته وأحزابه واتجاهاته يستنكر ويدين كافة هذه الجرائم والاعتداءات ضد مصرالشقيقة الكبرى ، وضد سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال وكافة الدول العربية والإسلامية ، ويؤكد الفلسطينيون على أن هذه الجرائم البشعة والمؤامرات التي ترتكب بحق مصر العزيزة وشعبها الغالي باسم الاسلام ، أوباسم ( بيت المقدس) ، أن الاسلام وبيت المقدس منها براء .. براء ... براء .
انها مؤامرة العدو الصهيوني وكافة أعداء الامة ضد مصر ، وضد الإسلام والأمة كلها ، وضد فلسطين ، فاقيقوا يا مسلمين وياعرب ويافلسطينيين .....
وبالتأكيد فإن الإسلام لم يكن يوماً من الأيام مرتبطاً بالعنف ، أو القتل والتخريب والتدمير ، وإن كل ممارسة للعنف بإسم الإسلام ، إنما هي انحراف واضح في عقائد من يّدَّعون أنهم يقتلون ويذبحون ويعذبون باسم الإسلام ، مثلما حدث في الماضي ، ومثلما يحدث الآن ، فلايعقل ــ مثلا ــ أن يكون يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
( الذي أجمع علماء الأمة إما على كفره أو فسقه وفجوره) يمثل الاسلام العظيم عندما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؟؟!! أوعندما قتل عدداً من رجال وأطفال ونساء آل بيت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم )، بالإضافة الى عدد من الصحابة الكرام والتابعين ( رضوان الله عليهم ) ، وكذلك عندما سبى حفيدة النبي
( صلى الله عليه وآله وسلم ) زينب بنت علي ( عليهم السلام ) ، بينما الإسلام العظيم وعدالته ورسالته ورحمته وشفافيته كان يجسدها حقا الإمام الحسين ( عليه السلام) الذي هو سبط وحفيد وريحانة نبي الإسلام الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد بشرَّه النبي الأعظم ( صلى عليه عليه وآله وسلم ) بالشهادة ، وقال عنه في أحد الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة : (الحسين سيد شهداء الجنة ) ، وفي حديث آخر ( الحسين سيد شباب أهل الجنة ) ، ولايعقل أيضا أن السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي كان يمثل الاسلام عندما استباح جنوده المدينة المنورة ، وانتهكوا أعراض نساءها وبيوتها وحرماتها ثلاثة أيام بليالها ، وعندما قصف وهدم الكعبة المشرفة بالمنجنيق ؟؟!! ، وكذلك عندما قتل الإمام التابعي المجدد سعيدبن جبير( رضي الله عنه ) ، والكثير من التابعين وعلماء الأمة والفقهاء ( رضوان الله عليهم ) ، بالإضافة إلى آلاف من المسلمين في العراق والشام والمدينة المنورة ومكة المكرمة وبلاد الحجاز واليمن .
وهكذا هو الحال فمن جاء من أباعد الأرض ليقاتل في سوريا والعراق وليبيا وينتهك كل حرمات المسلمين ويقتل المسلمين ، والآمنين من الأخوة المسيحيين والطوائف الأخرى في سوريا والعراق وليبيا وينتهك أعراضهم وحرماتهم ، لايمكن لهذا مهما ادعى وافترى وكذب ، أن يكون له علاقة بالإسلام ، وكذلك الحال من يضع السيارات المفخخة في شوارع مصر العزيزة ليبيا وسوريا ولبنان والعراق والباكستان وافغانستان واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية ، وفي مدنها وقراها الآمنة وأمام مساجدها وكنائسها وفنادقها ليقتل بها المجندين ورجال الشرطة والجيش والمارة وعموم الناس ، ويقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز ، ويدمر بها البيوت ، وينتهك بها حرمات المسلمين وحرمات إخوانهم المسيحيين ، لايمكن لهذاً أبدا أن يكون له علاقة بالاسلام ، وان من يرتكب هذه الجرائم البشعة إما منحرف وضال العقيدة ، ويسكنه ( ضلال ديني وعقلي عميق ) ، او انه مستخدم ـــ بوعي أو بدون وعي ـــ من العدو الصهيوني وأعداء الأمة واعداء الدين الإسلامي الحنيف وأعداء فلسطين ، أو أنه بالأساس ليس مسلماً ولا عربياً ، بل غربياً وصهيونياً ، أو تابعاً لأجهزة المخابرات الغربية والصهيوينة لتحقيق أكثر من هدف ، منها تشويه صورة الإسلام الحنيف ، واستنزاف وإلهاء الأمة ، واغراقها في حروب وفتن طائفية ومذهبية وعرقية ودينية واهلية ، واضعافها ، والكارثة الكبرى أنه بات معروفاً أنَّ ( دولاً عربية وإقليمية ) بعينها تمول حملات هذا الإرهاب المنظم الذي يتنقل متجولا ومتغولا في العديد من الدول العربية والاسلامية ....
وعلى الجميع أن يتيقن بأن الإسلام الحق لاعلاقة له أبداً بما يحدث من جرائم وإرهاب يدَّعي المجرمون / الإرهابيون / التكفيريون القائمون بها أنهم ينفذونها باسم الإسلام ....
والله إنه الكفر بعينه ، وكلنا يعرف الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي لاتعد ولا تحصى ، والتي تتحدث عن حُرمة دماء المسلمين ، وغير المسلمين من الآمنين والمُستأمَنِين، وحرمة أعراض وأموال وممتلكات الناس عند الله ، وعند النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ...
