إرهاب صفقة ترامب يضرب في أماكن متفرقة في الجسد الفلسطيني

بقلم: طلال الشريف

إثارة رعب وتهديد وتضخيم إعلامي وخلايا نائمة وذئاب منفردة وضربات في أماكن متفرقة وصفقات تجارية ومؤتمرات إنسانية تضرب في الجسد الفلسطيني بشقيه الأرض، والنظام السياسي، فكونوا علي حذر رغم بدء العمليات منذ أكثر من عام.

الإرهاب هو ما يميز صفقة ترامب بالضبط وهي نفس البروباغندا التي صنعوا بها هالة داعش وكأنها ميكانيزم العصر ونفس الفكرة وإن تغير رؤوساء الولايات المتحدة حيث العقل المدبر هو في عمق "محرك" النظام في الولايات المتحدة مهما كان الرئيس ومهما تجددت الإدارات، ال سي آي إيه واحد.

بدأت الصفقة برمي فكرة أن المرشح ترامب لديه رؤية أثناء الحملة الانتخابية تخللها تضخيم في رامبو أمريكا الجديد بعد أن وصموه بالجشع والهمجية والخارج عن المألوف وجعلوه سخرية في الاعلام ورصدوا بعض تصرفاته الحمقي حتي ظن الناس أنه غريب وأهوج وفجأة كسب الانتخابات، إنها الصناعة القديمة الجديدة لماكينة إعلام الرأسمالية المتوحشة التي قامت فكريا علي التوحش، هم يستعيدون بترامب صورة الرامبو الأمريكي الذي غاب فترة من الزمن حيث بدأ الأمريكان يحسون بمساواتهم بالبشر الآخرين دون عظمة فكانوا بحاجة لينتجوا لشعبهم رامبو جديد في صورة ترامب وبالدعاية الاعلامية لصلف هذا الرجل وعنجهيته كان جانبا من صناعة الاعلام وكان موجها للمجتمع الامريكي التواق لإستعادة التضخم بالأنا الأمريكية ولكن ما لم ينتبه له الناس خارج ثقافة المجتمع الأمريكي كانت فكرة التخويف والرعب للشعوب الأخري بنفس طريقة رعب داعش التي إنطلقت أمريكيا وبنفس فكرة الترهيب.

الذي يظهر الآن وبعد انتخاب ترامب هو الخروج عن المألوف والمتعارف عليه حتي في قرارات الأمم المتحدة التي تقر أن القدس الشرقية هي أرض محتلة فسارع إرهاب ترامب بضربته الإرهابية الخشنة الأولي خارج المألوف وهي الضربة المرعبة الكبري في فلسطين فمنح إسرائيل القدس عاصمة لدولة إسرائيل ما أحدث زلزالا مرعبا في العقل العربي والفلسطيني وأفقدهما التوازن.

كان ترامب قبلها قد مهد بضربة إرهابية ناعمة مالية ضخمة في مؤتمر القمة العربية والاسلامية في الرياض فقنص مليارات العرب بخطاب وكلمات دون عمليات عسكري أو انتحارية أو تهديد بحجة التصدي لإيران قبل نقل مسرح العمليات لفلسطين.

يتقدم إرهاب ترامب كما كان يتقدم ويذبح إرهاب داعش حتي يهرب الناس وتنفلش أجهزة الأمن علي الأرض وكما زحفت داعش فإحتلت المدن وأعملت السكين في الرقاب يزحف ترامب بصفقة الارهاب لمواقع الأنروا شاهدة اللاجئين الأولي فنهبها وسحب الدعم عنها وحرض بالذبح من يقدم لها الدعم المالي فباتت الأنروا تحت سطوته يطبق حصاره عليها ويدمرها تدريجيا كما عملت بالضبط عصابات داعش في الشمال السوري والشمال العراقي فإحتلت الرقة ودير الزور وكذلك الموصل وبنفس العقلية والفكرة إستولت علي البترول وباعته في السوق السوداء رغم أنها باعته لتركيا البيضاء عراب الدعم والاسناد.

بالأمس القريب عقدوا في واشنطن مؤتمرا لحل القضايا الانسانية في قطاع غزة دون مشاركة فلسطينية ويقال أنهم يتحدثون لشخصيات في غزة وكأننا في آستنا للتفاوض السوري دون نتيجة ولن تكون هناك نتيجة إن رضي الفلسطينيون أم رفضوا لتحويل القضية لقضايا حل إنساني حيث هم من يديرون اللعبة للفت انتباه الفلسطينيين والعالم لقضايا الحل الانسانية واشغالهم عن ضربة في مكان آخر علي الأرض الفلسطينية ومواصلة تطبيق الصفقة الإرهابية علي طريقة داعش.

وتماما وبنفس الخطة المعروفة في عمل داعش تأتي ضربة إرهاب تفجيرية بعيدة عن مركز العمليات المنصب علي غزة أصلا لصفقة الارهاب فيضرب هذه المرة فرع الارهاب الآخر إسرائيل في عرب الجهالين والخان الأحمر ويهينون كرامة الناس ويبعدوهم عن مسقط رأسهم وأرضهم لقطع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها ومحاصرة الفلسطينيين بالضبط كما كانت تفعل داعش حيث تضرب في فرنسا أو ألمانيا أو بلجيكا لصرف النظر عن الموصل والرقة.

لا ندري أين التفجير أو الضربة الارهابية القادمة لصفقة ترامب الارهابية ولكن مؤشر الأمس في عرب الجهالين الذي كانت تعرف السلطة في رام الله به وبنوايا إسرائيل وبقرارها الصادر قبل أيام وتركت الساحة دون حشد شعبي كبير ودعوة الناس والمؤسسات والاحزاب والسياسيين للذهاب هناك وكأن الذي حصل بالأمس في الخان الأحمر هو الذي حدث قبل ذلك في الموصل حين هربت قوات الامن والجيش والناس وتركوا عتاد كبير كان يمكن أن يهزموا به حينها الارهابيين ولكن الاعلام وبث الرعب السابق لعملية احتلال الموصل والتقاعس من المسؤولين جعل الخوف يدب في نفوس الأمن والشعب فتركوا الموصل لداعش وهربوا دون مقاومة تذكر وهو علي ما يبدو ما حصل بالأمس في الخان الأحمر وهو مرشح للحصول في الضفة الغربية قريبا ويبدو أن مسرح عمليات إرهاب صفقة ترامب قد إنتقل فعلا إلي الضفة الغربية مرة أخري بعد القدس وطريقة الضربات المتنقلة ولذلك فإحتمال أن تكون الضربة القادمة لخلايا الصفقة النائمة والذئاب المنفردة غدا أو بعد غد بااتأكيد في الضفة الغربية بعد أن ترك المسؤولون عن السلطة واجبهم وغابت قيادات الحشد الشعبي من أراضي 48 وباقي الضفة والقدس عن الدفاع عن عرب الجهالين والخان الأحمر ...

هذه هي الصفقة وآليات عملها وشرباتخا المتنقلة إسلوب داعش الأمريكي الصناعة لايزال لفرض الصفقة فماذا أنتم فاعلون أيها المسؤولين ؟

*إحذروا الخلايا النائمة التي تنتظر دورها في مرحلة ليست ببعيدة.

بقلم/ د. طلال الشريف