ما بين فلسطين وفلسطين فلسطين ،ما بين الجريح والجريح الف جريح ،ما بين الشهيد والشهيد الف شهيد ،ما بين الأسير والأسير الف أسير، ما بين النكبة والنكبة الف نكبة،وما بين النكسة والنكسة الف نكسة ،وما بين الحلم والحلم حقيقة ساطعة ترسم وجه الوطن ترسم حقيقة الوطن والشعب الذي راهن القريب والبعيد على تركيعه و ثنيه عن الحقيقة الراسخة المتجذرة فيه والتي يرويها. بالدماء والاشلاء التي يرسم من خلالها خارطة الأمل .نعم آلاف الجرحى وعشرات الشهداء في يوم الارض يوم الحقيقة ان هنا شعب لن يساوم و سيقاوم رغم كل الظروف بالأسنان والانياب والسواعد والكراسي المتحركة بالطفل الذي لم يزيد عمره عن 40 يوما بالشيخ الذي مازال يحمل الكوشان والمفتاح والعجوز التي ما زالت تحتفظ بسرة ملابس جدتها والتي كانت جاهزة على الدوام من أجل العودة حين يطلق زامور القطار العربي ايذان بساعة العودة ،ولكن القطار تأخر كثيرا بل بات بالي ولم يعد هناك أمل ان يعود للحياة في الزمن المنظور فقادة القطار تصهينت قلوبهم وعقولهم وباتت الرواية والسراب الصهيونية أكثر وضوحا لديهم من الحقيقة الساطعة من أسوار عكا و مآذن يافا و بحيرة طبريا ،وخط سكة الحجاز بات يتحدث لغة غير تلك اللغة فالسماء العربية باتت مشرعة أمام غربان الصهاينة تحلق وتنعق دون رادع ولم يعد لونها وصوتها مزعج فقد اختلط صوتها وضجيجها بذاك الضجيج الذي كان محظور في حضرة المقدسات والتي قال الكثير عنها أنها باتت من التاريخ وذاك التاريخ لم يعد متناسبا مع زمن افيكا التي تترسم أحلام قادة العرب على جسدها ولو في خيالهم الذي لا يعي إلا اختراق أجساد النساء.
وفي غزة كانت الصورة واضحة وضوح الشمس فغزة ليست غزة فقط ،غزة هي صورة فلسطين الجميلة فلسطين التي تعانق الأمل كل يوم وترسم الغد في كل لحظة غزة التي لا تفرق بين الموت والحياة فكلاهما جميل غزة التي ترد على القبعة الحديدية بلعبة كرة الطائرة او القدم وحلقة الاطفال التي تغني رن رن يا جرس على حدود فلسطين السليبة غزة التي يعرف أطفالها وهم في أحشاء نسائها بأن هناك ثمن للحرية يجب التعاهد عليه قبل الخروج للحياة وقبل أن يخرج ليقبل ترابها وجراحها وقبل ان يعانق احلامها التي يجب ان تكون حقيقة ،غزة تلبس حلتها القديمة الجديدة وتعكس الوان حلتها المدرجة بالعلم الوطني على كل ربوع فلسطين لتوحد الصوت والرفض لكل ما يحاول اعداء الشعب والقضية فرضه على شعبنا بمساعدة بعض عرابين الانهزامية في أمتنا والحقيقة الثانية القوية التي رسمت بالدماء وهي أننا شعب واحد والعدو لا يفرق بين أحد منا ،من هنا يجب على كل القيادات ان ترتقي إلى مستوى تلك الدماء وتنزل عن شجرة الانقسام والتوحد في كل مؤسسات شعبنا ودعم سياسة الشرعية الوطنية التي جسدها الرئيس محمود عباس برفضة لتهويد القدس وخطة صفقة العهر الأمريكية وان يترك المجال بشكل واضح وصريح للحكومة بأن تأخذ دورها وتتحمل مسؤليتها أمام الشعب والقانون ولا نبقي تلك المسرحية المقيتة .
نعم غزة تنتظر اليوم قرار حاسم وحازم من الرئيس عباس واضح وصريح بإنهاء كل الإجراءات العلاجية وتضميض كل جراح غزة الناتجة عن سنوات الانقسام،وكما تنتظر من حركة حماس التوجه إلى الحكومة الفلسطينية بروح المسؤولية وإفساح المجال لها لكي تقوم بواجبها .
###الشهداء ليسوا أرقام لهذا او ذاك بل أحلام وقصص وحكايات وأمل ومستقبل ....حافظوا عليه
### اهل غزة هم فلسطين مدنها وقراها مخيماتها مناضليها فصائلها جراحها فرحها حزنها هم الوطن والشتات لا تتركوهم لغربان الليل؟؟؟
بقلم/ نبيل البطراوي