حذر قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، من انهيار اتفاق المصالحة الفلسطينية قائلا"إن لم يتحرك شعبنا للنهوض بمشروعنا الوطني سنعض أصابع الندم في وقت ليس ببعيد".
وقال السنوار في لقاء شبابي في مدينة غزة، مساء الخميس، "من لا يرى أن المصالحة تنهار فهو اعمى، وان لم يهب شعبنا لانقاذها فستنهار"، موضحا بان "هناك نوعان من المصالحة، واحدة على مقاس الأمريكان والإسرائيليين وبعض الأشخاص من الفلسطينيين بمعنى أن تأتي السلطة لغزة وتبسط نفوذها وتدير غزة كما الضفة، وهذا يعني إحلال واقصاء، ومصالحة أخرى وفق منظور اتفاق 2011 تركز على مواطن القوة الموجودة وتقدم مشروع لمواجهة التحديات والمخاطر التي اصبحت كبيرة جدًا."
واضاف السنوار " نحن نريد شعب موحد تحت شعار قيادة واحدة متوحدة تحقق الأهداف الفلسطينية ونريد مجلس ومنظمة تحرير وفق برنامج وطني مشترك يحقق الأهداف الوطنية الفلسطينية." مؤكدا "حرصنا في حماس أن نقدم كافة التسهيلات طيلة الفترة الماضية وما زلنا نقدم حتى الآن(..) وشكلت خلايا كانت تتابع من مكتبي أي مشكلة داخل أي وزارة خلال الفترة الماضية وتعمل على حلها بشكل آني، ولسنا نادمون على أي خطوة قدمناها."
بيان القاهرة إعلان عدم الفشل
وتابع السنوار "حتى الآن ننتظر الخطوة الأولى من حركة فتح؛ وكثير من الفصائل والمنظمات والهيئات على طريقة التسليم وتنفيذ خطوات المصالحة"، مضيفا "أخذنا على عاتقنا مسؤولية انهاء الانقسام وقطعنا عهدًا بذلك، والمصالحة لا تعني فقط تمكين الحكومة."
وقال "سلمنا الجباية (داخل البلد) قطاع غزة، والحكومة برام الله رفضت ذلك بسبب وجود مرسوم رئاسي يعفي سكان القطاع من الجباية(..) وهناك تواصل بين الوكلاء في غزة والحكومة برام الله عبر نائب رئيس الوزراء زياد أبوعمرو وربما يصل وفقد حكومي الأسبوع القادم لغزة لمتابعة هذا الامر.
واشار السنوار الى أن بيان الفصائل في لقاء 21/11 في القاهرة كان بمثابة إعلان عدم الفشل "ففي أكثر من 5 ساعات خلال اجتماعات القاهرة التي ضمت الفصائل وممثلي الشخصيات المستقلة بحثنا ارجاع ال50 ميجاوات من الكهرباء التي فقدتها غزة ضمن العقوبات المفروضة ولم ننجح، وهذا أمرٌ مُحزن."
يريدون غزة منزوعة السلاح
وشدد السنوار قائلا "إن لم يتحرك شعبنا للنهوض بمشروعنا الوطني سنعض أصابع الندم في وقت ليس بعيد والمطلوب تشكيل لجنة شبابية لمتابعة موضوع المصالحة لتراقب ما يحدث ومن يُفشل المصالحة".
وتعهد السنوار قائلا "أعلن لكم جميعًا أن اي لجنة يتوافق عليها الشباب سنفتح لها كافة الأبواب والأوراق والمكاتب ولا خطوط حمراء أمامها، وسنسهل عملها وسنسخر لها كافة مقدراتنا؛ وهذا واجبنا لحماية مستقبل قضيتنا؛ فمشروعنا الوطني في خطر ما لم تطوى صفحة الانقسام ونعيد ترتيب البيت الفلسطيني".
وقال السنوار "اليوم نحن أمام اختبار صعب ليس على مستوى فلسطين وقضية القدس؛ وإذا نجحت إدارة دونالد ترمب في تمرير قرارها باعتبار ( القدس عاصمة لاسرائيل) ستستمر في صفقة القرن دون أن يعترض أحد." مضيفا"الأمريكان ومن معهم يريدون غزة منزوعة السلاح وتسليم الأنفاق والقوة الصارورخية لتسكت المقاومة وترفع مستوى التنسيق الأمني لدرجة متقدمة، وهذه صيغة للمصالحة مقابلة لمصالحة أخرى وفق منظور واتفاق 2011 .
