لم يعد أمامي إلا أن أكتب عن المرأة وضرورة تنمية قدراتها وتصويب مسارها , برغم كافة الظروف التي تحيط بها وما يمكن مواجهته من تحديات أنية ومستقبلية.
لقد كانت مقالتي السابقة بعنوان المرأة القوية, تحدثت فيها حول كل ما يعزز من مقومات المرأة ودورها ومكانتها داخل أسرتها ومجتمعها الأكبر .
واليوم ونحن على أعتاب عيد الفطر السعيد والمبارك, نجد أن المرأة تعود بقوة أكبر وبحضور لافت وبحنان متدفق وبعواطف جياشة وبجهود متواصلة من أجل اسعاد من حولها برغم قسوة الظروف وألامها .
المرأة هذا الكائن الانسان الذي يحمل بطياته وبأسلوب تعامله وحنانه كل ما يمكن أن يشبع رغبات ومتطلبات أسرتها الصغيرة التي تستمد منها القوة والصبر والجلد على متاعب الحياة ومرارتها .
نعيش بظروف استثنائية تجعل من مكانة المرأة بوضع استثنائي في ظل المطلوب منها ,وقلة امكانياتها المتوفرة وهنا تكمن فلسفة حياة المرأة ومصادر قوتها وعطائها الامحدود, وما يميزها من ابداعات وابتكارات لتسهيل أمور حياتها والعناية بأطفالها وأبنائها وزوجها ,وحتى تحافظ على اسرتها الصغيرة وتعزز من تماسكها والتي تعتبر النواة الاولى في المجتمع.
المرأة الفلسطينية وقد كان قدرها وظروف حياتها أن تعيش بمرارة الواقع وقسوته وحرمانه, والذي يجعلها تبدع في تدبير أمور أسرتها بأقل القليل, بكل صبر وجلد وتحمل للمسؤولية . وها نحن على أبواب العيد بكل طقوسه وعاداته ومتطلباته أحوج ما نكون للمرأة الزوجة والإم والإخت والابنة وما يمكن فعله في اطار المستحيل, حتى تتمكن المرأة من ادخال الفرحة بقلوب ابناءها وبناتها وزوجها ومن حولها ,هذه القدرة الانسانية الايجابية المستندة لمبادئ ثابتة وحقائق ملموسة وايمان عميق بدورها الايجابي والمحافظة عليه ,حتى تتمكن الأسرة من شق طريقها وتحقيق غاياتها واسعاد افرادها باقل القليل .
ستبقى المراة الفلسطينية بصورة خاصة ومتميزة عن غيرها, في ظل ظروف قاهرة لا يستطيع تحملها الا من امن واعتنق المبادئ والاحكام والايمان والتمسك بالدور والمكان, مهما كان الزمان والمكان وظروف القهر والحرمان .
دائما وابدا تحقق المرأة أهدافها وتعزز من مكانتها ودورها وبمساعدة كافة افراد اسرتها ,حتى تتمكن المرأة من قيادة سفينتها بحنان قلبها وصدق مشاعرها ومنطق حديثها وعيونها التي تملأ كافة أركان منزلها.
كل التحية للمرأة الفلسطينية ونحن على أبواب عيد الفطر وكل التهاني والتبريكات لها. وتقديرنا لانجازاتها المتجددة ومدى تحملها لأعباء المسؤولية, التي تزداد عليها والتي تتطلب منها المزيد من الابداعات و الابتكارات, وايجاد المخارج الملائمة لأزمات الأسرة, ومهما تعددت وتقلبت الظروف, لأنها المرأة القوية في كل مكان وزمان.
وكل عام وأنتم بخير
المدربة الدولية والإعلامية : ريم وفيق زنداح