إرفعوا أيديكم عن الفلسطينيين كي ينتصر الشعب

بقلم: طلال الشريف

ولأن التغيير السلمي والديمقراطي في فلسطين أصبح غير مرتجع فالتغيير يصبح مرادفا للثورة علي النظام والإحتلال.

لطالما حفظنا ورددنا شروط لينين الثلاث للثورة وهي 1_ الحاكم لم يعد يحكم كما الأمس 2_ المحكوم لم يعد يرضي كما الأمس 3_ حزب أو فريق أو جماعة منظمة تريد أن تجرب حظها في التغيير أو الثورة.

هناك شرط جديد أضيفه اليوم بإجتهاد مني بعد ملاحظة توفر شروط لينين للثورة فلسطين منذ سنوات لكن الثورة لم تقم وهو الشرط 4_ الغرباء يتركون المكان أو بالمعني الصريح إرفعوا أيديكم عن الفلسطينيين.

قد يبدو الشرط الرابع للناظرين أنه شرط خاص بالفلسطينيين وأقول هو يلمع بوضوح في الحالة الفلسطينية لكنه في مفهومي هو شرط أصيل قد نسيه لينين أو إعتبره ضمنا في تداعيات وعوامل نشوء الشرطين الأول والثاني.

الشرط الرابع في الحالة الفلسطينية هو أخطر الشروط وقد كبر في عصرنا بفضل العولمة مع بقية الكون لكنه منذ البدء هو كبير وعظيم في الحالة الفلسطينية لسبب وجيه ومعروف وهو كبر حجم التدخلات والتداخلات في القضية الفلسطينية جغرافيا وسياسيا ودينيا وإقتصاديا والسبب إسرائيل والعروبة والنفط والمقدسات والموقع الحيوي لتصبح بذلك فلسطين الصغيرة المساحة هي مركز الكون بلا منازع.

ولأن الحالة متفاقمة في قطاع غزة الأكثر تضررا فمنها قد يحدث الإنفجار لكن الضرر يعم الكل الفلسطيني وخاصة بعد الإنكشاف أمام صفقة القرن.

ولعل أقرب النتائج علتي تدل علي أن الشرط الرابع حقيقي وهام ما جري لحماس بعد رفع أيدي المساندين الخارجيين عنها ودخولها في الأزمة.

والسؤال هنا الثورة علي من؟

الثورة علي الإحتلال وهي بالتأكيد موجاتها مستمرة طالما إستمر الإحتلال لكن عامل آخر وهو الإنقسام بدأ يقف في وجه الثورة علي الإحتلال وأصبح الجمهور مناوئا للسلطة والحكام لفساد الإدارة وإعاقة الثورة علي الاحتلال.

أما الثورة علي نظام الحكم لو فسد وهو كذلك فسد إداريا وماليا وسياسيا وبوليسيا ويحكم بالحديد والنار ولكن الثورة علي أي نظام من النظامين الحاكمين ؟

ولكي نختصر ولا نذهب في تفاصيل كثيرة نعم الثورة علي النظامين وهنا يبدو التصعيب حد المستحيل فالثورة تواجه المستحيل في مواجهة ثلاث قوي منظمة.

الثورة هي عمقها شفقة ومحبة للمظلومين لتأخذ بأيديهم لكنها شرسة علي الظالمين لتأخذ علي أيديهم ومن هنا يحدث المستحيل.

لنعد للصعب والمستحيل فالمظلومين من الشعب الفلسطيني في مواجهة إحتلال ونظامين متجبرين مدعومين من الخارج ولو نظرنا لوجدنا في العقدين السابقين بأن الشرطين الأول والثاني قد تحققا الأول بأن الحاكم لم يعد يحكم كالأمس بمعني الترهل فماجري للنظام الأول بإستيلاء حماس علي السلطة في غزة قد تحقق بترهل الحاكم الأول عباس لتصبح حماس الحاكم الثاني في غزة و الذي ترهل حكمها الآن لتخلي الخارج عنها أي رفعت الأيدي عنها وسلطة عباس قد تخلي الخارج عنها أيضا وستدخل في أزمة مشابهة لأزمة حماس والشرط الثاني أن المحكوم لم يعد يرضي عن الواقع المعاش ويرفضه فهذا لا يحتاج إلى إثباتات سواء في غزة أو في الضفة الغربية بل وصلت حالة غضب الجمهور حد الإنفجار في كل لحظة.

التدخلات والمساندات الخارجية تتقلص لكنها قد تحاول إنقاذ النظامين عند المحك ولذلك سنبقي نقول إرفعوا أيديكم عن الفلسطينيين.

أمريكا وبعض العرب ابتعدوا عن رام الله وقطر وتركيا والسعودية تراخوا تجاه حماس ولم يتبق من دور حيوي قد يتراجع إلا من خلال ملف المصالحة التي تحاول به مصر لحد اللحظة تفكيك الإنقسام إلا أن الصراع علي السلطة المستقبلية بين حماس وفتح لازال قائما من خلال محاولة الأقصاء والمنع المستقبلي لحماس من قبل الرئيس خوفا من قوة حماس المنظمة ولا مكان لديه للشراكة دون ضبط القوة الحمساوية في إطار الأمن وسيطرة سلطة عباس.

من هنا بقي العامل الخارجي الاسرائيلي هو الوحيد الفاعل في التدخل في الشأن الفلسطيني لإضعافه بعد أن حسم الفلسطينيون نيتهم ورغبتهم في تغيير النظامين لخشية إسرائيل من المجهول القادم وآثاره التي ستشمل بالتأكيد الثورة علي الاحتلال.

إسرائيل هي صاحبة المصلحة في بقاء الحال يعني في بقاء السلطتين وهي أي إسرائيل عامل حيوي ومقرر وقادر علي الأرض ولكن التخلص من هذا العامل سيأتي في سياق الإنفجار المتوقع في الأراضي المحتلة عند طرح صفقة ترامب وهناك سيتغير الحال الفلسطيني بمجمله وستقلب صفحة بائسة من تاريخ الشعب الفلسطيني بحدوث الثورة علي كل السلطات الحاكمة والاحتلال ورفع يد الاحتلال الأخيرة علي الفلسطينيين.... إرفعوا أيديكم عن الفلسطينيين كي ينتصر الشعب.

بقلم/ د. طلال الشريف