ـــ انهم مجرمون أولئك الذين يزرعون شوارع مصر العزيزة وبلادنا العربية والإسلامية بالموت المتنقل والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمتفجرات ، مجرمون أولئك الذين يغسلون عقول الجهلة ليقولوا لهم أن من يقتلونهم بسياراتهم المفخخة وعبواتهم المتفجرة هم كفار ، بينما الكافر الحقيقي هو من يرسل التكفيريون ليقتلوا اخوانهم المسلمين والمسيحين في مصر والدول العربية والاسلامية، سواء اكان الشهداء سنة ام شيعة فهم مسلمون أبرياء مظلومون ، حتى لو كانوا مسيحيين فإنهم أيضا أبرياء مظلومون ، وقتلهم حرام ، وهم ( مسلمون بالمُوَاطَنَة ) ، والإسلام لايجيز أبداً قتل الأبرياء والمدنيين العزل ، قتل النساء والأطفال والرجال والشيوخ والشبان ، إن هؤلاء المجرمين هم في خدمة الشيطان الأكبر / الكيان الصهيوني ، وإن القاتل هو الكافر الحقيقي والى جهنم وبئس المصير ، ومن أرسل القاتل ، ومن موَّل وجهزَّ القاتل ، ومن ساعد القاتل ، ومن أدار القاتل ، هؤلاء جميعاً هم الكفار الحقيقيون ، فهم أعداء الإنسانية ، وأعداء الدين الإسلامي ، وأعداء سماحة الاسلام ، الإسلام ليس دين قتل ، وليس دين ذبح على الهوية ، انها المؤامرة الكبرى لإثارة النعرات المذهبية ، انه سيناريو واضح تماماً للفتنة ، انها الفوضى الأميركية غير الخلاَّقة ، لإستنزاف الأمة كلها من طنجة حتى جاكرتا ، انها الفتنة الكبرى التي يديرها المجرم الصهيوني بأدواته المحلية المجنونة ....
لانملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم ، ورحم الله جميع شهداء مصر العزيزة وجميع شعوبنا العربية والاسلامية ، وحمى الله مصر العزيزة وجيشها الباسل وشعبها الأصيل ، وحمى الله سوريا والعراق وافغانستان وباكستان واليمن وليبيا والصومال وكل بلاد العرب والمسلمين ، وإننا من فلسطين الجريحة المنكوبة المحتلة الصابرة المرابطة نرسل بأحر تعازينا لكافة عوائل الشهداء المظلومين الذين سقطوا في مصر ، هؤلاء الشهداء الذين يسقطون ضحية العمليات الإرهابية والاجرامية ، ونسأل الله تعالى أن يلهم جميع قيادات مصر والأمة العربية والاسلامية الحكمة والصواب لتفويت الفرصة على جميع المتأمرين على مصر والأمة ، ولانملك إلا أن نقول : ( لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) .
وختاماً فلكل من نسي أو يحاول يتناسي فضائل مصر التي تحدث عنها الاسلام ، أُذكِرَهم بالآية القرآنية الكريمة في سورة يوسف (إدخلوا مصر ان شاء الله آمنين ) ، وأُذكِرَّهم أن البلد الوحيد الذي تجلى الله فيها هي مصر ، وفي سيناء المباركة ، ومصر التي ورد ذكرها متضمناً في عشرات الآيات القرآنية الكريمة ، وهي أرض الرباط إلى يوم القيامة ، مصر التي صلى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إماماً بأخيه نبي الله موسى ( عليه السلام ) في جبل الطور ، مصر التي ولد وعاش فيها العديد من الآنبياء ( عليهم السلام ) وهي التي زارها العديد من الأنبياء (عليهم السلام ) ، ومنهم إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) والمسيح ( عليه السلام ) ، وورد في فضائل مصر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة أورد منها :
1ــــــ أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي ذر( رضي الله عنه) ، قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم):
( ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما) . رواه مسلم (رقم/2543).
2ـــــــ وأخرج الإمام الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ بسندٍ صحيح؛ عن أُم سَلَمَة، أن رسول ( الله صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى عند وفاته، فقال:
( الله .... الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله ). وصححه الألباني في السلسلة الصحية رقم : 3113 وقال : إسناده صحيح رجاله ثقات.
3ــــــ وعن كعب بن مالك ( رضي الله عنه ) ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقول : ( إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمةً ورحماً) . أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي وأبو نعيم، كلاهما في دلائل النبوة. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 698.
وفي الأثر النبوي الشريف ، قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( مِصْرُ كِنَانَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إِلا أَهْلَكَهُ اللَّهُ ) .
والكنانة هي الجعبة الصغيرة من الجلد لحفظ النبل والسهام، فكأن هذا الأثر يشبه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين ، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله ، ولذلك جاء في بعض الكتب تكملة الأثر بقولهم: ( ما طلبها عدو إلا أهلكه الله ) .
وعن كعب الأحبار قال: في التوراة مكتوب: ( مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أراد بها سوءاً قصمه الله) .
وكذا يروى عن كعب الأحبار: ( مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه اللَّه على وجهه) .
وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال: مصر خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف ( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ ) سورة يوسف آية 55.
وعن عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) حدثني عمربن الخطاب ( رضي الله عنه ) أنه سمع رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه وآله وسلم ) يقول: ( إذا فتح اللَّه عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) ، قال أبو بكر( رضي الله عنه ) : ولم ذاك يا رسول اللَّه ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.محمد أبوسمره / سياسي ــــ مؤرخ ومفكر اسلامي / فلسطيني
رئيس تيار الإستقلال الفلسطيني ، ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر.
البريد الإليكتروني [email protected]