تمكين مين ...يا عم اسماعين..؟!

بقلم: توفيق الحاج

تمكين من مكن يمكن.. والتمكين بمعنى التثبيت والتملك والقدرة والتحكم و السيطرة والاستيلاء بالفصحى أوالتقوية والتمتين بالعامية.. وأول ماسمعنا هذه الكلمة عرضا في الادعية والتسابيح ثم في عهد الحماسنة يوم فتح غزة والكلمة اسلاموية خالصة تعني فتح البلاد والسيطرة على العباد أو انتزاع المؤمنين السيطرة على الارضين من الكفار المارقين! وهي كلمة مواكبة لكلمة النصر في كل دعاء! والتمكين في غزة قبل 10سينين كان يعني بالمفتشر وبدون تزويق الاحتلال الداخلي المهين.. الشقيق الأصغر للاحتلال الاسرائيلي اللعين!
استغربت جدا..لما وجدت الساسة الفتاحنة يعيدون لهذه الكلمة القاسية الحياة من جديد ويستخدمونها كما نستخدم ورق التواليت في الحمام في تصريحاتهم السياسية والوطنية وخاصة من الاخ عزام الهمام! وكأنهم يردون صاع التمكين صاعين الى الحماسنة وقت الانقسام!
طبعا أزمة التمكين كانت متوقعة .. رغم طبطبة الوساطة المخابراتية المصرية الماهرة والتصريحات الفصائلية الاستراتيجية العابرة ورغم مآدب وضيافة الفنادق الفاخرة .. فقد تعودنا ذلك في كل مفاوضات منذ مفاوضات اوسلو .. وحتى مفاوضات مكة وقطر والشاطئ والقاهرة ان يهتم قادتنا المفاوضون بعموم النيات والكليات والشعارات وترك التفاصيل والخطوات فالله المستعان على مايكون وماكان وللبيت رب يحميه وهنا ياسادة..يكمن ويتمكن الشيطان الموجود في داخل كل سياسى قليل دين والعوبان..!
ومع ذلك بسيطة ان ننتظر 10 ايام لحل الموانع فنحن انتظرنا وتقلبنا على جمر النار 10سننين .. ولكن ياخوفي ان ننتظر 10سنين اخرى !
فتح تريد التمكين الكامل أولا في كل شيء واولها الايرادات والمصروفات لتحل مشكلة موظفي الانقسام والكهربا .. وحماس تريد رفع العقوبات ومصاري الموظفين أولا قبل ان تتزحزح عن الكرسي..وتذكرت كلمة هنية الفتية(تركنا الحكومة ولم نترك الحكم)!
انا أعتقد العلاقة بين حماس وفتح جدلية أزلية.. كعلاقة توم وجيري.. علاقة موروثة ..ملتبسة .. تنافسية ..اقصائية ..مليئة بالشك.. علاقة عديقين..مختلفين .. طامعين في الكرسي والوجاهة والفرق بينهما كما الفرق بين الوطنجية والدينجية ويتفقان فقط على حكم هذا الشعب بالانتخاب او بالقبقاب!
في احسن الاحوال لو تم الزواج الميمون بمصالحة كن فيكون فان فتح السلطة لن تنسى مافعله بها الامن الداخلي ذات انقسام ولن تنسى الدم والهم والغم والسحل والاذلال والاقصاء والطرد واللطم.. كما ان حماس لن تنسى مافعل الامن الوقائي ذات حكم بلحى قادتها الكبار!
هذا التاريخ القبيح اضافة الى ادبيات كل فصيل هو الحاجز النفسي والجدار الروحي بين فريقين نرجسيين مختلفين في المنابع والرؤى والتوجه والتناول والولاء.. ولن يزول الحاجز والجدار الا بزوال الانتماء للفصائلية وحلول الانتماء للفلسطينية تماما كما زال الانتماء لأحزاب وقلاع ال الحسيني وال النشاشيبي! بعد ان تجاوزتها الاحداث..!
والى ان يحدث ذلك بالضرورة والصيرورة.. سنضطر الى مشاهدة فيلم اكشن ممل ..مكرر وطووويل من مناكفات وتراشقات وتخوينات وتفاهات.. وربما في النهاية يتمكنا معا من رقابنا بعد ان لم نتمكن من الحصول على شيء من صفقة قرن الموز المنتظرة ونتزحلق الى ماهو أسوأ والعن !
ومن يقول غير ذلك فهو اما خبير ذكي وجراح متخصص في عمليات تجميل القبح الصراح وماهر جدا في اللعب على الكلمات والطبطبات والشعارات المسكنات لغرض في نفس الست جمالات!
او انه جاهل فصائلي اساسي بدرجة امتياز وكاذب تابع مضلل لايفقة شيئا في الفقه السياسي ولا يعرف شيئا عن امراض الثورات والتنظيمات المستعصية ويحاول ان يعيدنا الى سياسة تعاطي المخدرات لنغرق في برزح شعارات البطولة والعروبة كما كان في الستينات !
ومع اغنية اخى جاوز الظالمون المدى ..فحق الجهاد وحق الفدا ! لازال العبد الفقير الجائع منذ ساعات ينتظر ان تعلن المدام من المطبخ عن حق الخبيزة وحق الغدا ....وصبرا آل ياسر !

توفيق الحاج