أَيها الراحلُ ...
عَنا ...
ما اَرْتَحَلْتَ ...
قَدْ تَربعتَ فِينا القُلوبَ ...
والعقولْ ...
****
ها أنتَ باقٍ فيناَ ...
في الأفقِ المُبين ...
تَرقبُ ...
سُرْعةَ الريحِ ...
ثَباتُ الأشجارِ ...
وتساقطُ الأَوراقِ ...
فيِ فصلِ الخَريفِ ...
****
أَراكَ تُشْعِلُ ...
نارَ الشَوْقِ ...
فيِ القُلوبِ ...
تُوقِظُ فيها الشُجونَ ...
****
يُقبلُ الفَجرُ مُبتسماً ...
وإن طالَّ إنتظارُهُ ...
الصبحُ يضحكُ ...
في وَجهِ اليقينِ ...
وأنتَ ثابتٌ ...
فَوقَ المُتونْ ...
****
تُمسكُ أَجْنِحَةَ الطَيرِ ...
وأطرافَ الغَيمِ ...
وتَأبىَ المنُونْ ...
تشحذُ الروحَ إيماناً ...
نحتسي من روحِك ...
أَطيبَ الأماني ...
والهوىَ فِيكَ للقدسِ ...
يلقىَ مِنكَ ...
وَصلٌ وَصَلاةٌ ...
وَوُجود ...
****
قد أوصيتنا ...
لِلأقصىَ وَصَايَا ...
لا يمكن عَنْها أَنْ نَحيدْ ...
غداً يُقبلُ فجرُك مُختالاً ...
نَصراً فوقَ المآذن والقبابِ ...
يُكبرُ في المسجدِ وَيعْلوُ ..
يَحْتَفِي بِهِ المَجدُ لِله شُكراً ...
والناسُ فيهِ ...
قيامٌ ركعٌ وسُجُودْ ...!
****
أَيها الراحلُ عَنا ...
ما اَرْتَحلْتْ ...
قَدْ تَرَبَعْتَ فِيناَ القُلوبْ ...!!
****
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس