يبدو المشهد السياسي الليبي في غاية الالتباس والتعقيد ، وتكثر التساؤلات وعلامات التعجب حول مستقبل هذا البلد ، الذي يتهدده خطر التفتيت والتجزئة والتقسيم ، الذي تحول الصراع فيه الى صراع مسلح يضع ليبيا برمتها على فوهة بركان ، وذلك ناجم عن فشل النخبة السياسية الذي تقوده ، في ادارته بالشفافية والانتقال به الى مرحلة البناء الديمقراطي .
فبعد الاطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي فان الوضع الليبي في خطر كبير ، وتضربه الفوضى الخلاقة ، واصبحت ليبيا تعاني من توحش الجماعات الارهابية المتطرفة وتوغلها ، وتحديداً تنظيم " داعش " .
لا شك أن اشكالية ااوضع الليبي هي سياسية بالدرجة الاولى ، نتيجة غياب حكومة قوية متجانسة ، وتمترس الكثيرين من السياسيين خلف المليشيات المسلحة .
ما يجري في ليبيا هو شأن داخلي ، ولكن له انعكاساته الخارجية ، وعليه فان الليبيين بكل مكوناتهم مطالبون بالعمل على حل الأزمة السياسية القائمة لمنع التصدع ، واقامة سلطة واحدة وحكومة واحدة تحكم البلاد ، وليس حكومتان ، ومنع التدخل الاجنبي ، والتصدي لموجة الحرب والارهاب التي فرضها المستعمرون وحلفاؤهم تحت يافطة وشعار الديمقراطية الغربية ، والتحرر من التبعية الاقتصادية للمستعمر الأجنبي .
شاكر فريد حسن