أكد المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبدربه، أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سياسية جديدة بحق الأسرى المعتقلين خلال هبة القدس احتجاجاً على قرار الولايات المتحدة، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، تتمثل بفرض غرامات مالية بمئات آلاف وملايين الشواكل، تعويضاً عما أسمته الخسائر المادية والبشرية التي تلحق بجنودها أثناء المواجهات مع الفلسطينيين، ومشدداً في ذات الوقت على إجرام ووحشية التعامل مع الأسرى أثناء عمليات التوقيف والاحتجاز.
وقال عبد ربه في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، بشأن طبيعة الغرامات المالية التي تفرض على الأسرى أن "الاحتلال ومحاكمه يفرض مبالغ مالية ككفالة على بعض المعتقلين، فيما يلجأ لفرض غرامات مالية خاصة لفئة الأطفال القُصر، فلا يكاد يخلو حكم منها".
وشدد على أن الغرامات المالية التي تقدر بمئات الآلاف من الشواكل غير مستردة، هدفها كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وًثني الشباب عن المشاركة في المقاومة الشعبية السلمية.
وفيما يتعلق بأعداد المعتقلين منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في السادس من الشهر الجاري أكد عبد ربه أن "الاحتلال اعتقل أكثر من 500 مواطن فلسطيني، ثلثهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم لـ18 عاماً، وأن هناك أكثر من عشر فتيات ونسوة تم اعتقالهن".
وشدد على أن الاعتقالات تركزت في الخليل والقدس وبيت لحم، فيما الشريحة الأكثر استهدافاً في الاصابات والاعتقالات من جانب سلطات الاحتلال، القطاع الشبابي، مستدركاً أن سلطات الاحتلال استخدمت سياسة الحبس المنزلي خاصة في مدينة القدس للحد من مشاركة الشباب والأطفال في الهبة المستمرة وغيرها من الأساليب التعسفية.
ونوه إلى أن القدس لها النصيب الأكبر من حملة الاعتقالات، فقد طالت عضو مجلس التشريعي جهاد أبو زنيد ومدير نادي الأسير ناصر قوس وأعضاء في إقليم أمناء سر حركة فتح في منطقة القدس ونشطاء في مجال الأسرى والأسرى المحررين.
وبشأن الحريق الذي اندلع في قسم العزل بمركز "المسكوبية" أوضح إن "هذه الحادثة تأتي في سياق اقدام أحد الأسرى على حرق فرشاة داخل الغرفة مما أدى لإصابة خمس أفراد داخل الغرفة، وأن معتقل المسكوبية معروف عنه أنه مركز تحقيق وتوقيف، والأسرى الذين يتواجدون هناك يكونوا في بانتظار التحقيق أو بانتظار نقلهم لمعتقلات أخرى ومراكز احتجاز أخرى".
وشدد على أن "عزل المسكوبية من المراكز المعروفة بإجرامها ووحشيتها في التعامل مع المعتقلين الذين يتم احتجازهم، في انتهاك لكل القيم الإنسانية التي نادت بها المواثيق الدولية في التعامل مع الأسرى، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة".
ويعتبر معتقل المسكوبية في القدس من أسوأ مراكز التوقيف والتحقيق، ويطلق عليه بعض المعتقلين الذين دخلوه اسم "معتقل الموت" وللأطفال المقدسيين، على وجه الخصوص، "حظهم من المعاناة" حيث تقوم إدارة السجون الإسرائيلية باحتجازهم في ظروف سيئة جداً.
ويقع معتقل أو سجن " المسكوبية" في القسم الشمالي من مدينة القدس المحتلة، وهو مخصص للتوقيف والاعتقال، وبه قسم تحقيق تابع للمخابرات الإسرائيلية.