الى ذلك دعا السنوار الى دعم الهبة الشعبية في مواجهة قرار ترمب وقال "مطلوب منا دعم الهبة الشعبية وصب الزيت على النار، ونخاطب الشباب خاصة في القدس والضفة لتلبية نداء الفصائل والقوى وتحويل هذه الجمعة لجمعة غضب واحتكاك مباشر مع الاحتلال في كل مكان، نابلس، رام الله، قلقيلة، الخليل(..) ولتكون الليلة ليلة تحريض لتحويل يوم الجمعة يوم غضب فاصل في تاريخنا لاسقاط القرار الأمريكي الأحمق، ولا يمكن أن نسمح أن يلحق بنا العار بتمرير قرار ترمب."
ما ينتظر قضيتنا خطير جدًا،
وقال "نطالب اهالي القدس والضفة والفلسطينيين في كل مكان أن يهبوا يوم الجمعة ليكون يوم أحمر دامي." وحذر السنوار قائلا "ما ينتظر قضيتنا خطير جدًا، وما يتم الحديث به عبر وسائل الإعلام نقطة في بحر من المخاطر".
واوضح بان "القيادة الفلسطينية استمعت من جهات عربية حول صفقة القرن والتي تعني إنهاء القضية الفلسطينية؛ والمطروح دولة فلسطينية على ورق اسمًا(..)حدودها قطاع غزة ، وترتبط بها التجمعات السكنية في الضفة (كنتونات) اقتصاديا..ولا عودة للاجئين، ولا القدس عاصمة لنا."
وقال قائد "حماس" في غزة :"يريدون من وراء القرار بشأن القدس تحقيق السلام الإقليمي؛ وتخلي العرب عن عبء القضية الفلسطينية والتخلص منها."
جاهزون للتدخل العسكري إذا ما لزم الأمر
وعلق السنوار على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان مؤخرًا حول أن إسرائيل ردعت حركة "حماس" بالقول :"صمتنا لا يعني أننا مرعوبين ؛ فصمتنا أن غزة تعد لك الموت الزؤام؛ وتغلي الدماء بداخلنا حينما نرى جنديًا يركل او يصفع إحدى حرائر القدس؛ ولولا أننا نُعد العُدة للقيام بواجبنا لما انتظرنا".
وشدد السنوار خلال اللقاء الشبابي "نؤكد لكم أننا نعمل تحت وفوق الأرض ، وقوتنا ومقاومتنا بخير؛ وسنجعلك (ليبرمان) لعنة شعبك على مدار التاريخ ، ونجدد تأكيدنا أن ما ضربناه في 51 يومًا قادرون على ضربه في 51 دقيقة".
وقال السنوار "لدى شعبنا وفصائله عوامل قوة لو اجتمعت تحت مظلة وطنية واحدة ستفشل كافة المؤامرات وبقدر تفاعلكم وتهييجكم (الشباب) ستفشل المؤامرات والقرارات."
وتابع "المعركة شعبية حاليًا ومعركة إرادات، في الوقت ذاته الخيار العسكري موجود ، وكتائب القسام والأجنحة العسكرية ناقشت دورها في هذه المرحلة، وجهزوا سيناريوهات للتعامل مع أي تطور، وجاهزون للتدخل العسكري إذا ما لزم الأمر ، لكن هذا يعود لحسابات دقيقة."
"حماس"متفقة مع السلطة
وأكد السنوار على أن حركة "حماس" متفقة مع السلطة الفلسطينية على أن "المعركة شعبية حاليًا وهذا لا يعني شطب الخيار العسكري، وإذا فشلت كافة الخيارات سوى الحرب لأجل للقدس سنذهب للحرب ، وحتى وإن لم يبقى شخص من حماس لأجلها، فنحن قدمنا ونضحي وضحينا ما زلنا لأجلها."
واضاف "إن لم تنحح الهبات والمؤتمرات والحراكات فنحن جاهزون وسندفع بألاف الاستشهاديين وأمتنا جاهزة معنا وغبي من يظن أننا سنترك القدس تضيع."
وأشار السنوار الى تواصل الجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس في الحرس الثوري الايراني مؤخراً مع قيادة المقاومة الفلسطينية في كتائب القسام وسرايا القدس وتأكيده (سليماني) وقوف إيران والحرس الثوري وفيلق القدس كاملاً مع الشعب الفلسطيني، وأكد (سليماني) حسب السنوار- على أن "كل مقدراتهم جاهزة تحت تصرف المقاومة الفلسطينية في أي معركة دون شرط، وهي تقف مع قضية القدس".