تهديداته وتداعياته...
تحت هذا العنوان كان موضوع امسية الخميس الثقافية 2 نوفمبر 2017م..
وقد افتتحت الامسية بالوقوف اجلالا واكبارا لنضال وصمود شعبنا البطل على مدى قرن كامل في وجه المشروع الصهيوني الاستعماري واستنكارا وشجبا لهذا المشروع وادانة لكل القوى الذي ساندته وفي مقدمتها امبراطورية الشر البريطانية ووعد وزيرها المشؤوم ارثر بلفور...
ثم قدم في الامسية عدة مشاركات هامة بينت العلاقة الترابطية بين الامن الوطني الفلسطينيي والعربي وتهديداته وتداعياته ....
وقد تركزت المشاركات على امن القضية الفلسطنية وحماية الحاضنة الوطنية والقومية والدولية من خلال تكريس الوحدة الوطنية والترابط بين شعبنا في الداخل والخارج وتعميق الروابط مع القوى الشعبية العربية لتوفير الخاضنة القومية والتواصل مع الراي العام الدولي وتفعيله في مناصرة نضال شعبنا وكشف زيف ادعاءات المشروع الصهيوني وعدوانيته وعنصريته وارهابه المنظم الذي يمارسه في حق شعبنا الصامد ...
بدأت الأمسية بوقوف الحضور دقيقة صمت إكباراً وإجلالاً للشهداء والأسرى والجرحى ، وأكبارا وإجلالاً لشعبنا الفلسطيني الذي استطاع بصدره العاري أن يصمد في وجه أقوى الدول وأكثرها ثراءً وسطوة وهي تحاول شطبه اسما وأرضا وحقوق ، واستطاع اليوم أن يوسع ساحات اشتباكه مع الاحتلال الصهيوني إلى ساحات الدول المؤسسة والداعمة له ... وبعدها تليت الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء . بعدها شارك الحضور كل برؤيته ووجهة في المضامين الثلاث لعنوان الأمسية : مقهوم الأمن الفلسطيني ... التهديدات ... والتداعيات وكانت الخلاصة :
- أن الموضوع أكبر وأشمل وأكثر تعقيدا مما يتصوره الحضور ، وأن موضوع الأمن تتطور مفاهيمه والنظرة إليه بسرعة توازي التصاعد في تطور الدول والشعوب واحتياجاتها وأنه حنى اللحظة لم يتم الاتفاق على مفهوم موحد حوله ، وأن كل دولة تضع له تعريفا يتفق ومصالحها في لحظة معينة وبعدها تعيد تعريفه وفقا لما يستجد من مصالح.
- يجب التمييز بين مفهوم الأمن الوطني ومفهوم الأمن القومي فالأول يخص رقعة محددة هي الوطن / الدولة وما يجب توفيره لها وامواطنيها من أسباب الاستقرار والسلام الاجتماعي لتستمر دورة الحياة والإنتاج ، والثاتي أكثر سعة في المكان ( الدول العربية ) والاحتياجات وتشابك العلاقات البينية والخارجية لهذه الدول وما تتركه من آثار على كلا الأمنين الوطني والقومي.
- أن الأمن الفلسطيني ولغياب سيادة الدولة أو سلطتها فلا نستطيع أن نسميه الأمن الوطني بمعناه المصمت لغياب سيادة الشعب الفلسطيني وسلطته على أرض وطنه .
- أن الأمن الفلسطيني في حالتنا هو أمن حركات التحرر الوطني ، أي أمن الفكرة وحمايتها من الانحراف ، وأمن الهدف وتأمين طرق الوصول إليه ، وأمن الأدوات التي تخوض النضال في ميادين المواجهة والاشتباك بكل الوسائل مع الاحتلال وصولاً إلى الهدف .
- والأمن الفلسطيني في حالتنا هو كيف نوفر لجماهير شعبنا الحد الأدنى من أسباب البقاء والصمود على أرض الوطن ومقاومة كل محاولات التهجير .
- والأمن الفلسطيني هو حماية الأمل بإمكانية استكمال الحلم في العودة وتقرير المصير .
- والأمن الفلسطيني هو الأمن الفكري لحماية أبناؤنا من استلاب الذاكرة الوطنية ومنعها من الانجراف بعيدا عن الوطن والسير وراء تيارات التدمير النفسي والأخلاقي والتيارات الظلامية .
- والأمن الفلسطيني هو في حماية فلسطينيي المنافي والشتات من ملهيات هذه المنافي ، وفي كيفية استعادة دورهم هم وابنائهم وأحفادهم وتألقهم في العطاء للقضية الفلسطينية ، وحماية ذاكرة الأبناء والأحفاد تجاه الوطن .
- والأمن الفلسطيني هو في حماية وحدتنا الوطنية وحماية السائرين في المصالحة وإنهاء عار الانقسام.
- أما ما يخص الأمن الشخصي والغذائي والاقتصادي وقدرات السلطة على توفير هذا الأمن فنحن نرزح تحت احتلال لا يتورع عن ارتكاب أقذر الجرائم التي تمس أمننا الشخصي والجماعي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وما تبذله في هذا المجال جهد يقدر ويحترم .
اما التهديدات فأهمها :
- يبقى الاحتلال والكيان الصهيوني هو التهديد الدائم والأكثر حدة للأمن الفلسطيني ، وأنه لا أمن فلسطيني بوجود الاحتلال وفي غياب السيادة الكاملة للشعب الفلسطيني على أرضه وموارده .
- تدني قدرات الكثير من الدول العربية تهديد للأمن الفلسطيني .
- ظهور بعض الأصوات في الجوار العربي التي تحاول التخفيف من خطر التهديد الصهيوني لأمن بلادها هو تهديد للأمن الفلسطيني.
- دفع بعض الأطراف الفلسطينية للاصطفاف مع تيارات ومحاور خارجية لا تكون فلسطين على رأس أولوياتها قولاً وعملاً على الأرض تهديد للأمن الفلسطيني .
- التخوين والتشكيك في وطنية المؤسسات والأفراد القائمين عليها ، وفي شخصيات المجتمع والعمل الوطني والاجتماعي تهديد للأمن الفلسطيني.
أ. حسني المشهور
د. عبد الرحيم جاموس.