من ميليا سكاكيني إلى عهد التميمي فلسطينيات ينرن درب النضال

بقلم: عبد الحميد الهمشري

لم تتردد المرأة الفلسطينية منذ بدء المأساة الفلسطينية التي رسم خطوطها العريضة وعد بلفور وسارت  على خطاه لتنفيذه الحكومات البريطانية المتعاقبة التي لولا العون  العثماني لها في حرب الأرمادا  لما تسيدت بحريتها العالم منذ ذلك الحين ولحين سطوع نجم الولايات المتحدة حاضنة الصهيونية وهادرة الحق الفلسطيني وراعية الإرهاب .

فالمرأة الفلسطينية ومنذ ذلك الحين ما زالت رمزاً للصمود دفاعاً عن الأرض والوجود عليها فالشمس لا تغطى بغربال وصنيعها يشهد له القاصي والداني بمشاركاتها الفاعلة فيمقارعة الغاصب  المحتل والثورات والانتفاضات  الشعبية المتتالية منذ الانتداب البريطاني وما نتج عنه من قيام دولة الاحتلال الصهيوني  وهذا دفع الحاخام الصهيوني اسحق بيرنز للمطالبة بطردها من الأرض المحتلة بقوله : “المرأة الفلسطينية هي مصنع للإرهاب… اطردوا النساء الفلسطينيات من يهودا والسامرة وذلك هو الخلاص”.

فهي من ساندت أسرتها وأطفالها وصمدت وواجهت الاحتلال في كل مكان في فلسطين، في ظل ظروفٍ صعبةً تعيشها ، وتتمثل في الحصار، والقتل، والاعتقال، وحرمانها من أبسط الحقوق المشروعة للإنسان، فوفقإحصاءاترسمية فإن الاحتلال الصهيوني اعتقل منذ عام 1967 أكثر من 15.000 مواطنة فلسطينية، وما زال رهن الاعتقال منهن في سجون الاحتلال نحو 56 أسيرة، بينهن 16 قاصرات ” أعمارهن من 12 – 16 عامًا” .

فمن منا لا يتذكر المقدسيتان ميليا سكاكيني وزليخة الشهابي مؤسستا أول اتحاد نسائي في  فلسطين بهدف  مناهضة الانتداب االبريطاني وخديجة الحسيني وزكية البديري ووحيدة الخالدي مؤسسات “جمعية السيدات العربيات” لتنظيم المشاركة الفلسطينية العامة في حركات النضال وضمان نجاح كل أشكال المقاومة والاحتجاج.

والمناضلات الفلسطينيات خنساء فلسطين  أم نضال فرحات وأم رضوان الشيخ خليل التي قدمت عشرة شهداء؛ خمسة من أبنائها وثلاثة من أحفادها إلى جانب شقيقها وصهرها ،  وكذلك فاطمة غزال ، ميمنة عز الدين القسام ، طرب عبد الهادي ،عقيلة البديري، نبيهة ناصر ، الأختين مهيبة وعربية خورشيد ، عادلة فطايري ، يسرا طوقان ، فاطمة أبو الهدى ، نجلاء الأسمر ، حياة البلبيسي ، جوليت زكّا ، فاطمة برناوي ، شادية أبو غزالة ، عبلة طه ، لطيفة الحواري ، خديجة أبو عرن ، ليلى خالد ، ريما بلعوشة ، زهيرة اندراوس ، أمينة دحبور ، دعاء الجيوسي ، لينا النابلسي ,وفاء إدريس، نورا شلهوب ، دلال المغربي ، دارين أبو عيشة ، آيات الآخرس ، إيرينا بينسكي ، عهد التميمي التي اعتقلت وما زالت تحاكم أمام محاكم التمييز العنصري الصهيونية  لتصديها لجنود الاحتلال وصفعهم أمام بيتها وغيرهن الكثير الكثير ، ولا يفوتني في الختام من التنويه لما قامت به كل منالمناضلة الكركية تيريزهلسة وشهيدة الجنوب اللبناني سناء المحيدلي مساندة لدور المرأة العربية  في النضال الفلسطيني.

عبدالحميد الهمشري  

* كاتب  وباحث في الشأن الفلسطيني